دانت وزارة الإرشاد السودانية حرق مجمع كنسي بالخرطوم، واعتبرته سلوكاً متطرفاً وظاهرة دخيلة، ووعدت بفتح تحقيق عاجل لمعاقبة الجناة، مؤكدة أنه لم يكن وليد الصدفة. وينعقد اليوم اجتماع بين الوزارة وقساوسة المجمع لماتبعة الأمر. لكن رئيس جماعة دينية بالسودان، أكد أن الحادث لا علاقة له بالطوائف الدينية، وإنما نتيجة لنزاعات بين اللجان الشعبية والكنيسة حول الأرض، مشدداً على أن دولته تحترم جميع الأديان السماوية. وتدافعت، حسب جريدة "الصحافة" الصادرة يوم الإثنين، أعداد غفيرة من المسيحيين، الأحد، وسط إجراءات أمنية مشددة لأداء الصلوت بمجمع كنائس الجريف غرب بعد يوم من حادث التدمير الذي لحق به. وأعلن وكيل وزارة الإرشاد، حامد يوسف، في حديثه للمصلين بالكنيسة عن فتح تحقيق حول محاولة هدم وحرق الكنيسة، لتقديم الجناة والمحرضين للعدالة، لافتاً إلى أن ما حدث لا يعبر عن إنسان السودان. محاسبة الجناة " المجمع الكنسي بمنطقة الجريف غرب تعرض إلى حرق شامل وهدم للمباني والممتلكات، وطالب مجموعة من سكان الحي بإزالة المجمع، وأكد بعضهم أنهم من ملاك أراضي هذا المجمع وطالبوا بحقهم في استرداد تلك الأراضي " وأدان يوسف الحادثة باعتبارها سلوكاً متطرفاً واجتهاد أشخاص "لكنه اجتهاد خاطي وباطل ومردود عليه"، متعهداً بفتح تحقيق عاجل وتقصي الأمر ورفعه للجهات المختصة، مضيفاً أن السلوك لا يمكن السكوت عليه أو المضي خلفه دون محاسبة من يقفون ويحرضون الناس للإقدام عليه. واعتبر أن ما تم لم يكن وليد الصدفة، لكن هناك من يقف خلفه، كاشفاً عن اجتماع مهم سينعقد اليوم يجمع الوزير والقساوسة لمتابعة ملف القضية. وتعرض مجمع كنسي بمنطقة الجريف غرب إلى حرق شامل وهدم للمباني والممتلكات، وطالب مجموعة من سكان الحي بإزالة المجمع، وأكد بعضهم أنهم من ملاك أراضي هذا المجمع وطالبوا بحقهم في استرداد تلك الأراضي. وكشف مدير المجمع، القس يوسف مطر، عن إبلاغهم السلطات بتلقيهم تهديدات بالهجوم من قبل المجموعات المتطرفة قبل يوم من الحادث بعد رصدهم للتحريض عبر خطبة الجمعة بمسجد الداعية محمد عبدالكريم، مضيفاً: "سارعنا بإبلاغ الجهات المختصة لكن المجموعات التي هاجمتنا كانت أعدادها كبيرة وأعمارها متفرقة". خسائر فادحة " الداعية محمد عبدالكريم يرجع الأمر إلى نزاع بين اللجان الشعبية والكنيسة حول الأرض، ويضيف نحن لسنا طرفاً فيه، وعلى من يدعي ذلك أن يأتينا بالبيان ويثبت الأمر " وتابع: "لم يتركوا شيئاً قاموا بحرق المباني والأدوات كافة واتلاف ملفات الطلاب والمستندات وكسر الخزنة ونهب ما بداخلها"، بجانب عدد كبير من أجهزة الحاسوب، موضحاً أن الهجوم سبقته محاولة للإزالة قبل أسبوعين من قبل السلطات بأمر المعتمد، قبل التراجع من قراره بعد إبرازنا للمستندات التي تثبت ملكيتنا للمكان منذ العام 1918م. لكن الداعية الإسلامي محمد عبدالكريم نفى الاتهامات، وأضاف في حديث ل"الصحافة" ما نقل من اتهامات محض كذب، وقال إنه لم يتعرض للكنيسة لا في خطبة الجمعة ولا من قبل، وتابع: "حدثنا المصلين عن هجليج والخطبة مسجلة بالكامل". وأرجع عبدالكريم الأمر إلى نزاع بين اللجان الشعبية والكنيسة حول الأرض، ونحن لسنا طرفاً فيه، وعلى من يدعي ذلك أن يأتينا بالبيان ويثبت الأمر. وشهد مجمع الكنائس بضاحية الجريف غرب، حضوراً واسعاً من مختلف الكيانات والمنظمات المدنية والمواطنين الذين أعلنوا تضامنهم وإدانتهم للحادثة واستعدادهم الكامل لترميم ما دمر، وقامت قوات الشرطة بتطويق المكان بواسطة جنود شرطة العمليات، وهاتف الإمام الصادق المهدي القساوسة وأدان الفعل وطالبهم بضبط النفس وتحمل الأذى. بالمقابل، شنت الجماعات الطائفية في السودان هجوماً على الحادثة، وقال نائب الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار، آدم أحمد يوسف، هجوماً عنيفاً على المجموعات الإسلامية المتطرّفة، ووصفها بالسرطان الذي يدب في جسد الإسلام والبلاد، واعتبر ما حدث جرس إنذار، واعتبر الناطق الرسمي لحزب التحرير، إبراهيم عثمان أبوخليل، الحادث بالمؤشر الخطير، محذراً من أن يقود البلاد إلى فتنة دينية.