العصب السابع إحراج أمبيكي..!! الحديث الجديد الغريب الذي نُسب إلى وزير الإعلام كمال عبيد حول عدم وجود قضايا عالقة بين السودان وجنوب السودان، يضعك أمام واحد من اثنين، إما أن تكون كل القضايا الشائكة بين السودان وجنوب السودان قد تمت حلحلتها ليتم تقديهما عيدية للشعب السوداني، أو أن الحكومة لا تعتبر هذه القضايا تُمثل شيئاً يدعو إلى كل هذه الضجة ولا توجد قضايا تستحق جهود لجنة أمبيكي التي أعيت نثرياتها ميزانية الاتحاد الأفريقي جيئةً وذهاباً، أم أن الحسم العسكري الأخير صوّر للحكومة أن كل القضايا حُسمت؟.. لكن الواقع يقول إن كل القضايا العالقة لم يتم حلها، ولن يتم عبر قانون دولي كما يقول وزير الإعلام، وإن كان يقصد بالقضايا التي يجب أن يُتبع فيها ما هو محسوم دولياً عبر القانون الدولي، كقضية النفط مثلاً، فماذا عن قضيتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وماذا عن قضية أبيي، فهل حسم التحكيم الدولي قضية أبيي حسماً قاطعاً وواضحاً؟.. هذا جانب، وبجانب آخر ماذا عن جهود لجنة حكماء أفريقيا التي "تقع وتقوم" على حلحلة القضايا العالقة.. هل هذه اللجنة فارغة وتبحث عن دور لها دون وجود قضية أصلاً، أليس هذا إحراج لهذه اللجنة؟.. ولو لا أن الوزير قال إن الحكومة حسمت كل القضايا ولا وجود لقضايا عالقة حالياً، لوضحت الفكرة، لكنه نفى وجود قضايا في الأصل. وإذا لم تكن هناك قضايا عالقة، ما هو تفسير الحرب التي تدور في النيل الأزرق وجنوب كردفان؟ هل هي تمارين عسكرية؟.. المهم الآن هو الذي يدور في هذه المناطق الخاضعة لقانون المشورة الشعبية التي تحتكم الآن إلى البندقية، اليوم هزيمة وغداً نصر وبعد غدٍ هزيمة، وما مصيرها وكيف تجري فيها مشورة شعبية والطرف الآخر غائب؟ هذه هي القضية الراهنة التي تحتاج إلى حل سريع.. نعم إن الواقع السياسي أثبت أن القضايا بين السودان وجنوب السودان لن تُحل إلا بإرادة سياسية للطرفين ونية صادقة في حل جذري يضمن سلامة أراضي وشعب الطرفين دون أن تتطاير منها شظايا تشعل النيران من جديد، وحتى يتفرغ كل طرف لأزماته المعقدة، فالوساطة الدولية وحدها لا تكفي.. لكن هذا لا يعني أن تنسف الحكومة كل الجهود الدولية المبذولة في سبيل إيجاد حل طالما قبلت الحكومة بهذه الوساطة، الآن حديث وزير الإعلام هذا يضع لجنة أمبيكي في حرج بالغ، حتى لو لم يكن يقصد، حيث إنها تضع حل القضايا بين السودان وجنوب السودان برنامجها الأساسي، وهذه الأيام يُتوقع حضور أمبيكي كما أعلن قبل عيد الأضحى لا أعتقد أن احداً وجد تفسيرًا لما قاله وزير الإعلام حول نفيه لوجود قضايا عالقة، لكن على أي حال القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان موجودة ولم تُحسم حتى الآن حتى لو أنكرت الحكومة ذلك، والواقع أمامنا يُبرهن، وإن كانت الحكومة مثلاً، لديها ملاحظات حول أداء لجنة أمبيكي على خلفية إتفاق أديس، هذا لا يعني أنه لا توجد قضايا عالقة، وكان يُمكن أن تُقدم الحكومة رؤيتها بصورة مختلفة، بعيداً عن التنكر للأزمات. التيار