أعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن انطلاق مشروع الحد من مرض البلهارسيا والديدان المنقولة بالتربة بالسودان في (34) محلية بالولايات الشمالية خلال ست سنوات (2008-2013م) عبر ثلاث مراحل وذلك لخفض نسبة انتشار البلهارسيا لتصل بنهاية العام 2013م الى أقل من (10%)، وخفض نسبة الانتشار بالديدان المعوية لتصل بنهاية ذات العام الى أقل من (1%). وأبدت وزارة الصحة الاتحادية مخاوفها من انتشار المرض في معظم ولايات السودان رغم أن المرض مشكلة عالمية ويوجد (600) مليون شخص معرض للإصابة به منهم (80%) بإفريقيا و(200) مليون شخص مصاب أغلبهم بإفريقيا. وحسب إحصائيات الوزارة فإن أكثر من (70%) من السكان معرضين للإصابة ويقدر المصابون بحوالى (7.5) مليون إصابة أى (167 إصابة لكل 1000) من السكان ويعتبر طلاب المدارس أكثر الفئات عرضة للمرض. وكشفت المسوحات الوبائية للعام 2007- 2008م أن نسبة الإصابة بمحلية الجبلين تبلغ (31.3%) من السكان للبلهارسيا البولية العام 2007م، وفي محلية القرشية (67%) العام 2008م للبلهارسيا البولية، وفي محلية الفاو (37%) للبولية و(28%) للمعوية، وفي محلية مروي (15%) للبولية، وفي خشم القربة (20.6%) للمعوية، ونهر عطبرة (18.6%) للمعوية، وحلفا الجديدة (26.7%) للمعوية. وأكدت المسوحات أن المرض متوطن في جميع ولايات السودان وأكثر الولايات تأثراً هي الوسطى والشرقية وكردفان. ونفذ البرنامج القومي لمكافحة البلهارسيا حملات للعلاج الجماعي خلال 2006-2008م، ففي العام 2006م نفذ (6) حملات علاج جماعي في محليات (شرق الجزيرة، وأم القرى، وجنوب الجزيرة، وسنجة) وفي العام 2007م نفذ (5) حملات علاج جماعي بالمحليات (الدويم، وسنار، وجنوب كوستي، وولاية الخرطوم)، وفي العام 2008م انطلقت منذ أمس حملات بكل من خشم القربة، وحلفا، ونهر عطبرة، وسنار، والجبلين، والمناقل، والحصاحيصا، والفاو، والخرطوم، وشرق النيل. دكتور جبريل النعمان نائب البرنامج القومي لمكافحة البلهارسيا استعرض في المؤتمر الإعلامي الذي نظمته الوزارة أمس بمركز التدريب المستمر مشكلة البلهارسيا والحلول الموضوعة قائلاً: إن الهدف من المؤتمر المساعدة في تمليك المواطنين المعلومات الأساسية عن المرض خاصة أنه مرض صامت ليست له أعراض واضحة وله مضاعفات خطيرة حيث يتسبب في تأخر النمو الجسمي والعقلي، وتليُّف الكبد، وتضخم الطحال، واستسقاء دوالي المرئ، وفقر دم حاد، وقئ دموي، وسرطان المثانة. وعزا انتشار المرض في السودان باعتباره أكثر الدول تعرضاً للمرض لوجود المسطحات المائية وكثرة المشاريع الزراعية والتنموية و(لذلك لابد من التوعية الصحية لخفض نسبة الإصابة بالمرض وذلك لقلة أعراضه وسهولة الوقاية منه). وقال إن البرنامج أجرى مسوحات وبائية وعلاجاً مجانياً لعدد من الولايات التي أوضحت أن نسبة الإصابة تراوحت بين (90-10%) وأظهرت المشاريع الزراعية للسكر أعلى نسب وسجلت عسلاية (80%)، وكنانة (60%)، وسكر الجنيد (60%)، وحلفا الجديدة (50%)، وسنار (37%). واستهدفت أعمال المسح تحديد نسب الإصابة بالديدان المنقولة بالتربة التي أظهرت نسباً عالية وسط طلاب المدارس. دكتور ابراهيم كرتي مدير عام البرنامج القومي لمكافحة البلهارسيا قال: إن مشروع الحد من البلهارسيا الذي انطلق أمس كاستجابة من الدولة وإيماناً منها أن البلهارسيا والديدان المعوية أصبحت تشكل مهدداً أساسياً للصحة والتطور الاقتصادي والاجتماعي، وأشار الى أن المشروع بُني على التجارب والمحاولات السابقة وهو أول مشروع يأخذ في الحسبان كل المناطق المتأثرة ويستهدف القضاء على البلهارسيا والديدان المعوية خلال (6) سنوات، وطالب بضرورة تبني برنامج إعلامي يساعد على توعية المواطن لأن التوعية تساعد على القضاء على المرض، مضيفاً أن رفع الوعي الصحي والنظافة الشخصية والتخلص السليم من فضلات الإنسان وتوافر المياه الصحية يقلل من فرص انتقال المرض. دكتور الفاتح مالك مدير إدارة البرامج بوزارة الصحة الاتحادية أكد أن البلهارسيا من المشاكل الصحية الكبيرة في السودان ويعتبر من الأمراض المهملة التي لا تجد الدعم العالمي ولذلك لابد أن يتحقق نجاح داخلي لاستقطاب الدعم العالمي وتحتاج الحملة الى ترتيبات واضحة وترويج وتوعية صحية يمكن أن تسهم بخفض نسبة الإصابة الى (60%). دكتور كمال عبدالقادر وكيل وزارة الصحة الاتحادية أكد خطورة المرض وحاجته الى تكثيف الجهود، وتعتبر هذه الورشة الإعلامية ضربة البداية لإنطلاقة الحملة وتكثيف الجهود مؤكداً التزام الوزارة باستمرارية الجهود خاصة أنه تم توفير الدعم المحلي بمبلغ مليوني جنيه. وقال إن المشاريع المروية تشكل تهديداً إضافياً، ولذلك لابد أن يواكب ذلك حملة توعية وتخطيط استراتيجي مشدداً: «أننا لا نريد ان تظهر مشكلة البلهارسيا في مروي»، وأوضح أنه تم إعداد استراتيجية متعددة تشمل العلاج الجماعي ورفع الوعي الصحي ومكافحة العائل الوسيط «القواقع» وإتاحة المياه الصالحة للشرب والتخلص السليم من فضلات الإنسان عبر التشجيع على حفر واستخدام المراحيض الصحية وبناء المقدرات المحلية. وقال إن المرض يعتبر اختيارياً وليس إجبارياً فغالب المرضى من الذين يسبحون في الترع والمياه الملوثة. وأوصى المشاركون في الورشة بضرورة الالتزام السياسي للولاة والمسؤولين وتنويرهم بخطورة المرض وتبني برنامج إعلامي مكثف لتوعية المواطن.