تجمع عدد من الشباب السودانيين ظهر أمس وذهبوا للمزرعة الكنسية المحروقة في الجريف تضامنا وللمساعدة في تنظيف الكنيسة وإعادة تأهيلها، ولكن السلطات تعرضت لهم لعدم الحصول على تصديق. وأطلق مجموعة من الشباب معظمهم من المسلمين نداء على الفيس بوك وفي منبر سودانيز أون لاين للتضامن مع الكنيسة والمسيحيين المتضررين ماديا ومعنويا لإعادة تأهيل المنشآت التي دمرت، وذلك تعبيرا عن قيم المواطنة والتزاما بالحقوق الدينية للآخرين. وشهد مجمع الكنائس بضاحية الجريف غرب، حضورا واسعا من مختلف الكيانات والمنظمات المدنية والمواطنين الذين اعلنوا تضامنهم وادانتهم للحادثة واستعدادهم الكامل لترميم مادمر، وقامت قوات الشرطة بتطويق المكان بواسطة جنود شرطة العمليات، واعتبر الناطق الرسمي لحزب التحرير، ابراهيم عثمان ابوخليل، في حديث ل»الصحافة» الحادث بالمؤشر الخطير، وحذر من ان يقود البلاد الي فتنة دينية، لافتا الي ان الاسلام يحترم الاديان وخصوصيات الناس ولا يعطي الحق للاشخاص لاخذ الحق، واضاف كان علي من قاموا بالفعل ان يتوجهوا الي الدولة، وتابع لا يمكن طعن ظل الفيل . وكشف مدير المجمع، القس يوسف مطر، عن ابلاغهم السلطات بتلقيهم تهديدات بالهجوم من قبل المجموعات المتطرفة قبل يوم من الحادث بعد رصدهم للتحريض عبر خطبة الجمعة بمسجد الداعية محمد عبدالكريم، واضاف سارعنا بإبلاغ الجهات المختصة لكن المجموعات التي هاجمتنا كانت اعدادها كبيرة واعمارها متفرقة. وتابع لم يتركوا شيئا. قاموا بحرق كافة المباني والادوات واتلاف ملفات الطلاب والمستندات وكسر الخزنة و نهب مابداخلها، بجانب عدد كبير من اجهزة الحاسوب، واشار الي ان الهجوم سبقته محاولة للازالة قبل اسبوعين من قبل السلطات بأمر المعتمد، قبل التراجع من قراره بعد ابرازنا للمستندات التي تثبت ملكيتنا للمكان منذ العام 1918م. لكن الداعية الاسلامي محمد عبدالكريم ،اكد عدم تعرضه لمجمع الكنائس خلال خطبة الجمعة او من قبل، واضاف في حديث ل»الصحافة» مانقل من اتهامات محض كذب، وقال انه لم يتعرض للكنيسة لا في خطبة الجمعة ولا من قبل ،وتابع «حدثنا المصلين عن هجليج والخطبة مسجلة بالكامل»، وبين عبدالكريم ان الامر نزاع بين اللجان الشعبية والكنيسة حول الارض، ونحن لسنا طرفا فيه، وعلي من يدعي ذلك ان يأتينا بالبيان ويثبت الامر. وقال محلل سياسي ل”حريات” “إن النظام الارهابي يرعى الجماعات المتطرفة باشراف شخصي من رئيسه البشير، والذي تربطه علاقات ” ود ” مع زعماء السلفية الحربية والتطرف، مما يؤكد ضلوع النظام في “الفتنة الدينية”، كما ربط المحلل السياسي بين حالات التعبئة العنصرية من قبل النظام وقنواته التلفزيونية وصحفه ضد المسيحيين والسودانيين من ذوي الأصول الجنوبية، وأعتبر ذلك “أمراً يزيد اثارة النفوس و نشر الكراهية، وزرع الفتنة بين الناس. وزاد الهياج بعد أن انسحاب الجيش الجنوبي من هجليج وادعاء البشير بتحقيق انتصار عسكري ليعوض به هزيمته النفسية، والهاء الشعب السوداني عن التحضير للانتفاضة للاطاحة بالنظام.