اصبحت مدينة بورتسودان هذه الايام قبلة للزوار والضيوف الذين جاءوها من كل حدب وصوب للمشاركة في احتفالاتها بمهرجان السياحة والتسوق وقضاء ليلة رأس السنة فيها. *حضرنا رئيس قسم المنوعات احمد دندش وشخصي وسط مجموعة من الزوار الذين احتضنتهم الرحلة السياحية الاولى لشركة ايوان للسياحة، التى تبنت رعايتها صحيفة الهوية الجامعة (السوداني)، لنكتشف رغم تنظيم الرحلة المسبق بأن بورتسودان قد اكتظت بالزوار والضيوف بحيث اصبح من الصعب العثور على حجز أو موضع سكن في رحابها. *لن نتحدث في هذه المساحة عن هذه الرحلة التى دشنها وزير السياحة الاتحادي غازي الصادق في الساعات الاولى من صباح الجمعة الماضية بحضور مدير ادارة السياحة بالوزارة سليمان عبد التواب حيث اجرينا في هذا الصباح حواراً مفتوحاً حول الصحافة والسياحة، ثمن فيه الوزير مثل هذه المبادرات التى تدعم نشر ثقافة السياحة في البلاد، واكد حرصهم في الوزارة على تذليل المشاكل والمصاعب التى تواجه السياحة. *الملاحظة الاولى التى لفتت انتباهنا قبل بداية برنامج الرحلة السياحية هو ضعف الطاقة الاستيعابية لمدينة بورتسودان لمقابلة احتياجات مثل هذه المهرجانات وقد اضطر والى البحر الاحمر محمد طاهر ايلا إلى وضع يده على ميز الاطباء وتحويله الى شقق سكنية لسد النقص في الفنادق والشقق المطلوبة لاستقبال ضيوف المهرجان الامر الذى تسبب في مشكلة لاداعي لها مع الاطباء. *احدثت الاعداد الكبيرة من الزوار والضيوف ربكه واضحة في الاستقبال والتسكين وارتفاعاً اكثر في اسعار السلع والحاجات الاساسية للمواطنين الذين فتحوا بيوتهم للمساهمة في حل ضائقة الإقامة كما ارتفعت اسعار الاقامة بالفنادق بدرجة مبالغ فيها. *الملاحظة الثانية التى لابد من ايرادها هنا هي ان نجاح حكومة البحر الاحمر في احياء السياحة الداخلية لم يصحبه جهد مماثل لاحياء السياحة الخارجية التى تحتاج الي معينات خارجية مثل حركة الطيران العالمية الى مطار بورتسودان والى معينات داخلية مثل الطرق ووسائل الترحيل والتسهيلات الادارية والقانونية لتشجيع حركة السياحة، فالبحر الاحمر يتمتع باجواء جاذبة للسياحة العالمية، خاصة سياحة الغوص حيث يمتاز بوجود اجمل مناطق للغوص في افريقيا كما يتوافر فيه القرش الابيض النادر الوجود في افريقيا. *نكتب هذا الكلام وبرنامج الرحلة السياحية لم يبدأ بعد، وهذا ماسنتناوله بأذن الله في الايام القادمة اذا مد الله لنا في الآجال، بعد ان هربنا من الطاحونة البشرية ومشاكل السياسة والاقتصاد والتوترات الخانقة الى رحاب حورية البحر الاحمر ونحن نمنى انفسنا بقضاء بعض الساعات للترويح دون ان نبتعد عن هموم الوطن والمواطنين.