المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن تسليم الدفعة الثانية من الأجهزة الطبية    مشاد ترحب بموافقة مجلس الأمن على مناقشة عدوان الإمارات وحلفائها على السودان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    المريخ يتدرب بالصالة    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يا محمد حسنين هيكل نحذرك من إستحقار شعب السودان
نشر في حريات يوم 19 - 02 - 2012


عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
أحيل الأستاذ مراد إلى كتاب الراحل رئيس السودان الأسبق الأستاذ محمد أحمد محجوب [ الديمقراطية فى الميزان] !
ليزداد علما بما فعله الزعيم عبقرى زمانه وكاتبه وتابعه المطيع هيكل بالسودان وبزعيمه المحبوب محمد أحمد المحجوب .
عبد الناصر لم يتخرج فى جامعة ولم يكن سياسيا كان ضابطا نشطا فى الجيش ولكن الأستاذ محمد أحمد المحجوب تخرج مرتين فى الجامعة من كلية غردون التذكاريةالمرة الأولى تخرج فى كلية الهندسة مهندسا وفى كلية القانون تخرج فيها مرة ثانية قاضيا ثم عمل محاميا وإنتشر صيته فى العالم العربى والإسلامى كأروع شاعر مبدع خاصة قصيدته الشهيرة العصماء :
[ الفردوس المفقود ] ويتحدث الإنجليزية أفضل من أهلها لهذا لقب ب :
Black English Man ] وهذا بشهادة عبد الناصر نفسه الذى كلفه بإلقاء خطاب القضية الفلسطينية فى الأمم المتحدة نيابة عن الدول العربية والأمة الإسلامية وأصر على ذلك رغم إلحاح البعض عليه ليختار وزير الخارجية المصرى الأسبق عبد الخالق حسونة واليوم خطاب المحجوب موجود فى الأمم المتحدة كأهم وثيقة تأريخية وإلى عهد قريب كان يُدرس
فى المدارس الثانوية فى السودان وعندما إنكسر عبد الناصر وإنهزم فى كارثة النكسة السوداء 67 لم يجد حوله أحد سوى المحجوب الذى نظم له مؤتمر القمة فى 67 وأجبر جماهير السودان لتخرج عن بكرة أبيها لإستقبال عبد الناصر فكتب له عمرا جديدا مديدا ثم أهداه قرارت اللاءات الثلاث لا صلح ولا سلام ولا تفاوض مع إسرائيل ثم صالحه المصالحه التأريخيه مع الملك فيصل فماذا قدم ناصر للمحجوب أهداه إنقلاب العقيد جعفر نميرى ! لماذا كل هذا ؟ والمحجوب كان صديقه وحبيبه وكان جمهوريا بل كان ديمقراطيا أكثر من عبد الناصر نفسه الذى كان ديكتاتوريا حتى النخاع وحكومة السودان يومذاك كانت الحكومة الديمقراطية الوحيدة فى العالم العربى ففقد ناصر مصداقيته وطعن المحجوب فى الظهر طعنة نجلاء حقدا على السودان وعلى ديمقراطية السودان التى تتآمر عليها مصر دائما وأبدا مصر لن تدعم إلا الحكومات العسكرية فى السودان مثل حكومة النميرى والبشير والدليل على ذلك عندما سقط نظام السيد الصادق المهدى وكانت حكومته حكومة مدنية منتخبة وحكومة ديمقراطية أعجت نظام مبارك فى مصر ولهذا كان حسنى مبارك يهاجم السيد الصادق المهدى بسبب وبدون سبب بل كانت الصحف القومية المصرية أخبار اليوم والأهرام تنشر يوميا سيقع إنقلاب فى الخرطوم بقيادة صغار الضباط الأمر الذى مهد المسرح