تاريخ النشر: 18 فبراير 2012 ترجمه / مبارك عبدالرحمن احمد مقدمة المترجم : الاستاذ الصحفي نيكولاس د. كريستوف هو غني عن التعريف في المجتمع الصحفي الدولي ولكنه ربما لم يتردد كثيرا علي القارئ السوداني فهو عموما كاتب راتب في صحيفة النيويورك تايمز الامريكية وشخصية متبحرة في عالم الصحافة ومتطلع علي كثير من القضايا الدولية وانسان قامة ومؤثر في تحريك وتشكيل وتعريف القارئ الامريكي و العالمي بمايدور من حوله من قضايا داخلية و خارجية فكلماتي هذه لاتكفي ولو قليلا عن الاستاذ نيكولاس د. كريستوف لك كل الود والاحترام . القراء الاعزا لا اريد ان احول بينكم وبين عموده عن لاجئئ جبال النوبة في معسكر ايدا لللاجئين السودانيين بجنوب السودان فالي مضابط العمود. نص العمود: كارثة إنسانية كبيرة وتطهيرعرقي فظيع تتكشف هنا في هذه المنطقة النائية والفقيرة في الحدود بين السودان وجنوب السودان. بالنسبة لبعض السكان في جبال النوبة، الذين يعيشون في أكواخ من القش بعيدا عن الكهرباء أو الطرق المعبدة والتي هي أكبر سمات القرن ال 21 قرن التكنولوجيا ومع ذلك يتعرضون للقصف من قبل الطائرات السودانية. التفجيرات والهجمات البرية والعنف الجنسي - جزء من استراتيجية الأرض المحروقة لمكافحة التمرد في السودان مما ادي ذلك الي ترك مئات الآلاف من السكان منازلهم في ولاية جنوب كردفان، في الدولة السودانية التي تقع فيها جبال النوبة. الوحشية في بعض النواحي هنا تشعرك وكأن النموذج الذي فعلته الحكومة السودانية في دارفوريتكرر، ولكن المستهدفون الآن هم النوبة فقط . "قالوا انهم يريدون القضاءعلى السود، وقالوا انهم يريدون قتلهم جميعا" إليزابيث كافي - امرأة نوباوية 22 عاما، قالت انها اختطفت في شهر ديسمبر من قبل جنود سودانيين يرتدون الزي العسكري . هي والبعض الآخر يقولون أن معظم هؤلا الجنود من العرب السودانيين يحتقرون النوبة وذلك لسواد بشرتهم، وايضا لأن جزءا منهم مسيحيين، بالاضافة لأن الكثير من ابناء النوبة قاموا بانتفاضة مسلحة مرة أخرى ضد عقود من الحكم السيئ في السودان. واستطردت اليزابيث قائلة خلال ال23 يوما من الاسر في يد القوات السودانية رأيت الجنود يستخدمون البنادق لقتل عدة رجال من النوبة، بما في ذلك جدي واخي. ووصفت قائلة انها شاهدت عصابة من الجنود السودانيين يقومون باغتصاب جماعي لفتاة نوباوية ومن ثم يقطعون رقبتها ، وأيضا يطعنون طفل هذه المرأة ذو ال 3 سنوات من العمر حتى الموت. وقال كافي أنها رأت أيضا 20-25 من الجنود يقومون باغتصاب جماعي لفتاتين نوباويتين باستمرار ، تفتكر اعمارهن اما 14 أو 15 سنة. وقالت ان الفتاتين توفيتا من جراء عمليتي الاغتصاب والضرب معا . انه من المستحيل تأكيد قصة كافي بالكامل، ولكن آخرين اكدوا من أنه قد تم اختطافها بالفعل . وتحدث نوبيين أخرين عن هجمات كثيرة مماثلة ضدهم ، أو وصفوهم بنعوت عنصرية مماثلة. كما هو الحال في دارفور، وكثيرا ما يطلق الجنود السودانيين الي ضحاياهم من ذوي البشرة السوداء ب " العبيد". احمد هارون مسؤول سوداني مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في دارفور، والآن هو حاكم ولاية جنوب كردفان، و يبدو انه يستخدام تكتيكات مماثلة هنا. في حين أن الحكومة السودانية تحاول قمع تمرد مسلح في جبال النوبة، فان