: حريات- الخرطوم- وائل طه تحيط الشكوك بالنية المعقودة لتزوير انتخابات جامعة الخرطوم التي بدأت إجراءاتها في يوم الثلاثاء 2 نوفمبر الجاري. فقد أصدرت “لجنة إنتخابات إتحاد طلاب جامعة الخرطوم جدول العملية الإنتخابية للإتحاد “دورة 2010 /2011م”، متجاوزة التقاليد المتعارف عليها في العملية وحاصرة كافة خطوات العملية الإنتخابية في أسبوع وحيد، بينما كانت الانتخابات تستغرق فتره تتجاوز العشرة أيام، هذا، وأفادت مصادر طلابية عليمة بأن الموعد الذي حددته اللجنه لتقديم القوائم الانتخابية انحصر في “ثلاث ساعات فقط” تنتهي في الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم الخميس 4 نوفمبر، مما يعد سابقة غير مشهوده، وسادت أجواء الجامعة موجات من التوجس حول قيام إدارة الجامعة يومي الثلاثاء والأربعاء 2- 3 نوفمبر الجاري بإصدار كشوفات الطلاب الناخبين الذين يحق لهم التصويت، والتي شملت عشرات الأسماء غير المقيده بالسجل الأكاديمي، فضلاً عن ورود أسماء بعض المتوفين، من بينهم “محمد موسى بحر الدين”، والذي تحوم الشكوك حول تورط جهات بعينها سماها شهود عيان ل “حريات” في حادث اغتياله الغشوم، فهي حادثة شبهها الرأي العام في الجامعة باغتيال طالب الاقتصاد بشير في منتصف التسعينيات. وفي ذات السياق تابعت “حريات” مجرى العملية الانتخابية بالجامعة، حيث أكدت تنظيمات “الحركة الشعبية، الأمة القومي، الجبهة الديمقراطية، حركة/ جيش تحرير السودان بقيادة مناوي” على موقفهم الداعم بقوة لمبدأ تمثيل الطلاب غير المنظمين في قائمة المعارضة، بينما عارضت بقية التنظيمات الأخرى تمثيل الطلاب غير المنظمين مشكلين تحالفاً موازياً، مما مثَّل موقفاً عكس تباين فكري لوجهتي النظر. من جانب آخر غابت عن الساحة كتلة “أنصار السنة المحمدية- جناح أبو زيد” والتي كانت معروفه بموقفها المناوئ لتنظيم المؤتمر الوطني، حيث تحدثت مصادر عليمة ل “حريات” إن السبب المرئي في ذلك يعود لإنقسام تنظيم أنصار السنه الى جناحي “أبو زيد المعارض للمؤتمر الوطني” و”الهدية الداعم بوضوح للمؤتمر الوطني”، في ظل معدل تراجع التيار السلفي في الوسط الطلابي، على وجه العموم، وفي جامعة الخرطوم على وجه الخصوص. وتضمنت حصيلة جولة “حريات” عن وجود أمني مكثف في الجامعة، منذ عقد الاتحاد لجمعيته العمومية في نهاية أكتوبر المنصرم، حيث إعتدت السلطات وتنظيم المؤتمر الوطني على بعض الطلاب من بينهم الطالب “ياسر علقم” القيادي في رابطة طلاب كلية الصيدلة، والذي أفاد بأنه تم ضربه بواسطة أفراد من الأمن وتنظيم المؤتمر الوطني في الميدان الشرقي للجامعة في المكان الذي أقيمت فيه فعالية خطاب الدورة والميزانية، وأن الإعتداء عليه تم أمام أعضاء المجلس الأربعيني للاتحاد، بسبب ملاحظات أبداها في خلل صاحب أداء الاتحاد. وعلى ذات النحو اشتكى عشرات الطلاب والطالبات من موجات التهديد والترغيب التي تأتيهم من منسوبين للجهات الرسمية، كاللجان الشعبية، الأمن، بعض مؤسسات الدولة، المؤتمر الوطني.. بغرض إثنائهم عن التصويت للقوى السياسية المعارضة، بمقابل التصويت لتنظيم المؤتمر الوطني، وقالت إحدى الطالبات الناشطات، وغير المنضوية لتنظيم سياسي، أن أحد أفراد الأمن ظل يهددها عبر التيلفون لإثنائها عن العمل الديمقراطي. الجدير بالذكر أن سيرة نظام “الإنقاذ” في تزوير انتخابات الجامعات عامة وجامعة الخرطوم على وجه الخصوص شهدت فصولا مأساوية لعل أشهرها انتخابات الاتحاد لسنة 1993م والتي سميت بانتخابات “البارتشن” حيث انكشف لاحقا كيف تم استبدال الصناديق ليلا عبر باب غير مرئي عبر حاجز “بارتشن” أعد خصيصا للتزوير. وقد شملت آليات التزوير في انتخابات الاتحادات الطالبية والنقابات التلاعب بالسجل واستبدال الصناديق وشراء الأصوات وتخويف المنافسين والناخبين، ويتوقع كثير من الطلبة خاصة بعد التزوير واسع النطاق الذي جرى في الانتخابات العامة في أبريل الماضي أن تكون هذه الانتخابات موسما للتزوير، هذا ومن المتوقع أن تشهد الساعات القادمة تطورات هامة.