مليشيا التمرد تواجه نقصاً حاداً في الوقود في مواقعها حول مدينة الفاشر    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة العذاب من الأخوان المسلمين لحزب التحرير للقاعدة…(2)
نشر في حريات يوم 14 - 01 - 2012

صحيفة صن: ابنة السلفي عمر بكري محمد فستق تعمل راقصة تعري!!
في المقالة الأولى رأينا كيف عض عمر بكري يد حزب الله التي ساعدته وأنقلب عليه..وحين تقرأ رأيه في صحيفة الشرق الأوسط تجده يستند في هذا الانقلاب ويستشهد بأفعال وأقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم!!
حين رأى بكري فستق حكم السجن المؤبد في انتظاره، دار بكري حول نفسه 360 درجة وكفر كل من مفتي سوريا الشيخ حسون وأمين حزب الله..الذي ساعده في محنته، وتلبس بكري بلبوس الطائعين والخاشعين لسعد الحريري وزمرته التي تسمى بتيار المستقبل وغازل دول الخليج بإنكاره وجود القاعدة في سوريا ولبنان. بل تعدى بكري حرم النبي (ص) حين سألته الصحيفة الخضراء كيف تعض يد حزب الله التي ساعدتك؟ قال: (أما عن موضوع موقف أمين عام حزب الله لرفع الظلم عني، فقد شكرته عليه، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم)، قد دخل في حماية – المشرك – المطعم بن عدي، عندما عاد من الطائف مطاردا). هكذا شبه عمر بكري السيد حسن نصر الله أمين حزب الله بالمشرك مطعم بن عدي. وقصة النبي (ص) مع مطعم بن عدي تحتاج إلى مقالة لوحدها. وحين قلب عمر بكري ظهر المجن لحزب الله بإسفاف تركه محامي حزب الله نوار الساحلي لمصيره!!
اللبنانيون الآن يدقون ناقوس الخطر وربما تشتعل حرب أهلية وطائفية للمرة الثانية في لبنان – بدعم من جامعة الدول العربية التي يسيطر عليها دول الخليج. لقد تعلمت الجامعة سريعا من “مجلس الرعب” الذي كان يشجع صراحة باستمرار الحرب في يوليو من عام 2006م ضد لبنان حين ظنوا أن إسرائيل ستقضي على حزب الله في يومين أو ثلاثة. هذه المرة ليست إسرائيل بل قطرائيل!! دعا النائب السابق ناصر قنديل خلال مؤتمر صحافي في مكتبه إلى “التنبه لمحاولات اللعب بالنار من بعض اللبنانيين على إيقاع أكاذيب جيفري فيلتمان (مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية) عن تطورات مهمة في سوريا، وهو يعرف أن واشنطن فوضت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إدارة التفاوض السري مع دمشق وطهران وتريد بعض الرؤوس الحامية البلهاء من لبنان لتعزيز وضعها التفاوضي”. وخاطب قنديل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سائلا: لماذا بدلت رأيك عن العودة إلى بيروت عن طريق مطار دمشق ما دمت واثقا من سقوط النظام في سوريا، ولماذا تجاهلت دور القاعدة في حربي الضنية ونهر البارد على الجيش اللبناني كدورها في الصواريخ الطائشة في الجنوب، أم أن الحلف مع القاعدة تحت رعاية الأمير بندر (ابن سلطان) يضع في الفم ماء؟”. وتحدى قنديل رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط “كشف حساب عن ثلاثين سنة من العمل السياسي محورها جمع المال الأسود من حرب تشاد وبيع المرتزقة للقذافي وصولا إلى التنقل من دولة لدولة متسولا ونهب الصناديق والخزينة بهدف بناء دولة درزية بالتنسيق مع إسرائيل، من مجازر الجبل إلى اغتيال مشايخ الاعتدال بين السنة والدروز – حليم تقي الدين وصبحي الصالح – والتنسيق مع إليوت آبرامز لاغتيال نصر الله ومغنية والأسد وصولا إلى الرهان على الأزمة في سوريا لتقسيمها دويلات طائفية، منها دويلة تضم جبل لبنان وحاصبيا والسويداء وحل إداري في ظل الاحتلال لضم دروز الجولان والجليل”، داعيا جنبلاط إلى الاعتزال المبكر للسياسة ضنا بالدروز واللبنانيين لأن حلم الدولة الدرزية وسواس قاتل وفكرة شيطانية لن تبصر النور وما جمعت من مال يكفيك لولد الولد”.
