تقرير مشروع القمر الصناعي الحارس (سنتينل) حول قصف الانتونوف، 15 مارس 2012 قام مشروع القمر الصناعي الحارس، سنتينل (SSP)، من خلال تحليل “مبادرة هارفارد الإنسانية” لصور الأقمار الصناعية الرقمية من “ديجيتال غلوب”، بالحصول على دليل يتسق مع حالة الازدياد الواضح للقصف العشوائي من قبل القوات المسلحة السودانية في جنوب كردفان، السودان. إن الاستهداف العشوائي للسكان المدنيين وللبنية التحتية يمكن أن يشكلا جريمة حرب بموجب القانون الدولي. وفي صور المشروع التي تم تحليلها، يمكن رؤية أعمدة الدخان الرمادية المتصاعدة من الأرض في موقعين منفصلين شمال قرية أنقارتو، بجنوب كردفان في 8 مارس 2012. أحد الأدخنة تُرى على بعد 600 مترا شمال أنقارتو والآخر يُرى على بعد 1.6 كم / 1 ميلا شمال أنقارتو كذلك. وفي صورة ثانية التقطت بعد ست دقائق من الأولى تبدو النيران في إحدى موقعي التأثر المرئيين. وتُرى طائرة – يبدو أنها من طراز أنتنوف-26 كيرل (Antonov An-26 ‘Curl') محلقة فوق شمال “تيرة ماندي” وهي قرية تبعد حوالي 6.5 كم / 4 ميلا شمال أنقارتو. الطائرة التي يبدو أنها أنتنوف-26 كانت تطير بسرعة 320 ميلا/ الساعة تقريبا، وضربت الموقع التالي بعد حوالي 11 ثانية من ضربها للموقع الأول. كانت طائرة الأنتونوف (AN-26) تبعد حوالي 250 كم / 156 ميلا عن مطار الأبيض، وتبعد حوالي 90 كم / 56 ميلا عن مطار كادوقلي، وحوالي 30 كم / 19 ميلا من مطار تلودي، وكل هذه المطارات خاضعة لسيطرة القوات المسلحة السودانية. القوات المسلحة السودانية تستخدم طائرات انتونوف بصورة روتينية لقصف السكان المدنيين في جنوب كردفان ودارفور وولاية النيل الأزرق بدون تمييز. وبناء على تحليل صور الأقمار الصناعية فإنه لا توجد أية بنية تحتية عسكرية أو وحدات عسكرية يمكن رؤيتها في أو بالقرب من مواقع أعمدة الدخان. وقال مصدر اتصل مباشرة بمشروع سنتينل (SSP) إن بلدات أخرى في المنطقة تم قصفها من قبل الانتنوف تابعة للقوات المسلحة السودانية قبل ستة أيام، أي في 2 مارس 2012. ويخلص مشروع سنتينل إلى أن الأعمدة متسقة مع حدوث قصف جوي بسبب لون الدخان المماثل وظهور زوج من أعمدة الدخان لها ارتفاعات مختلفة ولكن أشكالها متشابهة في نفس الوقت تقريبا في موقعين منفصلين. وهذا يتفق مع حقيقة أن التفجير حدث أولا في المكان الواقع إلى الجنوب أكثر. زوج الأعمدة يبدوان على بعد أقل من كيلومترين عن بعضهما في خط مستقيم نسبيا، وفي المسار المحتمل لرحلة طائرة الانتنوف البادية والمتجهة الى الشمال مباشرة. وبالإضافة إلى ذلك، يبدو أنه في 13 يناير 2012 تم تعبيد مطار تلودي الذي تسيطر عليه القوات المسلحة السودانية ويقع على بعد 48 كم/ 30 ميلا تقريبا من وادي كاودا. ويبدو أنه في 13 يناير ايضا جرى بناء مهبط طائرات في المنطقة التي تجاور مدرج المطار. كل من مطارات الأبيض، وكادوقلي وتلودي قادرة على إسناد طائرات الانتنوف، وكلها تقع ضمن النطاق المحتمل لطائرة الأنتونوف AN-26 التي تحلق فوق “تيرا ماندي”، ولا يستطيع مشروع سنتينل في الوقت الحاضر أن يحدد ما إذا كان مطار تلودي مشغّل بالكامل أم لا.