الأثنين 13 ديسمبر 2010م …. قرأت في سودانيزاونلاين، بوستتات تتحدث حول تجاوزات أخلاقية، تفيد بأن إبن الوزير علي كرتي ويدعو (أسامة) قد وقع فيها ولكنه خرج منها بسبب من نفوذ والده!!!!!!!1. وقلت في نفسي، إذا صح هذا، فكأنه قد انطبق علينا قول الرسول (ص)، أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد!!!!!!!!. وتعجبت في إدانة أبوذر بجناية، وهو يمارس حقه القانوني والدستوري، في التعبير عن حرية الرأي الذي كفله له دستور 2005م، وأصر على أن يُسمع صوته عالياً بحقائق للتاريخ، لتحفر في القلوب، ويعطي دروساً لن تنتسى!!!!!!!. فأبوذر لم يتورط في تجاوزات أخلاقية، بل قدّس مهنتة كصحفي وأحترم واجباتها!!!!!!!، وأبت نفسه، إلا أن يكون حراً، كريماً، نزيهاً وخلوقاً!!!!!!!. وتخيلت أنه إذا كان أبوذر (والد) ذو نفوذ وسلطة، لما تمت محاكمته جهاراً نهاراً بجريمة التعبير عن الرأي والكلمة!!!!!!، ولكان حرياً به أن يقول من الآثم والمحرم في المحافل ما يشاء في أي وقت شاء!!!!!!!، وأن يتجاوز القول إلى الفعل!!!!!!!، دون أن يطاله القانون والقضاء!!!!!!!، ولما اعتقله جهاز الأمن وأمعن في تعذيبه وضربه حتى أصبح يعاني آلامه كل صباح!!!!!!!. تحيرت في أمرنا، وقد انقلبت الموازين رأساً على عقب، فالجاني مظلوم، والمظلوم مجرم، ومن له سلطة ونفوذ هو وأسرته فوق القانون دون رقيب أو حسيب!!!!!!!!، يمكنه أن يعطي ويأخذ ويحلل لنفسه ولأسرته وربما لبقية أهله أن يفعلوا ما يشاءوا!!!!!!!!، وفي نهاية الأمر، من يجرؤ أو تحدثه نفسه لأن يتصدي لهم، فسيعدم من الوجود!!!!!!!!، ومن يجرؤ على ذلك!!!!!. وأما أمثال أبوذر الذين لا تأخذهم في قولة الحق لؤمة لائم، يجابهون بالتعذيب المخزي وبصنوف تنوع من ألوان العذاب التي تعرض لها هو وأمثاله!!!!!!!. فأبوذر الآن، في نظر كل الشعب السوداني، مجرم مدان بقرار صادر من محكمة موضوع، وذهبت في الإدانة كذلك محكمة الاستئناف وعززت ذلك وأيدته في حكمها!!!!!!!، فأبوذر مجرم مدان من محكمتين وليست محكمة واحدة!!!!!!!!. وإدانته ليست بجريمة بسيطة، بل هي أشد الجرائم باعتراف قانون العقوبات (الجرائم الموجهة ضد الدولة)!!!!!!، ولكنه لم يدين بسبب تلبسه بجريمة أخلاقية، أو جريمة تخل بالشرف والمروءة، سواء ثبتت عليه التهمة أو لم تثبت!!!!!!!!!!!. وحمدت الله، أن المجرم الخطير (أبوذر علي الأمين) تمت إدانته بجريمة خطيرة وهي (تقويض النظام الدستوري)، ليضرب أروع الأمثلة في الثبات على المبدأ والحق، وليجعلنا فخورين بإدانته!!!!!!!!. وحمدت الله كثيراً، أنه لا ينتمي إلى أسرة ذات نفوذ وسلطة حتى لا يحتمي بجاه والده وأهله، ويفعل الأفاعيل دون رقيب أو حسيب!!!!!!!!!!. وحمدت الله كذلك، لأنني سأجد ما أخبر به أبنائي عندما يكبرون، وأشجعهم أن يسيروا في درب والدهم المجرم المدان، لأنه لم يتقاعس ورفض التهاون والخذلان، وحمل بشرف لواء حرية الكلمة والتعبير!!!!!!!.