وخاطب قنديل “الثلاثي جنبلاط-الحريري-جعجع حول خطة فيلتمان لإشعال نصف حرب أهلية في الشمال وجبل لبنان المسيحي لتصفية وجود القوى الوطنية، وخصوصا المردة والتيار الوطني الحر على إيقاع تطورات الأزمة في سوريا”، منبها إلى “أن الحروب الأهلية ليس فيها ربع ونصف، فالحريق سيشمل كل لبنان وهذا جريمة وحرام وخراب وهو قبل كل شيء سراب، فلن يتغير شيء في سوريا لو جعلتم الشمال قاعدة إسناد والقاعدة نقلت لبنان إلى ساحة جهاد وطريق بيروت دمشق لن تقطع، والجنوب والبقاع لن تفصلهما إمارة الجبلين كما يسميها فيلتمان”. وختم: “من قبضوا مالا وصنعوا مجدا على ظهر سوريا كانوا أول من طعنها، واسألوا عزمي بشارة؟ ومن يقف مع سوريا اليوم هم الذين رفضوا مال الدنيا لبيع موقفهم أو مجرد الصمت ويتلقون التهديد يوميا وكانوا يدفعون أثمانا يوم كان القرار لسوريا ليتقدم عليهم المنافقون والمتسلقون”.
نؤكد أن فهم هذه البانوراما السورية اللبنانية هو مفيدة للقارئ السوداني وللشعب السوداني!! السودان عبر شخص علي كرتي يساهم في إشعال حريق في كل من لبنان وسوريا معا!! فحين صوت أو جلس كرتي جلوس المجمدين لعضوية سوريا في الجامعة العربية، كان كرتي يعرف أن حمد آلقطري يدلس ويغالط في لائحة الجامعة!! كانت الجزائر ومصر أول من عارض تجميد عضوية سوريا. واستمرت سلطنة عمان على استيائها. وتصدر لبنان طليعة الرافضين. ثم تحدث مندوب العراق فتحفظ على البند الثاني أي التجميد، وقال «نشم منه وكذلك اعتقد إن بعض الناس ستقول انه دعوة للتدخل الأجنبي وهذا سيعقد الأمور، ليس على سوريا فقط وإنما على دول الجوار كالعراق.. والنقطة الأخرى وحسب ميثاق الجامعة، نجد إن تعليق أو تجميد عضوية دولة من المفروض أن يحصل على إجماع… واقتراحنا الملموس هو انه لدينا مبادرة عربية متفق عليها، وسوريا موافقة عليها ويمكن لهذه المبادرة أن تطرح على المجالس الدولية مثل مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان ليتم تبنيها».
رد نبيل العربي على الجانب القانوني بقراءة جزء من المادة 12 من النظام الأساسي لمجلس الجامعة، مشيراً إلى إن تعليق العضوية هو من المسائل الموضوعية التي يتطلب إقرارها ثلثي أصوات الدول الحاضرة والمشاركة في التصويت وأما الفصل فيتطلب الإجماع.
انتفض المندوب السوري قائلا «أنا استغرب دفاع الأمين العام عن مشروع القرار وهو المؤتمن على تنفيذ الميثاق، وأنا أسألك لماذا اجتزأت في قراءتك ما ورد في النظام الأساسي، فأنت تعرف إن المادة 12 من النظام الأساسي تنص صراحة على إن الفصل أو التعليق يتطلب العمل بأحكام الفقرة 2 من المادة 18 من الميثاق التي تؤكد بشكل واضح وصريح وجود إجماع من المجلس في حالتي الفصل أو التعليق». ووافقه على ذلك مندوب الجزائر الذي حذر من خطورة ما يجري ودعا إلى الحكمة. وقال «نحن ننبه الأمين العام ومجلس الجامعة إلى ضرورة وضع دراسة فورية لهذه المسالة لأننا سندخل في متاهات وأمور كثيرة الآن وفي المستقبل قد لا تحمد عقباها، ولا بد من إعطاء الوقت الكافي للأمانة العامة من اجل تقديم المطلوب قبل أن نقر هذه الفقرة المتعلقة بتعليق العضوية».
