عقب ما كتبته من كلام الناس امس عن (جارتنا البريدا) علمت بقيام مركز سوداني لتطوير سيدات الاعمال ترأس مجلس إدارته سيدة الاعمال الناشطة سامية شبو التي تقود مبادرة لقيام مهرجان للإخاء والتواصل في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا. المبادرة كانت مفاجأة سارة لي لانها ايضا تتضمن مناشط ثقافية وفنية مثل اقامة معرض ولقاءات مع سيدات الاعمال هناك وحفل غنائي وهي جزء من الانشطة الثقافية والفنية والرياضية التي لعبت دورا مشهودا في تحسين العلاقات بين الدول والشعوب رغم اختلاف الانظمة السياسية وبعد الامكنة. ولانها ايضا تصب في ذات الاتجاه الذي عبرت عنه في كلام الامس لانها تهدف لإعلاء قيم وممارسات التواصل والإخاء بين شعب السودان في الشمال والجنوب ولإعادة بناء الجسور التي هدمتها فوقيا الخلافات السياسية فيما ظلت العلاقات الشعبية قوية وممتدة. إن انشاء المركز القومي لتطوير سيدات الاعمال خطوة ايجابية لانه يهدف لتنمية الاداء المهني وتطويره وتشجيع الاستثمار في مختلف المجالات؛ وجاءت مبادرة مهرجان الاخاء والتواصل المزمع قيامه في جوبا اضافة لهذا المركز تستحق منا الدعم والتشجيع ليس فقط لحسن توظيفها للعملية الاستثمارية في البلدين الشقيقين وانما لانها عمليا يمكن أن تحقق درجة من التكامل الاقتصادي الأهم للحفاظ على العلاقات الانسانية بين شعب السودان في الشمال والجنوب. هذه المبادرة يمكن أن تكون ايضا خطوة متقدمة في مجال العمل الشعبي الذي تقوده سيدات الاعمال نحو اخوتهم واخوانهم في دولة جنوب السودان وبداية عملية لتمتين العلاقات الشعبية بين ابناء السودان في الشمال والجنوب. نقول هذا بعيدا عن الاجواء السياسية التي يهمنا جميعا اعادتها الى طبيعتها وازالة الجفوة المفتعلة بين الحكام هنا وهناك لبناء علاقات اخوية مستمرة حتى لا تنقطع صلة الرحم التي تربط بين ابناء السودان جميعا؛ ومن اجل هذا جاءت مبادرة سيدات الاعمال لقيام هذا المهرجان في جوبا. ان هذه المبادرة الشعبية تعزز دور منظمات المجتمع المدني التي اصبحت تقود الحراك الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضى والفني عبر مثل هذه الجهود الشعبية لدفع العلاقات بين شعوب العالم وتعميقها؛ خاصة بيننا وبينا اخوتنا في جنوب السودان لاننا شعب واحد وهم جزء من تاريخنا وعلاقاتنا الانسانية الممتدة بمشيئة الله وتوفيقه؛ على الأخص عندما تقوم هذه العلاقات على الندية والإخاء والاحترام المتبادل للحقوق والمصالح ونبذ الإرهاب والعنف والسعي لارساء دعائم الامن والاستقرار في بلادنا وفي العالم المحيط بنا. اننا نبارك هذه المبادرة النسائية الشعبية وندعو المسؤولين في البلدين لدعمها وتشجيعها وتهيئة الاجواء لإنجاحها بعيدا عن المكايدات السياسية والتوترات القائمة التي لا تخدم بلدينا ولا شعبنا الواحد.