جاء في تصريح للقيادي بحركة العدل و المساواة السودانية الاستاذ محجوب حسين بان (على سكان العاصمة من المدنين الاستعداد والحيطة علي اخلاء العاصمة الي المناطق المجاورة على بعد 20 ميل على الاقل متي ما طلب منهم ذلك عبر بيان رسمي محدد اليوم والتاريخ في المرحلة القصيرة القادمة وذلك حفاظا على ارواح المواطنين كضرورة انسانية وضرورة تحتمها الاعراف والمواثيق الدولية). هذا التصريح يؤكد بما لا يدع مجال للشك بان العاصمة السودانية قد اصبحت مسرحا للعمليات العسكرية القادمة وميدانا للحسم النهائي، رغم نداءات البشير الداعية للحوار مع حركة العدل والمساواة بعد اغتيال زعيمها الدكتور خليل ابراهيم الا ان ذلك لا يجدي في ظل تمسك حركة العدل والمساواة بموقفها الرافض للحوار (لا للحوار لا للمفاوضات لا للاتفاقيات ولا للوساطة مع قتلة خليل) . لا غرابة في ذلك التصريح فقد درجت الحركات المسلحة على اعلان مواطني المناطق المستهدفة قبل الهجوم لعدم تعريض المدنين للخطر مما ادي الي انتقاد هذه الخطوة واعتبارها تهور لا داعي له لدى الكثيرين بإعتبار أن الحرب خدعة.ولكن من وجهة نظر الحركات المسلحة التزام اخلاقي وانساني لاخذ الحيطة والحذر اللازمتين تجاه المدنيين وبذلك قد ارست الحركات المسلحة السودانية سوابق ومبادئ جديدة في ادبيات الكفاح المسلح ضد الانظمة الدكتاتورية المستبدة. والشعب السوداني يتذكر تماما عندما اعلنت الحركات المسلحة آنذاك بانها ستغزو مدينة الفاشر فكان رد قادة المؤتمر الوطني ان ذلك الاعلان هو مجرد هراء من قطاعين الطرق والنهب المسلح فجاء الرد عمليا صبيحة الجمعة 19/ ابريل/2003م حسب الموعد المحدد في البيان و كبدت الحكومة خسائر جسيمة في الارواح والمعدات. ثم تلى ذلك الهجوم على منطقة الطينة وفق بيان مسبق دعي فيه المواطنين لإخلاء المنطقة قبل يوم 12/ يوليو / 2003م فكانت معركة قاسية جدا بكل المقاييس وراح فيها ارواح ما يقارب ال2000 من القوات المسلحة السودانية في معركة لا يدرون اسبابها ولا مقاصدها. نسال الله ان يغفر لهم ويرحمهم. ولكن الاكثر اثرا ووقعا هو الهجوم العلني لحركة العدل والمساواة السودانية على العاصمة في مايو من العام 2008م بعد انتشار الخبر عبر وسائل الاعلام المرئية والمقروءة فكان يمكن لقادة الحكومة ان هي ارادت ذ لك صد الهجوم خارج العاصمة وعدم جرجرة الحروبات داخل المدن المأهولة بالمدنيين مما اوضح عدم حرص الحكومة لارواح المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية . فالعقلية التي ادارت معركة امدرمان هي ذاتها التي ادارت معركة كادقلي والدمازين التي ادت الى ازهاق اوراح المدنيين الابرياء . قبل اغتيال الدكتور خليل ابراهيم بايام اعلنت حركة العدل والمساواة بانها متجهة نحو الخرطوم لاقتلاع النظام فكانت قواتها تواصل زحفها نحو العاصمة بدون مقاومة تذكر من جانب القوات المسلحة السودانية بل وقد خلت بعض المناطق منها تماما وبالاخص المنطقة التي اغتيل فيها خليل ابراهيم شمال كردفان (ودبندة). بعد تولي الدكتور الطاهر الفكي لرئاسة حركة العدل والمساواة قال ( ان الذين رقصوا لموت خليل سيبكون بالقريب العاجل ) كل هذه التصريحات تدل بان الحركات المسلحة قد نقلت الحرب الدائرة في دارفور الى الخرطوم وجعلها مسرحا للعمل العسكري وموقعا للحسم النهائي ونحمد الله الذي عفى اهل دارفور من سماع دوي المدافع والدانات والطائرات الحربية وغيرها من الاسلحة. فما لا يعلمه الكثيرون ان ما دار في الخرطوم يوم 10/ مايو 2008م ولمدة اربع ساعات فقط واصطلح عند قادة النظام (بغزو امدرمان) ما هو الا منظر لفيلم قديم معروض اصلا في دارفور قبل ثماني سنوات وقد حان موعد موت مخرجه. الحفاظ على ارواح المواطنين وامنهم من واجبات هذا النظام وبالتالي عند اعلان البيان القادم لعملية الذراع الطويل الثاني يجب على الحكومةالاستعداد لصد الهجوم خارج اسوار العاصمة واي تبرير من شاكلة (سرعة العربات فائقة – قصدنا الادراج – زحفهم ليلي) غير مقبول يا سيادة وزير الدفاع ، هذا على افتراض بقاء النظام. ولذلك عند اعلان البيان الرسمي وجعل العاصمة مسرحا للعمليات العسكرية فالافضل على المدنيين الاجلاء ما دامت العقلية التي تجرجر الحروبات الى المدن وتستخدم المدنيين كدروع بشرية موجودة ، بل ترك العاصمة نهائيا افضل بكثير ما دامت العقلية التي ادارت معركة امدرمان ، الفاشر ، كادقلي والدمازين هي ذاتها التي تدير العمليات العسكرية القادمة. [email protected]