فأين كان علي كرتي من هذه المجادلة القانونية؟
وفي الختام تحدث حمد القطري موضحاً أن وفد لبنان اعترض على القرار وكذلك اليمن وأن العراق امتنع عن التصويت، وأنهى حمد الاجتماع بشكل مفاجئ من دون السماح للوفد الجزائري بالتعبير عن موقفه بوضع دراسة فورية، فانتفض المندوب السوري وقال للمسئول القطري «هذا تآمر منك شخصياً وتجاوز على القانون والميثاق. أنت رأس المطية والتخريب ليس في سوريا فقط بل على مستوى الدول العربية الأخرى. أنت والأمين العام تجرمون بحق سوريا وبحق الأمة العربية. انتم عملاء وتنفذون أجندة غربية وسيحاسبكم الشعب العربي في يوم من الأيام على هذه الجرائم التي ترتكبونها».
نقول: ليكشف المؤتمر الوطني علاقته الغريبة بقطر رأس المطية والتخريب!!
أين كان علي كرتي من هذا الجدل؟ ولماذا وقف كرتي في صف تقوية الباطل وتوهين الحق؟ يقول أمير المؤمنين لأهل مدينة الرسول (ص) موبخا في خلافته: لولا تهاونكم في نصرة الحق وتوهين الباطل، لما قوى عليكم من قوي من بني أمية. ما مرت عشرون عاما حتى أستباح يزيد لجيشه مدينة رسول الله ثلاثة أيام يوم الحرة وختم على أعناق أهلها أنهم عبيد له. وأرى هذا الكلام ينطبق على المؤتمر الوطني – يخدعون الشعب السودان بعزة السودان كذبا. القضية واضحة..صوت السودان مع قطر على الباطل من أجل قبض الثمن، قروض مالية قطرية للسودان، ولاحقا لم يحصل السودان شروى نقير من البغل القطري. وحين سأل المندوب السوري أحمد يوسف وزير السودان علي كرتي كيف يقف السودان ضدنا؟ رد عليه كرتي بالبلدي: هي..جات علينا كل الدول العربية واقفة ضدكم!! وفي هذه النقطة كذب رجل الدفاع الشعبي علي كرتي. فاليمن، والعراق، ولبنان، والجزائر وعمان، والأردن (اضطرارا) ومصر إضافة لسوريا…ثمانية دول كانت ضد تجميد عضوية سوريا!!
إذن القضية الإسلامية في الساحة العربية خرجت من إطارها العقيدي الإيماني الصحيح لله ولرسوله، وجافت حركة التاريخ والتأصيل العلمي، إلى حيز لعبة المخابرات الخليجية والدولية ..وأصبحت القضية الإسلامية لعبة مخابرات خليجية غربية. يديرها الآن بالوكالة كل من بندر بن سلطان، وجيفري فيلتمان (يهودي أمريكي ألماني الأصل)، والفنلندي تيري رود لارسن عميل الموساد الإسرائيلي، وكثير من الكومبارس أمثال سعد الحريري، فؤاد السنيورة، ومصطفى عثمان إسماعيل، وعلي كرتي، وعمرو موسى، ونبيل العربي الخ وبالطبع يمثل أمير قطر وابن عمه المتصهينين قطبي الرحي فاستحقت دولة قطر اسم “قطرائيل” بجدارة من الصحف العربية الوطنية، وتقف من خلفهم مساندة أنظمة بقية دول الخليج بأدوار متفاوتة ولكن الجميع يبارك ويشارك في المذبحة السورية.
بتأمل هذه البانوراما يمكنك أن تسخر من المؤتمر الوطني والشعبي معا اللذان يرفعان راية الإسلام تحت الراية القطرائيلية والخليجية. ثم تأمل الخطأ الذي وقع فيه الشيخ الترابي في دار حزب الأمة القومي حين أنحاز ضد النظام السوري. الشيخ من حيث لا يدري يؤيد هذه البانوراما الصهيونية التي يديرها بندر بن سلطان ببعض السلفيين المرتزقة بالوكالة ويستعينون بالمجرمين واللصوص وأصحاب السوابق والفاقد التربوي والهاربين من الخدمة العسكرية الخ وبدورهم تديرهم جميعا أجهزة المخابرات الخليجية والغربية. ولقد أخذنا عمر بكري محمد فستق في هذه المقالة مثالا case study لكي نلقي الكثير من الضوء على المسرح السوري اللبناني.
