الاثنين 6 ديسمبر 2010م ….. رغم أن قانون تنظيم السجون ومعاملة النزلاء 2010م، ينص بوضوح على توفير المواد الغذائية الكافية والشرب للنزلاء بالسجون، إلا أن واقع الحال الذي عشناه وما زلنا نعيشه بالسجون لا يجسد هذا الكلام!!!!!!!!. وتجربتي التي عشتها توضح بجلاء أن الأسر السودانية إذا كان لها سجين بالسجن، فهي التي يقع على عهدتها تدبير أمر أكله وشربه وكل احتياجاته!!!!!!!. وتحيرت في أمر بعض الأسر السودانية التي لا تملك ما يقيم أودها ولا تستطيع أن تتحمل تكلفة ونفقات أكلها وشربها، ناهيك عن تحمل أعباء أخرى!!!!!!. بالحسابات العادية للسجن دون ترف أو رفاهية يتكلف السجين الواحد ما يقارب 200 جنيه سوداني أسبوعياً، هذا بعد أن يتشارك مع زملاءه في العنبر ويدفعوا المثل حتى يستطيعوا أن يتدبروا أمرهم داخل السجن!!!!!!، ناهيك عن احتياجات أخرى نتكبد مشاقها أسبوعياً من مواد غذائية مثل: سكر، دقيق، أرز، بهارات، وبعض الخضار والفواكه. إضافة إلى جلب الأدوية من مسكنات وفيتامينات وغيرها!!!!!!. الأمر الذي يرفع تكلفة السجين ويقع ذلك على عاتق الأسر التي لا يمكن أن تنكر أو تتجاهل الواقع السيء للسجن ورؤية ذويهم المسجونين في هذا الوضع!!!!!. الأكل الذي يقدم في السجن غير مستساغ وذلك بشهادات كثيرة لسجناء خرجوا من السجن وأخرين ما زالوا به!!!!!!. الكل يشتكي من رداءة خدمات الأكل الذي يصفه البعض بأنه لا يرقي حتى لمستوى حيوانات ناهيك عن البشر!!!!!!. وما يزيد الطين بلة، الغلاء الفاحش للبقالة التي توجد بسجن كوبر حيث تتضاعف الأسعار بصورة خرافية مقارنة بالأسعار خارج السجن، ولا يجد المساجين بداً سوى الشراء منها مضطرين لذلك، الأمر الذي يجعل من البقالة البقرة التي تدر حليباً على إدارة السجن وذلك من جراء التلاعب بالأسعار حيث يشتري المساجين الغلابة الذين تتكبد أسرهم جهداً مضاعفاً حتى يستطيعوا أن يتدبروا أمر أكلهم وشرابهم دون أن يضطروا لأن يأكلوا من أكل السجن والذي يشبه في هذه الحالة كمن يضطر لأكل الميتة!!!!!!. تحيرت في أمر الكثير من الأسر التي تجلب ما تدخره لنفسها وتحمله طواعية عن طيب نفس للسجن حتى لا يعاني من يهمهم أمرهم بالسجن، وهنالك من يكلف نفسه فوق طاقتها، جاهداً حتى لا يحس بالذنب والتقصير ليجلب مبالغ نقدية ومواد غذائية بصورة دورية إلى السجن!!!!!!!. ولا يعرف هذه المعاناة إلا من دخل السجن أو من كان له شخص مسجون، ففي هذه الحالة يستطيع أن يدرك تماماً المعاناة التي يعيشها المساجين داخل السجن!!!!!!!. وتجده، يتأسف للمساجين الذين تعجز أسرهم عن دعمهم ولكن يسعي زملاؤهم للسماح لهم ليشاركوهم في أكلهم وشرابهم!!!!!. ولذلك، تحاول بعض الأسر التي عرفت هذه الحقيقة أن تتوسع في المساعدة ليعم أخرين لا تستطيع أسرهم مد يد العون لهم لضق ذات اليد!!!!!!!. تابعت الكثير من الحالات واستمعت لشكوى ومعاناة الكثيرين الذين يحاولون أن يخففوا المعاناة عن ذويهم المسجونين، وخاصة بعد أن عرفوا واقع الحال بالسجن!!!!!!!. تعجبت للصلابة التي تحلي بها كثيرين في مثابرتهم وكدهم غير متخلين عن ذويهم بل باذلين وسعهم للوقوف لتخفيف معاناة الحبس وويلاته التي تزيدهم هماً وغماً!!!!!!!. وتساءلت، أما يكفي الأسر السوادنية غياب عائلهم ومن يهمه أمرهم بأن أودعوا بالسجن؟؟؟؟؟، وما ذنبهم في تحمل نفقات إضافية وتكلفة زائدة تفوق طاقتهم باحثين عن موارد أخرى للرزق حتى يستطيعوا إعالة دويهم بالسجن؟؟؟؟؟ أليس السجن هو عبء إضافي للأسر السودانية، أليس هذا أمر يفوق حد الوصف والخيال؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!. وقلت في نفسي، حسبي الله ونعم الوكيل!!!!!!!.