نفي ابراهيم أحمد عمر وجود أي إتجاه في المؤتمر الوطني لاحداث تغيير على مستوى رئاسة الحزب . واستدرك في تصريحات صحفية أمس ، بحسب ما أوردت صحيفة (الانتباهة) 27 فبراير، قائلاً : (عندما يأتي الوقت للنظر في رئاسة الحزب فإن مؤسساته ستنظر بنفس الجدية والمسؤولية لاتخاذ القرار الصائب). وكانت أنباء قد ترددت عن مبادرة قطرية بخروج آمن لعمر البشير ، يستقيل بموجبها عن السلطة بعد السنة الأولى لمرحلة انتقالية من سنتين ، يتولى عمر البشير في الفترة الاولى رئاسة مجلس انتقالي يتشكل من القوى الرئيسية لمدة عام ، ثم يستقيل ليواصل المجلس الرئاسي إكمال الفترة الانتقالية إلى حين انتخابات حرة ونزيهة ، وبحسب هذه التسريبات فان عمر البشير وافق في لقائه بأمير قطر على (الخروج الآمن) ، لكنه بعد عودته إلى الخرطوم تنصل بضغط من مافيا الفساد – خصوصاً في أسرته وأقربائه – والتي ترى في بقائه ضمانة لمصالحها ولعدم ملاحقتها . وظلت الاطاحة بعمر البشير على جدول الانقاذيين منذ التسعينات ، بسبب ما يرونه فيه من تواضع قدرات وانفعالية وحماقات ، واضيف اليها مؤخراً ولوغه وحمايته للفساد ، الأمر الذي يثير معارضة وسط بعض قطاعاتهم ، ولكن عمر البشير أحكم سيطرته على الأجهزة الأمنية العسكرية ، واستثمر صراعات ومنافسات المدنيين ، فأطاح بالترابي استناداً على علي عثمان ، وهمش الأخير مستنداً على نافع علي نافع وغازي صلاح الدين ، ويتهيأ الآن لإزاحة غالب المجموعة التي يمكن ان تشكل بديلاً له . وتحول عمر البشير إلى عبء على المؤتمر الوطني ، منذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية ، الأمر الذي أعاق تطبيع علاقات النظام مع المجتمع الدولي ، ويعوق حالياً قبوله ضمن منظومة الربيع العربي . وتفاقم التذمر من قيادة عمر البشير ، اثر قراراته الهوجاء باشعال الحرب في أبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، وافساده العلاقة مع الجنوب ، مما أدى إلى ايقاف تصدير النفط عبر الشمال وإلى تفاقم أزمات النظام الاقتصادية والأمنية . وأكد مصدر ل (حريات) بأن المذكرات الاصلاحية في المؤتمر الوطني ، ورغم اختلافاتها ، تجمع كلها على ضرورة انقاذ الانقاذ من رئيسها ! وفيما يواصل عمر البشير إحكام قبضته على الأجهزة ، بما في ذلك أجهزة المؤتمر الوطني نفسه ، كما تشير إعادة هيكلة الحزب الأخيرة ، فان المجموعات الداعمة لمذكرات الإصلاح تقبع في حالة الانتظار التي ألمح اليها ابراهيم احمد عمر . وتؤكد مصادر مطلعة ل (حريات) ان عمر البشير يحضر هذه الأيام مع النواة الرئيسية لمجموعته لإصدار قرارات كبيرة توطد احتكاره للسلطة وتربك الساحة السياسية .