في مقابلة أجراها معه موقع رماة الحدق للخدمات الصحفية، قال الشيخ أو إن شئت الدجال بحسب موقفك من الأقوال والنبوآت أو الترهات والتخرصات التي يطلقها من حينٍ لآخر، بلة الغائب، إن الرئيس عمر البشير سيظل في الحكم لثماني سنوات وخمسة وعشرين يوماً قادمة على الأقل، مؤكداً بقسم مغلظ أن فترة بقاء البشير على سدة الرئاسة منذ لحظة توليه السلطة عبر الانقلاب وإلى لحظة تنحيه لن تقل في مجملها بأية حال عن واحد وثلاثين عاماً وخمسة وعشرين يوماً بالتمام والكمال عاماً ينطح عام، وهذا يعني أنه سيبقى بلا منازع حتى عام 2020م وبعدها ينظر ويفاد، إذ ربما يواصل مسيرة الحكم وربما يترجل ويغادر ولكن قبل ذلك «لا يستطيع أحد أن يشيلو» لا من داخل صفوف المؤتمر الوطني ولا من خارجه في المعارضة التي نصحها بأن «تقنع وما تتعب ساكت» طوال هذه المدة. وبالطبع لم ينس بلة الغائب أن يدعم نبوءته هذه ببعض الآيات الكريمة التي لوى عنقها لتعزز مقولته التي هي في علم الغيب عند علاّم الغيوب، ورغم أننا لا نؤمن بما يصدر عن الكهنة والعرافين وقارئي الكف وضاربي الرمل مصداقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» وكذب المنجمون ولو صدقوا، ورغم أن بلة الغائب نفسه قد خابت له أكثر من نبوءة منها نبوءته بأن جون قرنق لم يمت وسيظهر مجدداً، وأن الجنوب لن ينفصل وأن سلفاكير «سيطفش» ولن يحكم الجنوب، إلا أن حديثه عن تطاول حكم البشير إلى هذا المدى الذي يفوق ما بلغة حكم مبارك ويقترب من سنين القذافي، قد ذكرني بمقولة ونكتة، المقولة للرئيس الأسبق جعفر نميري -رحمه الله- حين قال في لحظة استبداد بالسلطة «مافي زول يقدر يشيلني» ومن المؤكد أن نميري لم يجرؤ على هذا القول إلا بعد أن زيّنه له الدجالون والمشعوذون الذين قرّبهم إليه كثيراً في أخريات عهده، والنكتة تحكي عن رئيس أحد أندية المقدمة الذي بذل ولم يستبق شيئاً من أجل الفوز بكأس افريقيا حتى طلبات الانطون الغريبة والعجيبة من شاكلة قرد أسود ضنبو مقطوع وديك أعرج وطيرة عوراء وفرها له ولكنه في النهاية لم يحصل على وعدٍ قاطع من الانطون بنيل البطولة، فقد قال له بعد كل هذا التعب «الكاس تشيفي ما تشيلي»، وهكذا يقول بلة الغائب للمعارضة، ولكن هل هي ميزة ونقمة تدعو للتفاخر أن يتطاول أمد البقاء في السلطة إلى عشرين وثلاثين وأربعين عاماً، أم أنها نقمة؟، الراجح أنها ليست محمدة، فالمعروف عن طول البقاء في السلطة أنه يصيب الحاكمين بالنرجسية وإنتفاخ الذات، وهو ليس نقمة على الأمم فحسب بل وعلى القادة والحكام على حدٍ سواء، فالتعدد والتجدد يجدد حياة الأمة ويمدها بالحيوية والانطلاق، فلا تتجمد وتتكلس وتدور في حلقة مفرغة….