*لم نرفض أية مبادرة جاءتنا من الأشقاء أو الأصدقاء سواء كان ذلك من أجل تأمين السلام أو إستكماله خاصة في دارفور ولكننا ظللنا نؤكد دائماً وأبداً أن الحل القومي الديمقراطي هو المخرج السلمي الذي يجنبنا كل الشرور والفتن.*للأسف ظل الجهد الأكبر خاصة من جانب الحكومة بشقيها المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يرميان بثقلهما نحو الوساطات الخارجية فيما يظل الاقتراب من أهل الداخل اقتراباً تكتيكياً تحكمه قواعد اللعبة السياسية التي تتم لتمكين الشريكين من الاستمرار في سدة الحكم.*على العكس من ذلك فان الأشقاء والوسطاء يسعون من جانبهم للاستماع لرأى أهل السودان من غير أهل الحكم في محاولة منهم لإكمال المشهد السياسي، ويكون رد الفعل الحكومي هو المزيد من تجاهل آراء الآخرين المهمومين بقضايا الوطن والمواطنين.*لا وقت الآن للتلاوم من أخطأ ومتى وأين، وقد جرت مياه كثيرة في بحر السياسة المتلاطم ويعلم الجميع الآن حكومة ومعارضة إن الوطن مقبل على فترة حرجة من تاريخه يتحدد فيها مصيره ومستقبله وليس فقط مصير الجنوب.*للأسف أيضاً الوضع في دارفور عاد للمربع الأول وبدأ الكيد السياسي يتصاعد بدلاً من محاولة محاصرة نيران النزاعات التي أضرت بأهل السودان عامة وأهل دارفور خاصة وليس من مصلحة أي طرف تصعيد النزاعات وإنما لا بد من التواضع على ضرورة استكمال استدامة في الجنوب واستكماله في كل ربوع البلاد خاصة في دارفور.*إن الدعوة للقمة السياسية التي تجمع أهل السودان حول مائدة مستديرة التي طرحها حزب الأمة مرة أخرى لوفد الوساطة الذي التقى به الإمام الصادق المهدي أمس الأول ليست جديدة ولكنها للأسف لم تجد فرصتها سواء في لقاء كنانة أم في لقاء جوبا ومازالت الحاجة ماسة لتحقيق هذا اللقاء للوصول إلى اتفاق قومي حول مختلف القضايا العالقة.*إن دعوة الإمام الصادق المهدي وهو رئيس حزب, الأحزاب والتنظيمات والفعاليات السياسية للتخلي عن المشاكل الشخصية والحزبية والعمل على انجاح ودعم مؤتمر القمة السياسية السودانية للخروج بالبلاد من هذا النفق الذي أدخلتنا فيه سياسة الانفراد والعناد ضرورة وطنية قومية ينبغي ان يتنادى إليها الجميع وفي مقدمتهم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.*إن الاتفاق السياسي الممكن على الاقل بين الشريكين من أجل تجاوز تداعيات الاستفتاء لا يغني عن الاتفاق القومي الذي يساعد في محاصرة هذه التداعيات ويسهم بشكل إيجابي في استدامة السلام وتأمينه واستكماله في دارفور. *أننا ندرك تماماً إن وحدة الإرادة السودانية التي استطاعت عبر تجارب حية محفورة في ذاكرة الأمة أن تخرج البلاد إلى بر الأمان خاصة انجاز الاستقلال الذي تحقق عبر وحدة الارادة السياسية.. ومازالت الفرصة مواتية للخروج بالبلاد من المطبات الحالية ولكن بالاتفاق السياسي وليس بالمكايدات وصيحات الحرب التي بدأت ترتفع هذه الأيام.