السياسى لإنقلاب عسكرى وعندما وقع الإنقلاب أبرق الشربينى سفير مصر بالسودان قيادته فى مصر قائلا : [ أولادنا نجحوا فى الإستيلاء على السلطة فى السودان ] حدث هذا عندما إنقض العميد عمر البشير على الديمقراطية بليل وكانت ليلة ليلاء وسرعان ما وصل مبارك الخرطوم وكان أول رئيس يزور الإنقلابيين فى السودان مهنئا ليس هذا فحسب بل جلب لهم إعترافات الدول العربية وقد تلكأ يومها وتردد كثيرا الرئيس صدام حسين إلى أن أقنعه مبارك فكان آخر رئيس يؤيد الإنقلاب فماذا قدم له الإنقلابيون فى السودان أعدوا له محاولة إغتيال فى أديس أبابا ولهذا وضع السودان فى قائمة الإرهاب وإنتهى مجد السودان وبريقه ولمعانه وصولجانه وصولاته وجولاته الإنتصارية فى الدبلوماسية العالمية ولم يعد له دور يذكر وهذا ما تريده مصر غيرة وحسدا برغم مركزها المحورى تتربص بالسودان دائما حتى لا تقوم له قائمة على حساب مصر وأنا هنا لا أشتم مصر بلد الحضارات والنبوات كيف أشتم مصر وقد ذكرها الله فى القرآن الكريم {9} تسعة مرات وجند مصر خير جند الله فى أرضه لكنى أشكو ظلم ذوى القربى الذى هو أمضى من الحسام المهند كما أردت أن أقول لمصر عبد الناصر حنانيك إيلاما الظلم ؟ والإضطهاد علاما ؟ ولماذا التآمر دائما على السودان وهو الظهر الحامى والواقى والعمق الأمنى والإستراتيجى لمصر ؟ ولماذا السودانى وإن صلى وصام وقام سيظل ذلكم السودانى فى أفلام مصر ومسلسلات مصر هوعثمان البواب ! والسودانى ولو كان عبقريا ذكيا دهيا أديبا أريبا فى قامة الطيب صالح أو معاوية نور الذى علم الأستاذ محمود العقاد اللغة الإنجليزية يظل هو عثمان { السفرجى } أو { العربجى } ! لماذا كل هذا الإستعلاء والكبرياء والله عز وجل يقول فى الحديث القدسى : [العظمة إزارى والكبرياء ردائى من نازعنى فيهما قذفته فى النار ولا أبالى ] والله لا يحب من كان مختالا فخورا والأشقاء فى الشمال يحلو لهم دائما أن يفتخروا بأنهم فراعنة وأبناء فراعنة ونسوا أن لكل فرعون موسى ولكل شاهنشاه خمينى ! .
وهاهو هيكل صحفى ناصر الأوحد بل كبير حراس الناصرية وأخطر أبواقها وحارقى بخورها وأكبر ضاربى دفها وطبولها كتب يقول : فى كتابه خريف الغضب [ أنا شاهد عصر وشاهد العصر دائما يكون متجردا ومتحررا من الحسد والحقد والغل ] ولكن خان هيكل كل ذلك ولم يعد ذلكم الشاهد المنصف والنزيه والأمين المتجرد من نزواته الشخصية كتب واصفا السادات قائلا : أمه خادم سودانيه إسمها { أم البرين } وان السادات يعانى من أكبر عقدة فى حياته وهى لونه الأسمر يا سبحان الله اللون صار عار وشنار والرسول صلعم يقول : [لا فضل لعربى على أعجمى ولا أبيض على أصفر على أحمر إلا بالتقوى ] .ونسى هيكل أن الإنسان لا يختار أمه ولا أبيه أو لونه وإلا لكان السادات إختار أفضل أب وأفضل أم حتى لا يدع مجالا لهيكل كى يسبه أو يشتمه أويعيره بأمه أو لونه ونسى قول الله عز وجل : [ يا أيها الناس إنا خلناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ] .
