توعد المشير عمر البشير باسقاط الحركة الشعبية عن حكم جنوب السودان . واستخدم كثيرا من مفردات العنف اللفظي ، في خطبة هائجة ، امس امام حشد من شباب المؤتمر الوطني ، حيث وصف الحركة الشعبية ب ( الحشرة ) ، وقال ( إننا لا نسمي هذه حركة لأنها حشرة، واسمها الحشرة الشعبية لتدمير السودان وتحتاج إلى مبيد )، و ( إن الهدف الأساسي هو التحرر من هذه ( الحشرات ) والقضاء عليها بصورة نهائية )، ( وتطهير دولة الجنوب من حكم الحشرة ) وقال: ( إن هجليج لن تكون نهايتنا حتى ننهي حكم ( الحشرة ) الشعبية في الجنوب ). وأعلن أمام شباب حزبه ( خلال ساعات قليلة ستسمعون أخبارا طيبة من إخوانكم في هجليج ). وأضاف ( هجليج ليست (المعركة) النهائية، النهائية ستكون في جوبا ) . وعادة ما يرتبط تزايد العنف اللفظي لعمر البشير مع تناقص قدرته علي ممارسة العنف عمليا . وكانت تكهنات عديدة رجحت ان تتمكن القوات الحكومية السودانية من استعادة السيطرة علي هجليج ، بسبب تفوق حشدها العسكري واسلحتها ، خصوصا تفوقها في سلاح الطيران ، واعلنت المصادر الرسمية للمؤتمر الوطني مرارا عن قرب دخولها المنطقة ، الا انها لم تتمكن حتي الان من تحقيق وعودها . وقال فيليب اغوير الناطق الرسمي باسم جيش الجنوب في تصريحات ل ( الشرق الأوسط ) ( القوات المسلحة السودانية لم تهاجم بلدة هجيلج بريا وإنها فقط تقصف بالطيران على مدار الساعة، ولكنها فشلت في دخول البلدة ). وأضاف: ( نحن على بعد 23 كلم في اتجاه بلدة الخرصانة الواقعة شمال هجليج ). وسواء نجح عمر البشير في استعادة السيطرة سريعا علي هجليج ام لا ، فالمؤكد انه لن يستطيع دخولها الا بخسائر باهظة في الارواح ، وبعد تحطيم المنشآت النفطية بها ، وسيفقد نظامه بالتالي لشهور قادمة الكثير من موارد النفط التي ( يزيت ) بها الته العسكرية الامنية، كما انه سيضطر الي القتال في جبهة تمتد الاف الاميال من الجنوب الي جبال النوبة والنيل الازرق وحتي دارفور . وهذا اضافة الي الوضع الاقتصادي المتأزم ، والتحركات الاجتماعية الناجمة عنه ، يفاقم من احساس عمر البشير بفقدان القدرة علي التحكم ، وهو الامر الذي يعوض عنه بزيادة عنفه اللفظي .