اليزابث كافي ، (23) عاماً ، من جبال النوبة ، تم اختطافها في ديسمبر بواسطة عناصر من القوات الحكومية ، بحسب ما أورد الصحفي الامريكي نيكولاس كريستوف في تقريره عن زيارته لمعسكر ييدا للاجئين بجنوب السودان بصحيفة نيويورك تايمز أمس السبت 18 فبراير . وروت اليزابث كافي انها رأت في فترة اختطافها التي استمرت 23 يوماً الجنود يقتلون رجالاً من النوبة ، من بينهم جدها ، وصهرها . ورأت مجموعة من الجنود تغتصب ثم تذبح إمراة شابة ، كما رأتهم وهم يطعنون حتى الموت طفلها ذى الثلاثة أعوام . وشهدت كافي كذلك مجموعة من 20 – 25 جندي وهم يغتصبون بصورة جماعية فتاتين من النوبة ، أعمارهما حوالي (14) أو (15) عاماً ، وقد توفيت الفتاتان نتيجة الاغتصاب والضرب . وأضاف الصحفي الامريكي نيكولاس ان نوبة آخرين يروون اعتداءات شبيهة أو يصفون اساءات عنصرية . فكما في دارفور ، فان العساكر الحكوميين عادة ما يصفون ضحاياهم من ذوي البشرة الداكنة أكثر بانهم (عبيد). وأحمد هارون – احد المسؤولين الحكوميين المطلوبين من المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم ضد الانسانية في دارفور – هو الآن حاكم جنوب كردفان ، (ويبدو انه يستخدم أساليبه هنا) . وقالت محاسن كوة – 24 عاماً- للصحفي الامريكي انها جاءت إلى معسكر ييدا للاجئين ( لانني شارفت على الموت من الجوع) ، وقد توفى كلا والديها من الجوع ، مع سبعة من الأطفال الصغار في قريتها . ويحاول الجيش الحكومي إغلاق الطرق ، جاعلاً الهرب عملاً محفوف بالمخاطر . ويروي الصحفي الامريكي انه تحدث إلى مجموعة من (16) شخصاً مزدحمين في احدى العربات ، دفع كل منهم ما يعادل (45) دولاراً لأخذهم إلى معسكر اللاجئين . وروى له هارون سليمان ، 42 عاماً ، صاحب العربة ، رحلتهم إلى معسكر اللاجئين وكيف تسللوا من نقاط التفتيش ( أطلقوا علينا النار ، اثنان من الرجال (45 ، و 25 عاماً) قتلا ، واثنان من النساء – إحداهما مع طفل عمره شهر – لا تزالان مفقودتين ) . وأضاف الصحفي الامريكي انه سأل الأطفال الذين يحيطون به في المعسكر ( كم منهم فقد اخاً أو اختاً في الحرب) ، فرفع حوالي ثلث الحضور أياديهم . وقال انه حين ينفذ الغذاء في جبال النوبة ، في حوالي شهرين أو ثلاثة ، ربما تحدث مجاعة جماعية . وأكد انه رأى طفلة عمرها (4) سنوات في احدى مراكز التغذية التي تديرها منظمة ( سامرتان بيرس – Samaritan Purse) وكان وزنها فقط (22) رطل . واستنتج بانه اذا لم تفرض الدول الخارجية ايصال الاغاثة إلى جبال النوبة يمكن توقع مزيد من الأطفال الذين يتضورون من الجوع . وأضاف ان القوات الحكومية تبعد الصحفيين وعمال الاغاثة مما جعل المعاناة لا تحظى بالانتباه الكافي من المجتمع الدولي .