ندرك حجم المشاكل التي تواجهنا وهي أولى بكلام الناس، ولكن وصلتني شكاوى واحتجاجات من غياب كلام السبت الاجتماعي وهو بالطبع لصيق الصلة بمجمل مشاكل الحياة العامة ولكن للأسف ينتقل إلى مؤخرة الاهتمامات في ظل تزايد المشاكل وضغوط المعيشة. وصلتني رسالة من (الجد) عباس معلقا على رسالة حبوبة (خديجة) التي أوردناها قبل أسابيع قال فيها إنه يحمد لها جرأتها وصراحتها- وإن جاءت بعد فوات الأوان- حسب تعبيره، لأنها تناولت المسكوت عنه في حياتنا الزوجية وهي تجربة حية عانينا منها نحن جيل الجدود والآباء ولا نريد لشبابنا تكرار مآسيها. لذلك فإننا نساند الحراك الاجتماعي الذي يستهدف مكافحة ما يسمى بالخفاض لأنه يشوه الجهاز التناسلي للمرأة الذي خلقه الله في أحسن تكوين، فلماذا نشوهه بدعاوى باطلة بحجة الطهارة والعفاف وكأننا نشك في كمال الخلق الرباني. إن ما يسمى بالخفاض ليس المهتم الأول والأخير في تعاسة الحياة الزوجية، وإنما هنالك عوامل أخرى متداخلة أهمها عدم الانجذاب بين الزوجين لغياب الحب الذي هو إكسير الحياة. هناك اجتهادات من علماء النفس والاجتماع لفهم تعقيدات الحياة الزوجية، وقد حاولت محللة نفسية برازيلية اسمها روزانا سانتوس تلخيص بعض الأسباب التي ترى أنها السبب في عدم فهم الرجال للمرأة أهمها قولها: إنهن يطالبن بالمساواة وفي نفس الوقت يطالبن بالتعامل معهن بشكل مختلف، وأنهن يبدون لطيفات خارج المنزل ولكنهن يصبحن متوترات وكثيرات الشجار داخل المنزل. دعونا نعترف بأن كثيرا من الرجال أيضا يكونون ظرفاء خارج المنزل ولكنهم لا يطيقون سماع طلبات زوجاتهم ولا حتى كلامهن، ولأن خروج المرأة للحياة العامة يعرضها لعلاقات متعددة في مجال عملها فإنه من الظلم الحكم عليها بمجرد هذا الاحتكاك الخارجي الذي يظلمها كثيرا. فاتتني الإشارة لرسالة وصلتني من (منى) من الأبيض تقول فيها إن الرجال الذين يتهمون المرأة بالبرود عليهم أن يدركوا أيضا أن العلاقة الزوجية تحتاج إلى جو نفسي ومقدمات أقلها كلمات الإطراء التي لا يكاد الرجل السوداني ينطقها لزوجته، وهذه ضرورية للتهيؤ النفسي، وقالت: إن التجاذب بين الزوجين يحتاج إلى صبر من الطرفين قبل أن يفوت الأوان ويتباعدا.