[email protected] كشفت وزارة الصحة الاتحادية أن انتشار مرض البلهارسيا عم كل ولايات السودان وبلغت نسبة المعرضين للإصابة 90 بالمرض % فضلاً عن وجود 14% من السكان في السودان لا يحصلون على الرعاية الصحية الأولية. وفي احصائية أخرى – واحصائيات السودان مضروبة- بلغ عدد المصابين بمرض البلهارسيا خمسة ملايين شخص فيما بلغت حالات النزيف المعوي الحاد الناجم عن المرض أكثر من «6» آلاف حالة بالمستشفيات خلال العام الماضي.وأكدت إحصائيات لوزارة الصحة الاتحادية أن عدد المعرضين لخطر الإصابة بالمرض «80%» من السكان، وأوضحت الورقة التي قدمها البرنامج القومي لمكافحة البلهارسيا في الاجتماع التنسيقي الوزاري للصحة في الأسبوع الماضي أن للمرضى مضاعفات كبيرة منها سرطان الكبد وسرطان المثانة وتليُّف الكبد والنزيف المعوي الحاد والفشل الكلوي. بدأت مكافحة البلهارسيا في السودان منذ قرن وقد بذل فيها المستعمر بعض الجهود؛ فلماذا يبدو الأمر كأننا نسير في هذا الطريق إلى الخلف. أعتقد أن مكافحة الأمراض المستوطنة وبالأخص أمراض المناطق الحارة – البلهارسيا الملاريا وغيرها- مسارها متعرج في السودان. تكون هناك فترات من الحماسة يتم فيها الاستعانة بالخبرات الدولية والمحلية ثم تكون هناك فترات ركود وتلعب حالة عدم الاستقرار السياسي دوراً هاماً في التراخي . التصدي للبلهارسيا وغيرها من الأمراض الخطيرة يحتاج لمثابرة وهذه الأمراض في خطورة الحروب وأشد ؛ من حيث استهدافها للمواطنين بمثل هذه الأعداد المهولة. كيف يمكن قبول هذه الأرقام التي تجيء كما لو أنها مياه انبثقت من تحت التبن؟وهل يعبر الكشف عنها عن شيء غير فشل القائمين على سياسات الرعاية الصحية ؟من يستطيع أن يدافع عن هذه السياسات البائسة ؟ ومن المسئول عنها كي نضربه في التنك؟