تقدم (700) ضابط بمطالب قوية إلى المشير عمر البشير القائد الأعلى للقوات المسلحة وعبد الرحيم حسين وزير الدفاع في لقاءات تنويرية لوحدات العاصمة نظمتها القيادة العامة. وأبلغت (حريات) مصادر متعددة ومتطابقة بأن الضباط طالبوا بالتصدي للفساد في القوات المسلحة والحكومة ، وأعطوا أمثلة من ضمنها أن وزير الدفاع استورد بداية العام الماضي (200) دبابة دون المواصفات تعطل معظمها وأرسل بعضها إلى دول جوار لاعادة تأهيلها . وشدد الضباط في حديثهم على ضرورة الفصل بين حزب المؤتمر الوطني والقوات المسلحة حتى لا تتحمل القوات المسلحة أخطاء الحزب وتصبح عرضة لتقلبات السياسة . كما طالبوا باجراء اصلاحات عامة في نظام الحكم لأن القوات المسلحة تشعر بان الأوضاع الحالية ستؤدي إلى مخاطر على الأمن القومي للبلاد . وطالب الضباط بالالتفات إلى شؤون القوات المسلحة التي تعاني الكثير من نقص الاحتياجات ومن الاختلالات في جبهات العمليات ، وانها في حالة لا تمكنها من كسب المعارك في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وتحتاج إلى مجهودات أضخم مادام الحديث يدور عن مخاطر خارجية . وأوضح ضابط بالمعاش – من الذين احيلوا للتقاعد العام الماضي ، وشارك في حروب الجنوب ودارفور – في حديث ل (حريات) انه شارك مع عدد من الكوادر الوسيطة للاسلاميين و(مجاهدي) قوات الدفاع الشعبي في صياغة مذكرة ( الألف أخ) ، وقال ان اللقاءات التنويرية الاخيرة دعت لها القيادة العامة للاعداد والتحضير لكافة الاحتمالات ، بما فيها احتمال الدخول في حرب مع جنوب السودان ، وأضاف ان مطالب الضباط في الخدمة أحدثت اضطراباً كبيراً في القيادة العامة ، ولدى المشير عمر البشير ووزير الدفاع عبد الرحيم . وقال ضابط في الخدمة ل(حريات) ان المناخ العام الذي يسود البلاد ، لا سيما مناخ المذكرات في أوساط الاسلاميين والمؤتمر الوطني ، يأخذ طريقه بسرعة وبشدة إلى أوساط القوات المسلحة ، ورفض الافصاح عن أي تكهنات عما يمكن ان يحدث في المرحلة المقبلة . جدير بالذكر ان (حريات) سبق ونشرت تقريراً عن الصراعات الدائرة في القوات المسلحة ، وعن بروز مجموعة واسعة من الضباط تنتقد الفساد وتدعو للاصلاح ، وقد واجهت هذه المجموعة المشير عمر البشير في اجتماع شهير في فبراير من العام الماضي ، مما أدى إلى فصل (12) لواء ، من بينهم اللواء الطيب المصباح قائد فرقة الفاشر ، واللواء احمد عابدون قائد فرقة نيالا ، واللواء النعيم خضر مدير مكتب وزير الدفاع ، واللواء عباس تاج الدين من الاستخبارات العسكرية .