لتفسير تدفق الأموال الخليجية للحركات السلفية نقول، ليس هذا جديدا على دول الخليج. فالمملكة السعودية منذ 1974م وحتى 2000م أنفقت حوالي 74 مليار دولارا لنشر المذهب السلفي الوهابي. فقضية عمر بكري المركزية لا تختلف عن غيرها من الشخصيات فهي ترغب أن تعتاش مثلها ومثل الآخرين (to make living) وهي قضية المتأسلمين المأساوية – ومثاله الصارخ عصام أحمد البشير الذي أخذ يبيع “وسطيته” في الكويت وحين أكتشف الكويتيون الغيارى دجله وأنه لا يحمل وسطية في قلبه للدينار الكويتي طردوه. وقد أدمن عمر بكري تتدفق الأموال في يديه مثله مثل عشرت المئات من السلفيين والقيادات الإسلامية السلفية التي تلهث وتتعارك على الأموال ومعارك شيخ الهدية والشيخ أبو زيد المالية من المشهورات. فعمر بكري الذي يدفع 4 ألف جنيه أسترليني لتكبير نهدي أبنته بمادة السيليكون ترى كم كان يقبض من الأموال سنويا طوال عشرين عاما؟ وأترك جانبا ما قبضه من الضمان الاجتماعي البريطاني لأسرة مكونة من سبعة أفراد، وهو عاطل عن العمل لا يعمل قط. وكم يقبض غيره من الإسلاميين وغير الإسلاميين؟ ففي هذه الأيام أنفق جيفري فيلتمان مجددا 14 مليونا من الدولارات على بعض السياسيين والصحفيين اللبنانيين لينحازوا ضد سوريا، بينما أعترف فيلتمان العام الماضي أمام لجنة بالكونجرس إنهم أنفقوا 500 مليون دولار فقط وفقط لتشويه صورة حزب الله. ذهبت هذه الملايين إلى 800 مؤسسة لبنانية مثل الجمعيات وأئمة المساجد، ومؤسسات صحفية وبعض القنوات التلفزيونية اللبنانية الخاصة، وإلى سياسيين، وقطعا لتلك المؤسسات اللندنية من عرب وعجم، ومن ضمن القابضين أيضا ال Newyork-times الأمريكية التي قبضت بضعة ملايين لتشويه صورة حزب الله. كلهم ينبحون ضد حزب الله!! فهل استدارة عمر بكري 360 درجة معطوفة إلى هذه الأموال الأمريكية؟ ولعلنا نسال مرة أخرى هل حين يهاجم عبد الوهاب الأفندي حزب الله سببه هذه الأموال الأمريكية؟ اللهم نعم. ماذا تتوقع من كلية بريطانية أسمها كلية وستمنيستر!؟
نختم بالسؤال التالي هل الحركة الإسلامية في السودان تعيش في عالم وهمي؟ هذا سؤال موجه للأكاديميين.
فحين تنهض إيران علميا وتكنولوجيا في أثنتي وعشرين عاما فقط لكي تناطح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها العرب “الطلقاء” المحليين رأسا برأس، وبينما العالم العربي السني تقوده شراذم السلفية الحشوية على الخصوص – يتقاتلون على الأموال ويختلفون على ضراط الشيطان، وجميعهم تجرهم واشنطون من مناخرهم علنا وخفية للخضوع للهيمنة الصهيونية..فكيف يفسر الإسلاميون السودانيون هذه النقطة الفارقة؟
سنوات الطفرة الإيرانية هي بعمر ثورة الإنقاذ. إيران اليوم ترفع أقمارا اصطناعية، وتصنع سلاحها، واقتحمت عالم التكنولوجيا النووية، والنانو تكنولوجي، وأنزلت طائرة تجسس أمريكية قيمتها 100 مليار دولار. وثالث أو رابع دولة أقتحمت عالم الاستنساخ الجيني، والقائمة طويلة، راجع الوصلة أعلاه!! هذا هو الإسلام الذي نفهمه كأن يفجر طاقات المسلم..وأن يكون قويا عزيزا منيعا. أما غير ذلك فهو من عمل الشيطان!! لقد تضخمت ذوات الإسلاميين السودانيين..ولم يعرفوا التواضع قط. ولقد دفعوا الثمن..فهم اليوم يكذبون ويكذبون ويكذبون على الشعب السوداني إلى ما لانهاية. اين ذهبت أموال البترول؟ أين الزراعة؟ اين الصناعة؟ اين الخدمات؟ اين العلوم والتكنولوجيا التي صدعنا بها إبراهيم أحمد عمر؟ السودان عاجز أن يلم قمامة الخرطوم، وعاجز أن يعمل شبكة مياه نظيفة، وعاجز أن يعمل نظام مجاري للصرف الصحي، وعاجز كأن يسلمك خطاب بريد إلى عنوانك. أعتقد يجب أن يتواضعوا من رئيس الدولة وحتى اصغر عضو في حزب المؤتمر الوطني. ليتواضعوا وينسحبوا ويسلموا هذا البلد لأصحابها..الشعب السوداني!! يكفي قسمة الجنوب عارا في سجلهم، ثم الغرور الغرور كأن يعتقدوا أن أمريكا تعاديهم “لإسلامهم". فهل رفعوا قمرا اصطناعيا، أم فلقوا الذرة؟ لماذا تعاديهم أمريكا؟ أليست هذه أكذوبة يروجون لها؟ ما لم يفهمه حزب المؤتمر الوطني هو أنه مخترق خليجيا وأمريكيا، وإنهم الخيار “الأفضل” لدى الولايات المتحدة لتدمير السودان، ودفعه للمزيد من التقسيم. هل المؤتمر الوطني مخترق؟ بصريح العبارة هل في المؤتمر الوطني مجندون يعملون لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بخفية؟ أنا شخصيا أقول نعم!! ونسأل جهاز الأمن السوداني ماذا فعل بالموظف الكبير بوزارة الخارجية الذي أعتقل متلبسا بالتجسس لصالح دولة الإمارات العربية؟ لا شيء!!
كيف نفسر تحالف دولة المؤتمر الوطني مع دول الخليج التي تنسق وتشارك بشكل كامل مع دول الاستكبار الاستعمارية في إسقاط الأنظمة الوطنية الإقليمية الواحدة بعد الأخرى؟ أليست هذه بفضيحة سياسية؟ علما أن تماحك المؤتمر الوطني بالجمهورية الإيرانية الإسلامية هو زائف، بل الدعاية “المصنوعة” التي يطلقها من وقت لآخر عن قوة العلاقة مع الدولة الإيرانية هي بالضبط دعاية محبوكة بذكاء للتغطية على علاقته الإستراتيجية مع دول الخليج. الهدف: التشويش على الشعب السوداني. لأن الارتباط بدول الخليج هو ارتباط مخجل حقا، بينما “التمحك” بإيران وأيضا بسوريا وكلاهما سد منيع في وجه الاستكبار العالمي قد يوهم الشعب السوداني أن النظام السوداني معادي لأمريكا!! سلهم كيف يجوز التحالف مع دول الخليج في علم السياسة والإستراتيجيات، سيلوذون بالصمت ولن يجيب أحد منهم على هذا السؤال لأنه لا أحد منهم يجد جوابا لهذا السؤال، ولا أحد يدري من يقود من في هذا المؤتمر الوطني!! وقد نعفيهم من الجواب فأوراق ويكيليكس فيها الكفاية. لا احد يطالب المؤتمر الوطني كأن يستأسد كإيران في وجه واشنطون، فهذه قطعا ليست في مقدور المؤتمر الوطني..لكننا نطالبه أن يعود إلى شعبه وأن ينحاز لسودانيته..وآخرها شنه الحرب على الشعب السوداني في الأقاليم الثلاثة واغتيال الدكتور خليل إبراهيم بمساعدة قطري. ويساعد المؤتمر لاوطني على هذه المذابح ما تسمى هيئة علماء السودان بفتاويها العنصرية والمجرمة..وبالأحرى هيئة دهماء السودان – وجميع أعضاؤها يقتاتون من كلآ دول الخليج، وتذكرني فتاويهم الإجرامية ضد أهالي دارفور والنيل الأزرق والنوبة بفتاوى رجال الدين السنة العراقيين لعبد السلام عارف عام 1963م، حين جمعهم وأفتوا له (الأكراد بغاة يجوز قتالهم!!) فأخرج فورا المرجع السيد محسن الحكيم فتوى مضادة من النجف (بحرمة دماء الأكراد!!).
كل المؤشرات تشير أن قطر قدمت المساعدة في اغتيال الدكتور خليل إبراهيم…فعلتها بالتأكيد قاذفة أمريكية أو إسرائيلية بالوكالة.
