صادر جهاز الأمن صحيفة (التيار) أمس الاثنين 20 فبرير . وقال الأستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير الصحيفة في تصريحات صحفية ان عناصر من الأمن وصلوا بعد منتصف الليل وصادروا جميع نسخ عدد يوم الاثنين بعد طباعتها . وأضاف انه لم يتلق تفسيراً لمصادرة الصحيفة لكنه يعتقد بأن تغطية الصحيفة للفساد الحكومي في الآونة الأخيرة ربما أغضبت السلطات . وعزا أحد المتعاونين مع جهاز الأمن في موقع (سودانيز أونلاين) المصادرة إلى مقال البروفسير محمد زين العابدين عثمان ( وقفات مع لقاء الرئيس) الذي يقول فيه (…ان من حق الاسلاميين ان يرفعوا مذكرة لتنظيمهم اذا احسوا ان مشروعهم ودولتهم التى بنوها قد صارت ظالمة وأن مشروعهم الاسلامى قد ضاع هباءاً منبثاً مع سلطة فسدت وافسدت واضاعت الوطن والعباد ولذلك لا بد من تصحيح المسار. والسيد الرئيس يعلم علم اليقين أن البقية الباقية معه من المنتمين فكراً وثقافة لمشروع الحركة الاسلامية لو رفعوا ايديهم عن النظام اليوم لسقط هذا النظام غداً ولن تنفعه عضوية المؤتمر الوطنى المليونية لأن هذه الملايين لم تنفع المشير نميرى عندما استعدى نميرى الاسلاميين ورمى بقياداتهم فى السجون. الاسلاميون سيدى الرئيس هم الذين ثبتوا هذا النظام وهم الذين قدموا الشهداء فى حرب الجنوب وهم الذين سهروا وحركوا مسيرات التاييد وهم الذين خدعوا الشعب السودانى باسم الدين طوال السنوات الماضية ليستمر حكم الانقاذ أكثر من اثنين وعشرين عاماً ولن تنفعك القوات المسلحة حتى ولو كانت معك على قلب رجل واحد ولكن فيها الكثيرين الذين يأتمرون بأمر الحركة الاسلامية وليس بأمر القائد العام او الأعلى). وربط مراقب ما بين مصادرة (التيار) وبين نشرها تصريحات الدكتور حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي عن زرع أجهزة تنصت بمقر حزبه ، وكانت (التيار) الصحيفة الوحيدة في الخرطوم التي نشرت الخبر . ويبدو أن أسباب معاقبة (التيار) متعددة ، وفيما يشكل نشر أخبار الفساد السبب الرئيسي ، إلا انه لا يلغي الأسباب الأخرى مثل مقال بروفسير محمد زين العابدين نشر وخبر التنصت على مقر المؤتمر الشعبي . هذا واحتج نحو 20 محررا من الصحيفة يوم الاثنين على عملية المصادرة امام المجلس القومي للصحافة .