شن ما يسمى بمنبر السلام العادل – منبر الطيب مصطفى المعبر عن أكثر الدوائر انغلاقا وعنصرية في الانقاذ – هجوماً على الاتفاق الاطاري بين حكومتي السودان وجنوب السودان . وأصدر المنبر بياناً يدعو عمر البشير إلى إلغاء الاتفاق كما سبق والغى اتفاقية أديس أبابا بين الحركة الشعبية (شمال) وحكومة الخرطوم . ونظم ندوة في ذات الاتجاه أمس تحدث فيها الطيب مصطفى وابراهيم الرشيد وآخرون ، وقالوا ان الاتفاق يشكل تهديداً للأمن القومي . وزعم الطيب مصطفى في عموده بصحيفة (الانتباهة) اليوم 16 مارس ان الاتفاق نيفاشا (تو) ، وانه سيدخل الجيش الشعبي إلى الخرطوم . جدير بالذكر ان الطيب مصطفى ظل يدعو إلى الانفصال ومع ذلك يدين نيفاشا رغم انها تمخضت في النهاية عن هدفه الاستراتيجي . وعلق محلل سياسي ان المشير عمر البشير يتفق مع خاله الطيب مصطفى في التوجهات الرئيسية ، ولكنه اضطر في الأيام الأخيرة إلى تليين مواقفه تحت ضغط الهزائم العسكرية وفشل مليشياته في زعزعة الأوضاع في الجنوب ، إضافة إلى ضغط الأزمة الاقتصادية التي تحيط بنظامه ، وفشله في استقطاب دعومات من الخليج تعوض فقدان عائدات النفط ، مما دفعه إلى السعي نحو صفقة مع حكومة الجنوب برغم توعداته وتهديداته السابقة . وتصطدم محاولات عمر البشير الأخيرة مع خطاب الكراهية الديني والعنصري الذي ظل يتعهده طيلة السنوات السابقة ، مما يحد من قدرته على تقديم تنازلات ، خصوصاً فيما يتعلق بملف أبيي ، فقد تمت تعبئة وتسليح مليشيات من المسيرية وسيكون من الصعب على عمر البشير إقناعها بقبول التنازل عن أبيي في مقابل تنازلات من حكومة الجنوب في النفط . وأضاف المحلل السياسي قائلاً بانه اتضح الآن ان العداء مع الجنوب له كلفة اقتصادية مباشرة على الشمال ، وان تحسين العلاقات غير ممكن من منطلق غطرسة واستعلاء الانقاذ ، وان أي وطني شريف لابد ويستنتج انه من مصلحة الشمال قيام علاقات أخوية مع الجنوب ، ولكن عمر البشير ودائرته المتنفذة ولأسباب آيديولوجية لا علاقة لها بمصالح الشعب يواصلون تخريب العلاقة بما يضر بمصالح البلاد بل ومصالح النظام نفسه . وختم قائلاً ان الفتنة مثل الرصاصة ، يصعب ارجاعها بعد اطلاقها ، وان عمر البشير تحت ضغط الفشل والهزائم يحاول الآن إعادة إرجاع رصاصات الفتنة التي أطلقها ، وهي محاولات تشبه القفز على ظله . وأهم دليل على فشلها انها جعلته يصطدم بقاعدته السياسية الحالية والتي يعبر عنها خاله الطيب مصطفى .