ومنعا للحرج صادر المؤتمر الوطني بل اشترى كل الصحف والصحفيين وكمم الأفواه، وطارد كل صوت يعبر عن عين الحقيقة، حتى الصحف الإلكترونية طاردها..ماذا يعني هذا؟ يعني أن المؤتمر الوطني نفسه مخترق وأن مجندين في داخله يسحبون هذا البلد إلى الهاوية. ونقول للواء محمد عطا أن الاختراق الأجنبي هو في داخل المؤتمر الوطني وليس خارجه. والعجب أن يتهم المؤتمر الوطني المعارضة بالعمالة..!! ونؤكد طبقا لتحليلنا السياسي، هذه المعارضة السودانية لن تجد أي دعم خارجي بالمطلق..ولا حتى من إسرائيل. هذه أشرت غليها في تحليلاتي السابقة وقد صدقت كلها، بينما “الشيطان الأكبر” راضي عن المؤتمر الوطني..فلماذا يساعد على إسقاطه،فلن يجد أفضل من المؤتمر الوطني؟ فمن يتهم من إذن؟ ولقد قالها روح الله آية الله الخميني سابقا: “إذا رضيت عنك أمريكا فأفهم أن هنالك ثمة شيء خطأ فيك". أما ذهاب السودانيين ومنهم عبد الواحد محمد نور لإسرائيل شيء غير مقبول، ولكنه أمر ثانوي، تقع المسؤولية فيه على عاتق المؤتمر الوطني – وعلى أدعياء الإسلام، فقل لي بربك لماذا يصبح مصطفى الدويحي مديرا عاما لسودانير؟ حتى حمل السلاح من قبل أبناء دارفور ضد الدولة تقع المسؤولية فيه على المؤتمر الوطني الذي كما قلنا مخترق، فالذي نراه أمامنا ونسمعه لا يمت بصلة إلى إدارة دولة تتصف بالأخلاقية كأن ترغب أن تنحاز إلى نفسها وتصنع دولة عظيمة في إقليمها ومحيطها الجغرافي، فالمؤتمر الو طني يدير “عزبة للبقر المقدس” وفشل في إدارتها، وكل رجال المؤتمر الوطني مربوطين بمصالح خارجية إما بدول الخليج وإما بالدول الغربية.
دولة لا تربطها أي صلات بشعبها سوى الأكاذيب الأكاذيب والخديعة ولا تستشيره في شيء وتضطهده اقتصاديا وعنصريا، وتسفك دماءه ولا تستعظمها…ليست بدولة. لذلك الغرب راضي عنها. دولة أعطت الغرب كل شيء مجانا ومع ذلك يذلها، أعطته الجنوب، وصنعت له طبقة من لصوص المال ولم تنفق واشنطون فلسا واحدا في صنعها كما فعلت في مصر، دولة صنعت لصوصا يضطهدون شعبهم ويحتقرونه وباعوا كل شيء لدول الخليج عبر صفقات تذهب لجيوبهم ومع ذلك تحميهم أجهزة الأمن. كل هذا باسم الإسلام..تأمل. أما سوريا يا واخجلتاه، لقد أستعجل علي كرتي ومن يديره من الخلف وركبوا جميعهم الموجة القطرائيلية، وحين لم يسقط النظام السوري استدار عمر البشير في زيارته لليبيا 360 درجة: (السودان موجود في سوريا!!) وكان يعني أن مصطفى الدابي سينقذ سوريا من نفسها “الأثيمة". لم يفهم رئيس الجمهورية أن لجنة الدابي قصد منها كسب الوقت لتفعيل المرحلة الثالثة من المؤامرة القطرية على الأرض، فأمير قطر وابن عمه يعرفون جيدا ما يفعلونه بسوريا معرفة أبنائهم، فكيف يصبح الخصم حكما..أستاذ كرتي؟ بأي شريعة؟ بأي أخلاق؟ وبأي قانون؟ في الأصل لم يتوقع لا كرتي أو غيره أن توافق سوريا على اللجنة وأن تقبل لعبهم بالمعايير المزدوجة. ثم كيف إذا علمنا أن المؤتمر الوطني هو الذي حرك هيئة دهماء السودان لترفع عقيرتها بطرد السفير السوري؟ ثم تخرج هذه الهيئة بعض العشرات من البلهاء من الجامع الكبير تحرسهم بسلام شرطة النظام؟ ولكن حين تخرج بعض النساء والأطفال احتجاجا في بري تضربهم شرطة النظام!!