وهيكل ماله ومال القرآن فهو لا يعرف فرائض الوضوء من سننها ولا يعرف ما حكم خنثاء مشكل فى الفقه الإسلامى بقدر ما يحفظ عن ظهر قلب ما قال لينين وكارل ماركس وشبيه الشئ منجذب إليه فلا غرو ان سقط هذه السقطة المدوية فكان أحشفا وسوء كيلة الأمر الذى جعل أحد الصحفيين السودانيين يكتب إليه قائلا : قرأت لك لمدة أربعين {40 } عاما ولدى {4 } أربعة دواليب من كتبك التى أحتفظ بها فى دواليبى الأربعة وأقسمت على المصحف أن لا أقرا لك
بعد اليوم حرفا واحدا . حسنا السادات إبن خادمه وليس كعبد الناصر الماسونى والذى كان لقبه إبن الأفعى أقرأ كتب المصريين الذين هربوا من الماسونية وأصدروا كتبا تنشرالفضائح التى تزكم الأنوف وجاء فى إحدى هذه الكتب أن زعيمك الملهم كان أقوى عضوا بل رئيسا للمحفل الماسونى لغرب النيل فى مصر ولقبه إبن الأفعى أقرأ كتاب [ هل كان عبد الناصر ماسونيا ؟ ] وعبد الناصر هو أول من أذاقنا أكبر الهزائم التى لا تنسى وأكبر الفضائح الموثقة وهو أول من أقام زوار الليل وأول من أدخل قاموس التعذيب فى السجون المصرية حيث تنتهك كرامة الرجال والنساء بوحشية مجنونة مأفونة بل نظامه إنتهك حقوق الأنسان بصورة بربرية وهمجية وبأسلوب رهيب عجيب أسألوا الداعية الإسلامية زينب الغزالى وأسألوا صلاح نصر الذى لا شك أنه يٌسأل الآن وكذا شمس بدران ومدراء السجون السجن الحربى و ليمان طره وإذا كان السادات خائنا كما وصفته الصحيفة الناصرية لأنه وقع إتفاقية السلام وإتصل بالأمريكان وإسرائيل فعبد الناصر هوأول من إتصل بالأمريكان وأول من إعترف بإسرائيل إليك ما نشرته الشرق الأوسط يوم 5 مايو { أيار } 5 / 5 / 2001 وقد إستعرضت ضمن ما إستعرضت تقرير نشرته الخارجية الأمريكية عن قيام عبدالناصر بأرسال رسالة سرية إلى الرئيس الأمريكى الأسبق ليندون جونسون فى شهر ديسمبر { كانون الأول } 1967 م عرض فيه إستعداد مصر للإعتراف بإسرائيل وإنهاء حالة الحرب .
وعبد الناصر هو الذى إغتصب أرضا سودانية وبنى عليهاالسد العالى حيث دعا بعض الوزراء السودانيين وفى حفلة العشاء قدموا لهم أشياء ونتيجة لفعل الخمر التى لعبت برؤوسهم وقعوا ومضوا على عقد بيع وادى حلفا أخصب قطعة زراعية و أثارية أى إنها غنية جدا بأغلى الآثار فى السودان ليقام عليها السد العالى لم يقدم الشعب السودانى وادى حلفا طواعية ولم يقدمها هدية بل الخيانة بالخيانة وحدها قام السد العالى على حساب السودان المظلوم المكلوم المحروم حتى من حصته فى إتفاقية مياه النيل الجائرة الظالمة الهادمة للحقوق هاضمة لها وليست أم السادات الخادمة والسادات هو الذى رفع رؤوس العرب والمسلمين فى حرب 73 حرب رمضان المجيدة حرب العبور التى خدشت الصلف والغرور بل الفجور الإسرائيلى وحطمت عبارة الجندى الإسراءيلى الذى لا يهزم والسادات هو الذى رد شرف وكرامة