صحيح اننا استمتعنا باجواء بورتسودان وبالاحتفالات التى عمت المدينة بمناسبة عيد الاستقلال المجيد وراس السنة الميلادية ولكن لابد من الاشارة لبعض الملاحظات المهمة ليس فقط من اجل دفع مسيرة السياحة في بلادنا وانما من اجل تشجيع الاستثمار. *لن نتحدث هنا عن المناخ الصحي اللازم ومتطلباته من استكمال السلام في دارفور ومحاصرة النزاعات القائمة في جنوب كردفان والنيل الازرق وحول ابيي لتوفير اجواء الاستقرار والسلام الاجتماعي الاهم للحراك السياحي والاستثماري لكننا سنركز على بعض الملاحظات العابرة التى لابد من معالجتها. *اول الملاحظات هي كثرة نقاط التفتيش على طول الطريق الممتد من الخرطوم حتى بورتسودان الامر الذي يعطل حركة انسياب البصات ويعطي صورة سالبة تشير الي عدم الاستقرار ومخاوف ومحاذير مبالغ في تقديرها ويمكن ان يتم الاكتفاء بنقطتي تفتيش عند بداية الرحلة وعند مدخل الوصول. *الملاحظة الثانية تتعلق بالمناطق السياحية التى كادت تتحول الي اطلال نتيجة لغلبة العامل الاستثماري على العامل الخدمي والزائر لقرية (عروس) السياحية يصدم لحالها نتيجة لخلاف وقع بين المستثمر الوطني وبين الحكومة واصبح المواطنون يجدون انفسهم يتجولون على طول الساحل بلا ادنى خدمات. *نفس الملاحظة تقال على منتجع البحر الاحمر والذى فوجئنا عند وصولنا اليه انه تم تأجيره بالكامل لحفل خاص ومن يريد الدخول للمنتجع لابد ان يدفع ثمن تذكرة الحفل وهكذا عاد الكثير من المواطنين دون ان يتمكنوا من دخول المنتجع. * ملاحظة اخرى تتعلق بالسياحة في البحر الاحمر وهي اختفاء الرحلات التى كنا نستمتع بها ونحن صغار مقابل رسوم رمزية ندفعها لزيارة الحديقة المرجانيةوهي حديقة غنية باسماك البحر الاحمر والشعب المرجانية نشاهدها من على (لنش) له ارضية شفافة تمكننا من المشاهدة الحية. *تبقت ملاحظة مهمة جسدتها عملية الاستغلال السالب لوجود ضيوف مهرجان السياحة والتسوق حيث ارتفعت بصورة جنونية اسعار الفنادق والشقق السكنية واسعار السلع الاساسية خاصة اسعار السمك التى تضاعفت بصورة تصاعدية وهي ظاهرة تؤثر بصورة سالبة على مستقبل السياحة حيث يمكن للمواطن تمضية اجازة غير مكلفة وسط امكانيات سياحية افضل مثل دولة ارتريا مثلا، وهذا ماظهر في الآونة الاخيرة بصورة واضحة حيث بدأت الكثير من الاسر تتجه صوب ارتريا لتمضية ايام الصيف هناك. * نقول ذلك لاننا نخشى ان تحدث انتكاسة للحراك السياسي الذى بدأ يعرف طريقه إلى حورية البحر الاحمر.