لقد كثر نزيف الدم السوداني و طال به الأمد وفي كل ضائقة بالنظام يتجه نحو التصعيد للحرب و يتنصل عن كل الإتفاقات التي تم توقيعها ولا يري ضؤاً و لو بصيص في آخر النفق لإحترام الآخر و مشاركته في حل البلاء الذي يتعاظم بالوطن النازف . لقد ظل ديدن المؤتمر الوطني الحاكم بامره في السودان منذ إنقلابه سئ الذكر في يونيو 1989م ينفرد بالحلول و التي هي مثل حل البصيرة ام حمد و كلما حاولوا الرتق يزيدون الفتق و لا يعتبر وجود للآخر حتي المشارك الموالي الذي لا يؤخذ برأيه . منذ قيام دولة الجنوب و المشاكل العالقة حلها و معالجتها خطوة للأمام و خطوتان للوراء و المفاوضات جارية في دولة الجوار و الوسيط الأفريقي طالع نازل و كل ذلك صرف للمال و للوقت و القضية محلك سر و لا بادرة امل للحل حيث كلما تم الإعلان عن لقاء رئيسي الدولتين الذين كانا دولة واحدة و احدهما كان نائبا للثاني يتعطل اللقاء لطارئ اخطر من سابقه مما يدلل علي ان طرفي الصراع غير راغبان في حلحلت العالق من القضايا لأجل مصلحة الشعبين بل يلجآن إلي التصعيد وتأزيم الوضع لأجل البقاء في السلطة . ما قامت به قوات جيش الحركة الشعبية لجنوب السودان من دخول هجليج بالقوة و تدمير بعض المنشآت النفطية لتك الثروة المتنازع عليها لهو أمر غير مبرر و مدان إذ أنه يصب في تطويل عمر النظام الحاكم في الشمال وفك أزمته المتصاعدة و إحكام سيطرة جناح الصقور و المال المتنفذ في خنق شعب الشمال و رفعه لشعار تحرير هجليج و الهروب من قضايا المواطن وتعميق ازمة غلاء المعيشة و إلهاء الشعب بالدفاع عن الوطن و العرض و صرفه عن همومه الأساسية ، و بهذا الدخول لهجليج تساهم حكومة الجنوب في تعميق الجراح و نزف الدماء للمواطنين من البلدين في تلك المناطق الحدودية و خصوصا الرعاة و المزارعين وزيادة النزف لما هو مستمر في دارفور و جنوب كردفان (جبال النوبة ) و جنوب النيل الأزرق ، وكذلك يعمق روح العداء و الكراهية بين شعبي البلدين الذين كانا شعبا واحدا وتوجد روابط أسرية سيتم قطعها و تفكيك صلة القربي و تباعدها بدل من جعلها علاقات ربط و تواصل لعودة للوحدة بشكل يلبي تطلعات الشعبين لحياة كريمة في دولة فدرالية او دولتين متحدتين من اجل مصلحة التداخل الطبيعي و العيش الكريم . لذا هذه الحرب الجديدة بين الدولتين لا تخدم مصالح الشعبين بل تصب في تدمير مقدرات الشعبين و إهدار طاقاتهما التي يجب أن تنصرف للتنمية و التعمير و بناء علاقات وطيدة فالحزبين الحاكمين في الجنوب و في الشمال و منذ أن كانتا حركة مسلحة و نظام حاكم وفي مفوضات نيفاشا و ما أدت إليه من وقف للحرب و خلال فتر ة الإنتقال و إلي حين الإستفتاء و ما أدي إليه من إنفصال و ما يدور من مفاوضات حول العالق من القضايا المصيرية ظلا علي الخوض في كل ما هو متعلق بمصير الأمة السودانية الشعبين الجنوبي و الشمالي بثنائية متجاهلين لكل القوي الحية و المستنيرة و الأحزاب التقليدية التاريخية و القوي الثورية و الديمقراطية ، و ان هذه الثنائية هي التي أدت إلي هذه الكوارث و المحن التي تتجرعها الأمة السودانية . إن ما يدور الآن من حرب هي إمتداد للحروب السابقة التي ليست في مصلحة الأمة السودانية بل تصب في مصلحة تجار الحرب فيجب و قف الدعائيات و ما هو جارِ من تعبئة حربية و الجلوس للتفاوض و مع كل القوة الحية الفاعلة في المجتمعين و القوي السياسية و حلحلت جميع المشاكل العالقة بين البلدين و الإلتزام بكل الإتفاقات السابقة و البرتكولات الخاصة بجنوب النيل الأزرق و جنوب كردفان و تطوير إتفاق الدوحة لحل قضية دارفور و الوصول لصيغة حكم يرتضيه الشعب في الشمال بديل لهذا النظام الوالغ في الدماء و إبداله بنظام حكم مدني يرتضيه الجميع و يسع الجميع بدون إقصاء لجهة أو لعرق و بدستور ديمقراطي . التعبئة للحرب التي تدعوا لها جميع مؤسسات النظام علي الشباب و خصوصا شباب المؤتمر الوطني عدم الإستجابة لها لأنها تصب الزيت علي النار و ما تجربة الحرب الجهادية في التسعينات و التي راح ضحيتها العديد من الشباب من أبناء الشعب السوداني في البلدين و اخوانكم من الشهداء الذين تم زفهم لبنات الحور بعد المفاصلة الشهيرة صاروا فطائس و تم نسيانهم بعد إسترخاء الفترة الإنتقالية و مال البترول و أن القضية التي ماتوا من اجلها تم دفنها في إنفصال يحمل وزره المؤتمر الوطني و تنكره لقتلاه الذين ماتوا في احراش الجنوب بفصله فلماذا كانوا يحاربون ما دام بعد الإنفصال مدحوا نفسهم بوقف الحرب ؟ و لمصلحة من أشعلوها اليوم ؟ و أنهم في المؤتمر الوطني يمكن أن يتنكروا مرة اخري لدماء الشباب الذين سيموتون في هجليج و في جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق و في دارفور إن توصلوا لإتفاق يضمن تواجد هذه القيادة في سدة الحكم و دفع شبح الجنائية عنهم و رفعهم من قائمة الإرهاب . النظام الحاكم في الشمال غير جدير بالبقاء من أجل مصلحة الأمة السودانية و حقن الدماء لذا نعم للسلام و لا للحرب و من أجل وطن خير ديمقراطي يسع الجميع و يحترم كرامة الإنسان السوداني و يحترم المواثيق الدولية و يعيش في سلام و امان مع جيرانه و يحفظ حقوق الجميع . الفاتح قادم السبت 14/4/2012م