بدأت لي حادثت منع السلطات السودانيه لاسره غريمها خليل ابراهيم من اقامة سرداق لتلتقى العزاء بعد مقتله ,شديدة الغرابه والعجب, وصعب على فهم الاسباب والمبررات لتلك البدعه االسيئة التى ابدعتها الانقاذ مع ما ابتدعت من بدع وموبقات . قلت فى نفسى الحكومه هى التى اعلنت مقتل الرجل مايعنى انها متاكده تماما من مقتله, ومفارقته للحياه, وهاهم انصارها يجوبون الشوارع فرحا وشماته كنت اتعجب من اصرارالحكومه على تفريق النساء عبر قذفهن بالغاز المسيل للدموع عند مجيئهن لمواساة تلك الأسرة الصابره, كنت اتعجب من هذا لتصرف الى ان عرفت السبب ,واذا عرف السبب بطل العجب . الحكومه _ايها الساده _ تخشى خليل وتخافه حتى بعد ان تاكدت من مقتله ,لا يمكن ان يطمئن قلبها فالوساوس قد ملئته , فتخيلت ان روح الخليل وهى فى طريقها للعروج الى السماء, قد جنحت نحو منزل العزاء, فتلبست جموع المعزيين, من النساء والشيوخ والاطفال, فحولت جمعهم الى تسونامى جارف , قلوب امواجه البشريه تقلى غضبا ونارا, وواعينهم ترسل شررا وثوره . الحكومه امنت بان روح( الخليل) يمكن ان تحل فى المعزين وتتلبسهم, هي تعرف أن للخليل روحا عنيده و باسله لاتعرف الياس والخنوع روحا تملك قدره عجيبه لتخطى المستحيل وهى التى قادت صاحبها يومئذ فى عمليه الزاع الطويل من ام جرسى اقاصى تشاد الى امدرمان . مره اخرى حملت تلك الروح الباسله صاحبها لتخطى كل الدفاعات والفخاخ المنصوبه على طول وعرض الصحراء الكبرى فى عملية العودة الى حضن الوطن والخروج من جهيم الجماهيره ولظاها . ان ذاكرة الحكومة تحفظ عشرات المواقف الباسله لتلك الروح ولذلك فهى تعرف ان الخليل يمكن يفعلها . _ايها الساده _ان روحا بهذه المواصفات و المزايا, لابد ان يضيق و يتعب من حملها البدن 'فهى لا يسعها الا الكيان الجمعى لعموم الشعب السودانى تحل فى كيانهم الجمعى داخل صيوان العزاء مع كل دعوه بالرحمه,ومع كل شهقه بكاء مستغفره, تنسرب تلك الروح لحقن الجميع بمصل الثوره . نعم ايها القارى العزيز_ خشيت الحكومه ان تفعل روح الخليل بالمعزيين فعل روح البوعزيزى عندما حلت فى عموم الشعب التونسى فحولتهم الى مرده وجبابره يجبرون الطاغيه على الفرار تاركا ملابسه واشيائه الخاصة. أيها السادة _إن كثيرون يستطيعون فى حياتهم ان يصنعوا الاحداث ويغيروا من مجرى الامور ,ولكن تكييف الاجواء السياسه وإدخال الخصوم في حالة هستريا من شخص قد انتقل للدار الاخره ,تلك, لعمرى خصله يتفرد بها العظماء الخالدون وحدهم . هيبة في الحياة و الممات***قسما أن هذ من المعجزات