وإعتبار الجندى المصرى الذى أهانه رمزك البطولى ناصر الذى رقى الرائد عبد الحكيم عامر أربعة رتب دفعة واحدة ليكون فيما بعد مشيرا وقائدا لللجيش المصرى وهو جاهل بأحدث أساليب العسكرتاريا الحديثة والسادات هو الذى أجبرك ياهيكل أن ترد له الإعتبار بعدما أشبعته وهو ميت سبا وشتما لم تتجاسر ولم تملك الشجاعة لتقول ماقلته وهو حيا لذلك لم يتفجر خريف غضبك إلا بعد وفاته فهذه هى رجولتك وهذه هى بطولتك شتم الأموات والتمثيل بهم ورغم ذلك أجبرك على إنصافه ورد الإعتبارله أو لم تكن أنت القائل فى ندوة بالأسكندرية حضرها حشد لم تشهد له الإسكندرية مثيل من قبل :
[ أنا الآن سعيد بأثر رجعى بما فعله السادات فى كامب ديفيد لأنه أنهى إرتهان أرض مصرية بالسلاح ] . أه
راجع عزيزى القارئ مجلة إكتوبر المصرية 1245 الأحد 3 سبتمبر 2001م ويكفى السادات فخرا أنه مات فى منصة الإحتفال واقفا والشجر الكبير يموت واقفا ويكفيه فخرا أنه كان فاعلا ولم يكن مفعولا به .
والغرب الذى تفتخر به وبما ينشره لك من كتب هو نفسه الغرب الذى إحتفل بالسادات بطلا للسلام لأنه وقع إتفاقية كامب ديفيد وأهداه جائزة نوبل للسلام التى تشتاق إليها أنت وتتوق وهذا ما دفعك لتقول قولتك الشهيرة فى كام ديفيد التى أشبعتها هجوما { أنا الآن سعيد بأثر رجعى بما فعله السادات فى كامب ديفيد لأنه أنهى إرتهان أرض مصرية بالسلاح} .
ومن حقى أن أسألك لماذا كل هذا العداء لكل ما فيه دماء سودانية وقصتك مع أول رئيس جمهورية لمصر رغم أنف زعيمك الذى شطب إسمه من كتب التأريخ معروفة ومعلومة ولكنى الآن مضطر لأنشط ذاكرتك بمقالك القديم يوم كتبت { شبح من الماضى } ونسيت ما كتبته فى كتابك { عبد الناصر والعالم } فنشرت تكذيبا فى صحف القاهرة وإعتذارا عن الذى كتبته فى الكتاب ونشر هذا التكذيب والإعتذار أيضا فى صحف لندن وبيروت وإعتذارا من محاميك وتكذيبا لما قلته أنت بلسانك ثبت فى محضر المحكمة وبناءا على ذلك تنازل اللواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر عن القضية المرفوعة ضدك . ولكنك لم تتوب وعدت وكتبت مقالك { حكاية مع شبح من الماضى } فرد عليك اللواء نجيب بأنك طلبت مقابلته 5 مرات ولكنه رفض مقابلتك لأن المخابرات المصرية أخبرته بأنك عميل لأمريكا وأنت ألم تفخر بأن الرئيس الأمريكى نيكسون عندما حضر إلى زيارة مصر زارك فى منزلك وتناول معك الغداء كل هذا منشور فى مجلة المصور المصرية العدد رقم
3996 بتأريخ 17 صفر 1422 هجرية الموافق 11 مايو 2001 م ولقد جاء فى هذا العدد الآتى نصه :