الذين أحتاروا في أمر خيار وفقوس المؤتمر الوطني بصدد المظاهرات فأحد سلفي مصر فسرها. فحين فاز الإسلاميون بمصر بأغلبية برلمانية شراكة مع الأخوان المسلمين مؤخرا قال أحد مشايخ التيار السلفي الذي يمثله حزب النور أثناء الانتخابات تصريحات مثيرة للجدل، حيث أكد الشيخ احمد النقيب احد رموز التيار السلفي انه إذا خرج الشعب في مظاهرات ضد الإسلاميين قبل انتهاء فترة السنوات الخمس مدة دورة مجلس الشعب، فإنه يجوز قتل المتظاهرين في هذه الحالة باعتبارهم من الخوارج!! أترون كيف عقول السلفيين ضيقة؟ ودع جانبا أصلا أن السلفيين المصريين لم يشاركوا في إسقاط مبارك، بل أدانوا الخروج عليه، وعلى الخروج على الحاكم مثلما علموهم في المهلكة السعودية!! وضيق الأفق يتمثل في أخذهم خوارج النهروان كمثال لاستنباط حكم مدني، والخوارج هم الذين كانوا يقاتلون في جيش الإمام علي ضد جيش الشام الذي عباؤه معاوية في معركة صفين وخرجوا على الإمام حين أصروا الاحتكام للمصاحف التي رفعها عمرو بن العاص خدعة حين شارف جيش معاوية للهزيمة، وحين بين لهم الإمام أنها خدعة والاستمرار في القتال أبوا بغباء وخرجوا عليه – لذا سموا بالخوارج. ضيق الأفق في الخوارج مشهور، وما أشبه اليوم بالبارحة!! لا نجد السلفيين الخوارج المعاصرين يأخذون المعارضة المدنية التي كشرت في وجه عثمان بن عفان مثالا حين عبث بالمال العام وتشبث بالحكم مثل حسني مبارك. وإلى اليوم يقف شيوخ السلطان مع عثمان بن عفان ويسفهون المجتمع الإسلامي المدني وقتها!! يجيرون الحادثة التاريخية لصالح حكام الخليج ومن لف لفهم!! ونقول للسلفيين الخوارج المعاصرين بدلا من الاقتداء بسلفكم الخوارج لماذا لا تقتدون بشيخ المضيرة أبي هريرة الذي كان في صفين يتحرك ما بين معسكر الإمام علي ومعسكر معاوية أبي سفيان، وكان أبو هريرة يصلى خلف على ويأكل على سماط معاوية ويعتزل القتال، ويقول: الصلاة خلف على أتم، وسماط معاوية أدسم، وترك القتال أسلم!! وهكذا لا نرى اختلاف ما بين عقلية السلفي المصري الذي يسمونه بالعلامة أحمد الطيب وسلوكيات المؤتمر الوطني تجاه المظاهرات المدنية التي تحدث في السودان، وبالطبع مظاهرة بري إحداها!! فهل كان نساء بري وأطفالها خوارج؟
أما هيئة مناصرة الشعب السوري التي يترأسها مصطفى إدريس وراشد دياب ومريم الصادق والطيب مصطفى، والكودة..”فكل يغني على ليلاه”. وشيء غريب أن يغيب عن المنظر عبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم وإسماعيل عثمان!! فمصطفى ودياب رجلا علاقات عامة من الطراز الأول يمدان ببصرهما تملقا نحو دول الخليج، أما مريم فهي مثل أبيها لا تطيق إيران أو حزب الله ولا الحليف السوري الإستراتيجي، أما الطيب مصطفى فهو الأب الروحي للسروريين السودانيين ويقاتل تنظيمهم القتالي في سوريا وقد زج به من جنوب تركيا وشمال لبنان، أما الكودة فهو شخص سلفي منافق سرقوا من عصام أحمد البشير بضاعته في “الوسطية” وأنشأوا بها حزبا إقليميا ويعتبر حزبه السلفي حلقة من الحلقات الإقليمية لحزب واحد إقليمي يسمى ب”حزب الوسط الإسلامي” تنتشر فروعه في بعض الدول العربية خارج مجلس التعاون الخليجي لنشر المذهب الوهابي ولكن بأسلوب مرن جدا، أما الثنائي رأسا السرورية الحربية عبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم (ومعهما إسماعيل عثمان أنصار سنة) فكانوا حاضرين في فعاليات مؤتمر إسطنبول “السلفيون وآفاق المستقبل” مع ناصر سلمان العمر يوم الخميس (13-10-2011م) وفحوى هذا المؤتمر “لماذا يكرهوننا نحن السلفيين؟ ونثرت فيه أوراق، كل هذا التكفير والدماء التي يسفكونها ويسألون لماذا يهاجموننا، ولماذا يكرهوننا…حقا تكفي رذيلة واحدة فيهم..إنهم يعتنقون عقيدة ابن تيمية الحشوية..ويدعون أن عقيدته هي عقيدة السلف…حقا إنهم ضيقوا الأفق.