المدنيين هم الذين يتحملون وطأة المعاناة. في محاولة واضحة لتجويع المتمردين منعت الحكومة السودانية جماعات الاغاثة والمساعدات الغذائية من الوصول إلى المنطقة، وقد اشارت الأممالمتحدة ومجلس الأمن قبل بضعة أيام عن "الخطر الشديد والمتزايد" عن مجاعة قد تشهدها المنطقة. لقد تسلل حوالي 28000 من النوبيين واستقروا في مخيم جديد لللاجئين هنا في ايدا ، جنوب السودان، جنوب من الحدود مع السودان. بعد تفرق في معظم الأحيان لاكثر من عشرات الأيام ، والعديد منهم جائعون. "جئت لانني كنت جائعة"، قالت امرأة تدعي محاسن كوة 24 عاما، وصلت للتوه في مخيم اللاجئين. وقالت ربما ان كل من والديها إلى جانب سبعة أطفال صغار قد يموتون جوعا، في قريتها الصغيرة، وقد حاول الجيش السوداني عرقلة طرق الوصول، مما يجعل الهروب محفوفة بالمخاطر. لقد تحدثت مع مجموعة مكونة من 16 فردا كانوا قد ركبوا في سيارة، ودفع كل منهما مبلغ من المال قدره ما يعادل 45 دولارا امريكيا مقابل رحلة إلى بر الأمان في مخيم اللاجئين. كنت قد اجريت مقابلة معهم قبل يوم من وقوعهم في موقع اقام فيها جنود سودانيين نقطة للتفتيش, "نادونا من الخارج "، قال مالك السيارة يدعي سليمان هارون، 42 عاما. ثم راحوا يطلقون النار علينا ببنادقهم ". واستمر قائلا انه قتل اثنين من الركاب الذكور تتراوح أعمارهم بين 41 و 25 سنة ، وهنالك امرأتين مع طفل واحد رضيع عمره شهر ما زالوا مفقودين. ركض آخرون بشكل محموم إلى الأدغال وهربوا ، مما جعلهم متجهين في نهاية المطاف الى مخيم للاجئين. قصفت الحكومة السودانية مخيم اللاجئين هذا في نوفمبر تشرين الثاني، وقبل نحو اسبوع وايضا قصفت بلدة جاو القريبة في جنوب السودان. وتتزايد المخاوف من اندلاع حرب شاملة جديدة بين السودان وجنوب السودان، جزءا منه بسبب النزاع حول نفط جنوب السودان التي انفصلت عن بقية البلاد في يوليو المنصرم ، خاصة عدم توافق الطرفين علي رسوم أنابيب النفط التي ينبغي أن تدفعها الجنوب. و تواجه كل من البلدين الآن أزمة اقتصادية بسبب ايقاف الجنوب لإنتاج النفط ، و يحذر بعض الخبراء من أن الشمال قد يقوم بمحاولة للاستيلاء على آبار نفط الجنوب. قد نشأ اطفال النوبة بالفعل في الحرب. وكنت قد سألت مجموعة من اطفال احاطوا بي في مخيم اللاجئين، كم منكم قد فقد أخيه أو أخته في الحرب؟. رفع ثلاثهم أيديهم !!. عندما ينفد مخزون المواد الغذائية لدي السكان وربما في غضون شهرين أو ثلاثة، سيكون هناك خطر لمجاعة جماعية في جبال النوبة. قد رأيت طفلة عمرها 4 سنوات في أحد مراكز التغذية التي تديرها منظمة (ساماريتان بورس Samaritan's Purse) احدي منظمات المعونة رايتها تزن 22 رطلا فقط ، وما لم تتدخل الدول الخارجية لايصال المساعدات الإنسانية في جبال النوبة، يمكننا أن نتوقع المزيد من أطفال جائعون مثلها. وتقوم القوات المسلحة السودانية بمحاولات مفادها منع وكالات الاغاثة والصحفيين من الدخول الي جبال النوبة، ذلك قصة معاناة لم تحظ بكثير من الاهتمام الدولي. انا ذاهب في محاولة للتسلل الى جبال النوبة وتقديم تقرير عام عنها. فابقوا علي تواصل . ترجمة غير رسمية راجع نص المقال الاصلي في هذا الرابط: http://www.nytimes.com/2012/02/19/opinion/sunday/kristof-in-sudan-seeing-echoes-of-darfur.html?_r=1