{ يبدو أن الأستاذ هيكل لم يستجب لرأى الأستاذ الدكتور محمود فوزى ونائب رئيس الجمهورية عندم نصحاه الإثنان بقولهما { أدر ظهرك لهذا كله وأمض فى طريقك } فقد أبى ألا أن ينشر مقالا طويلا ردا على بضعة سطور فى حديث أجراه معى الأستاذ سليم اللوزى فى مجلة الحوادث وقد ذكر فى هذا المقال إننى قلت فى حديث مع مجلة الحوادث اللبنانية أن المخابرات المصرية قد كتبت عن الأستاذ هيكل أن له صلة بالأمريكان وأغفل الأستاذ هيكل باقى ما جاء فى حديثى من أنه كان يتقاضى مرتبا من أحمد عبود باشا قبل الثورة الصحف موجودة ويستطيع أى إنسان ألإطلاع عليها وليعلم الأستاذ محمد حسنين هيكل إنى ما زلت مستعدا للعودة على المحكمة من جديد مخاصما ما ورد فى كتابه {عبد الناصر والعالم }
رغم ما نشره من تكذيب إذا كان فى ذلك ضرورة لإظهار الحقيقة للجماهير وللتأريخ وأتابع مقال الأستاذ هيكل فأعود إلى اللقاء الذى تم بيننا والذى شاء أن ينشر بعض ما ورد فيه من حديث وشاء أيضا أن يهمل البعض الآخر ولست هنا مثله فى محاولة للأصطياد أو ركوب موجة الغرور فإن الأمر أكبر من ذلك كثيرا فقد شاء أن ينشر بعض ما حدث فى جلستنا بمنزل جلال ندا ونشره محرفا وخانته الذاكرة فلم يذكر إنه إتصل بى خمس مرات خلال أربع وعشرين ساعة لأوافق على مقابلته ولم يذكر أنه ألح إلحاحا شديدا لأكذب الحديث فلم أوافق وقلت له : إن الحديث صحيح وأن تقرير المخابرات صحيح وقلت له : إن مصر والعالم العربى يعرف صلته بالأمريكان وأنه لا يستطيع إنكار
هذه الصلة فأجاب بأنه فعلا صديق للأمريكان وقال مفاخرا إن مستر نيكسون عندما حضر لزيارة مصر زار الأستاذ هيكل فى منزله وتناول معه الغداء . إنتهى كلام اللواء نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية وأريد أن أقول لك : يكفينى من كتبك كتابك الفرح الكبير الذى وصفت فيه الرئيس السادات بأنه صديقك وصفقت له كثيرا فى هذا الموكب موكب الفرح الكبيرلأنه حطم مراكز القوة التى كانت تخيفك وأرسلها إلى مزبلة التأريخ فى ثورة التصحيح المايوية ثم جئت ونكرت كل هذا ونسيت كل هذا وقلت ما قلت فى خريف الغضب بعد موت الرجل ولهذا أريد أن أحتكم إلى ضميرك المهنى ان كان يقظا صاحيا ولم تعطه إجازة مفتوحة كما تريد أن تفعل دائما مع عقولنا وقلوبنا تستغفلها أو تلغيها تماما
عندما نقرأ لك لأن كلامك قرآن منزل وإنجيل يتلى وإزميل بل مزمار من مزامير داؤد أيهما أقرب وأحب إلي قلبك سادات الفرح الكبير ؟ أم سادات خريف الغضب ؟ وبالمناسبة أين كتابك الفرح الكبير ؟ ولماذا
إختفى من الأسواق والمكتبات كتاب الفرح الكبير الذى تمجد فيه السادات ؟ الأنه يكشف وجهك الحقيقى أم ماذا ؟ ويا مفكر الناصرية والقومية العربية الأول عجبنا وإستغربنا لموقفك عندما إحتفل بك القوميون العرب فى لبنان ببيروت فى إحتفال فخم ضخم وأهدوك 5 مليون دولار توقعنا أن تعلن فى خطابك فى هذا الإحتفال بأنك تتبرع على الأقل بمليون دولار لشراء الحليب والدواء والغذاء والكساء لأطفال العراق الذين يموتون كل صبح ومساء ولكن للأسف لم نسمع بأن هيكل تبرع بدولار واحد فأ فزعتنا الصرخة