الجمعة 10 ديسمبر 2010م : ما زلنا نعيش في حالة من العزلة التي فرُضت علينا قسراً وجبراً!!!!!!!!!، ولا نعلم أي ذنب جنيناه لتتم معاقبتنا بهذه الصورة، سوى أننا أسرة المجرم المدان أبوذر!!!!!!!. وتحيرت في الصور المقلوبة أمام ناظري، فنحن لا نطلب أكثر من حقنا في زيارة سجين عادي وليس مجرم خطير له باع في الإجرام حتى يتهيب منه ويضع لذلك ألف حساب، ويتخوف من زيارته لخطورته الشديدة!!!!!!. وكأنه لا يوجد هم أكبر من جعلنا نتلقي المزيد من الضربات والطعنات الموجعة تارة بعد أخرى وذلك نسبة لضخامة حجم الجرم الذي أرتكبه أبوذر!!!!!!!. وقلت في نفسي، أن أبوذر لم يفعل شيئاً سوى أنه كتب مقالة، ولم يحمل بندقية أو سلاحاً ولم يتآمر لقلب نظام الحكم أو تقويضه!!!!!. أحسست فجأة بمن وقعت عليه الصاعقة أو كمن لدعه ثعبان، إذ أنه منذ أن سُجن أبوذر، لم أعي هذا الأمر على هذا النحو، أو أنظر إليه من زاوية أن أبوذر هو مجرم خطيراً جداً!!!!!!. فرغم الإدانة التي تلقاها أبوذر من المحكمة، كان كل تفكيري، وكل ما أفعله، هو أن أبوذر بريء، تمت إدانته من محكمة لغير ذنب جناه، وأنه يستحق كل معاملة كريمة!!!!!!!!. واستدركت، فجأة أنني كنت على خطأ، وأنني نظرت للأمر من ناحية واحدة وهي وجهة نظري الخاصة وليس من واقع الحال المعاش!!!!!!!، فإذا نظرنا إلى الجريمة التي ارتكبها أبوذر، فهي من الجرائم التي تصنف في القانون الجنائي، 1991م، (الجرائم الموجهة ضد الدولة) والمادة التي أدين بسببها هي (50) (تقويض النظام الدستوري) و تتراوح عقوبتها بين المؤبد والإعدام، مما يعني درجة خطورة الجرم المرتكب!!!!!!!. في لحظة، عرفت أن كل ما أعتقدته هو خطأ في التقدير وأن كل ما ذهبت إليه هو أمر شخصي يخصني فقط، وأن لي الحق أن أعتقد ببراءة أبوذر!!!!!!!!. ولكن ليس لي الحق، في أن أجعل إدارة السجن تتعامل معه، على أنه بريء وليس مجرم خطير!!!!!!!!، فهو في عرف السجن مجرم شديد الخطورة، عتل في إجرامه وذلك نسبة للجرم الذي أرتكبه!!!!!!!. قلت في نفسي، بعد مرور ما يقارب السبعة أشهر من سجن أبوذر، لم أنتبه لذلك، بل كنت طيلة الوقت، أتساءل، لماذا يحدث هذا؟؟؟؟ ولماذا؟؟؟؟ ولماذا؟؟؟؟؟. ولكني، اليوم فقط، وجدت الإجابة الشافية على تساؤلات كثيرة طرحتها، وفهمت، أن هنالك حقيقة واحدة يتم التعامل بها مع أبوذر وهو أنه مجرم خطير!!!!!!!!. رغم تحفظاتي على طريقة تعامل إدارة السجن معي في كثير من الأمور واختلاف وجهات النظر حول تطبيق القوانين واللوائح!!!!!. إلا أنني لم أنظر إلى الأمر كما نظرت إليه إدارة السجن، فأبوذر مدان تحت جريمة موجهة ضد الدولة، مما يستدعي تصنيفه تحت المجرمين شديدي الخطورة مما يستوجب الإدارة أن تطبق لوائحها وقوانينها في ذلك!!!!!!!. قلت في نفسي، ربما يمكنني أن أجد العذر للإدارة، فقد أتاءهم أبوذر بحكم من محكمة وكان من المقرر أن يتم إعدامه أو يحكم عليه بالمؤبد، ولكن لرأفة الحكمة وعطفها لم تتجه للإعدام أو المؤبد!!!!!!!، بل للإدانة فقط والحكم بالسجن لسنوات قليلة وهذا لا ينفي خطورة الجرم المرتكب!!!!!!!!. عرفت كذلك، أنني وجدت إجابة لنظرات الآخرين التي تتوجه نحوي وتقول، أحمدي ربنا على ذلك، فأبوذر لم يتم شنقه ولم يحكم عليه بالمؤبد!!!!!!. وكنت، أستعجب لهذه النظرات التي أعتبرها قاسية وليس فيها رحمة!!!!!!!. وفهمت الآن فقط، أنهم يعتبرون أن العطف والرحمة التي تلقاها أبوذر من المحكمة لا نظير لها، إذ أنه لم يُعدم!!!!!!!. وأن المعاملة التي يتلقاها من إدارة السجن تتسم بكثير من التسامح والرحمة بل فيها تمييز إيجابي لأبوذر!!!!!!!. وتذكرت، أن وكيل نيابة أمن الدولة، أيضاً، كان قد ذكر لي، أنهم يعاملون أبوذر أحسن معاملة ويميزوه عن غيره من المحبوسين!!!!!!!!. وفهمت، لماذا، عندما أطالب بحقوقي، أواجه بنظرات متسائلة تملؤها الحيرة!!!!!!!!، وتتهمني بأنني ناكرة للجميل، وأنني يجب أن أقابل ذلك بالشكر والعرفان!!!!!!. وقلت في نفسي، حسبي الله ونعم الوكيل!!!!!!.