هذا المؤتمر السروري بإسطنبول أحتضنه شخصيا أردوغان رجل الاستثمارات وأساطين المال الأمريكيين المستثمرين في تركيا. من يعتقد أن أردوغان يلعب لعبة أخلاقية ودينية في الله فهو واهم، أو لعبة سياسية لصالح العرب أو فلسطين فهو واهم!! الرجل يجيد فن العلاقات العامة وخطف عقول وقلوب السذج – ونحن من يعيش في ألمانيا نفهم الأتراك بشكل أفضل!! أما لماذا يحضر الرأسان السروريان مؤتمر إسطنبول وقطعا تناقشوا القضية السورية هنالك مع الجانب التركي الرسمي ومع “ثوار سوريا” في إقليم الإسكندرونة (التركي السوري سابقا)، بينما يتغيبان عن دار الأمة القومي لمناصرة الشعب السوري (الذي خرج بالملايين لتأييد بشار الأسد – هذه الحقيقة يخبئها الإعلام الخليجي (العربي!))، ولماذا لم ينضما لهيئة مصطفى إدريس ولماذا مثل السروريين فقط خال الرئيس الطيب مصطفى؟ هنالك عدة احتمالات وكلها صحيحة معا، منها إنهم أولا يتوقعون أن يحدث لهم ما حدث لغندور من شباب حزب الأمة والاتحادي والشيوعي والديموقراطي الخ، وثانيا إنهما “مغروران” ولا يلعبا في الساحات الصغيرة ليعطيا القيادة حقها، فهم يدركان بالخبرة المكتسبة متطلبات “القيادة الذكية” وهي “حرفة التمثيل” كأن يقللا من حضورها الجماهيري. نذكر هنا القانون رقم (16) من فن القوة، لفائدة القارئ حتي يفهم كيف “يمثل” السياسيون أمثال عبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم على الجمهور السوداني، بعباءة الدين:
Use absence to increase respect and honor
(Too much circulation makes the price go down: The more you are seen and heard from, the more common you appear. If you are established in a group, temporary withdrawal from it will make you more talked about, even more admired. You must learn when to leave. Create value through scarcity!!).
أما الاحتمال الأخير إننا نكاد نقسم أن قيادة دولية (ناصر سليمان العمر كومباني) أمرتهم بتخفيض الصوت السلفي تكتيكيا وهو سبب غياب الرأسين السروريين وقيادات أنصار “السنة الأموية"، بل لقد صمتوا في الخرطوم كثيرا عن سوريا وكانت سوريا أحد موضوعات خطبة الجمعة الثابتة بمسجد جبرة. وكما يشير مضمون هذه المقالة، فالجهد السوري الآن يتكثف في إثبات تورط عموم السلفيين والسروريين والقاعدة باختراقهما الحدود الأردنية والتركية واللبنانية، وتورط دولة قطر والأردن والإمارات والسعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل – وتخاذل رئيس وزراء الحكومة اللبنانية ميقاتي (سني) عن مطاردة القاعدة والسلفيين في لبنان، رغم أن وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يؤكدان وجود القاعدة في لبنان في اجتماع مجلس الوزراء!! فمن غير سعد الحريري بالوكالة الذي يغطي نشاط الحركات السلفية من تمويل وتسليح – الآن أصبح واضحا للعالم أجمع أن الزوبعة السورية هي صناعة مصطنعة – مما يزيد الحرج السلفي المتآمر!!
شوقي إبراهيم عثمان
(كاتب) و (محلل سياسي)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.