الكبرى [ وا قوميتاه ] . عفوا الأستاذ هيكل ما إنت إلا أكذوبة كبرى وأستميحك عذرا آما آن الآوان لأن تنصف السودان وتنصف عثمان السودانى البواب حتى يدخل التأريخ من أوسع الأبواب وأنا لا أعلم الغيب لأنى لوكنت أعلم الغيب لإستكثرت من الخير ولكنى أحسب أنك قريبا قد ترحل من هذه الفانية بعد أن بلغت من العمر عتيا وهذه سنة الحياة وكلنا راحلون والدوام لله [ ولن تجد لسنة الله تبديلا ] [ ولن تجد لسنة الله تحويلا ] أين الملك حسين ؟ وأين الملك الحسن ؟ وحافظ الأسد ؟ وحبيبكم القذافى ؟ وأنت الآن شيخا وقاب قوسين
أو أدنى من القبر فهل من توبة ؟ وهل من آوبة وهل من إنصاف للسودانى؟ الذى أجرمت فى حقه كثيرا ولا تزال وهآنتذا تطالب من خلال صحيفة الأهرام إبان زيارتك إلى لندن هذه الزيارة الأخيرة طالبت بفصل الجنوب من الشمال لأن الجنوب به عدة لهجات محلية وعادات وتقاليد وأعراف تختلف عن الشمال إذا كان ذلك كذلك جبال النوبة بها99 جبل نعم تسعة وتسعين جبلا جبل النجيمنق والفندة والكاركو وتندية وسلار وكلارا وكتلا ووالى والدلنج والصبى وكلوقى وكادوقلى ورشاد وتلودى والفسو والمندل وحجرسلطان والليرى والتومات وكاتشا والميرى ولا يتسع المجال لأحصيها لك كلها هنا وأكتفى بهذا على سبيل المثال لا الحصر وكل واحد من هؤلاء له لهجة محلية وعادات وتقاليد وأعراف ورقصات وأسبار فهل معنى ذلك تنفصل جبال النوبة لأنها نوبية ووثنية أو مسيحية إذا كان الأمر كذلك فمن حقنا أن نطالب بفصل وإنفصال مصر القبطية لأنها نصرانية مثلا نحن أدرى بالسودان منك صحيح هنالك مظالم لا تحصى ولا تعد ولكن هذا لا يبيح ولا يتيح لنا تقسيم السودان فى وقت تتداعى فيه الأمم للوحدة إنظر أوربا لغات مختلفة وجنسيات مختلفة ومعتقدات مختلفة لكنها نبذت التقسيم والإنفصال وتداعت للوحدة لأن القوة فى الوحدة وليس فى التشرذم أو الإنفصال أو الحروب الحرب خراب ودمار لهذا تخلت عنها اوربا وخلدت للتضامن والتكافل فنحن أدرى منك بالسودان كل المشاكل والمظالم تندثر عندما تأتى الثورة وتندثر حكومة الإنقاذ العنصرية الموغلة فى الفساد والإستبداد سنتوحد بإذن الله تأدبا مع قوله عالى : [ وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ] [ وأن هذه أمتكم أمة واحدة ] وإن كنت لا تعلم نحن منذ زمان بعيد تغنينا وأنشدنا :
منقو قل لا عاش من يفصلنا نحن روحان حللنا بدنا
وبناءا عليه نرجوك أن ترفع يدك عن السودان وكفاك وصاية فنحن لسنا فى حاجة إلى أوصياء وأنت لست آ خر الأنبياء ولا من الأوفياء لنا دعنا وشأننا دعنا قبل أن يهتف كل أهل السودان فى وجهك لا عاش من يفصلنا صحيح صيحات الحرب تعلو هنا وهناك ولكن لسان أهله يقول لك :
إذا إحتربت يوما فسالت دماؤها *** تذكرت القربى ففاضت دموعها
بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.