استنكر بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، أمس “الغارات الجوية السودانية على جنوب السودان”، داعيا الى إنهاء الأعمال العسكرية فورا. ودعا الرئيس السوداني عمر البشير والجنوب سوداني سيلفا كير إلى وقف الانزلاق إلى مزيد من المواجهة والحرب والعودة إلى الحوار، من جهة أخر أعلن البشير أمس ألا حوار مع دولة الجنوب. وقال ادواردو دل بواي مساعد الامين العام يوم الاثنين 23 ابريل ان “الامين العام يندد بالقصف الجوي على جنوب السودان من قبل القوات المسلحة السودانية ويدعو حكومة السودان لوقف كل الاعمال العدوانية فورا”. وقال ان الامين العام “يؤكد على انه لا يمكن ان يكون هناك حل عسكري للخلافات بين السودان وجنوب السودان ويدعو الرئيس البشير والرئيس كير لوقف انزلاقهما الى المزيد من المواجهة ويحض الطرفين على العودة الى الحوار بشكل عاجل”. وكانت الأنباء الواردة من جنوب السودان قد أفادت بأن مقاتلات حربية سودانية قصفت الاثنين مدينة بانتيو الحدودية كبرى مدن ولاية الوحدة الغنية بالنفط وذلك في الوقت الذي أعلن الجيش السوداني أن قواته قتلت أكثر من ألف جندي جنوبي في معارك هجليج. واعلن البشير الاثنين رفضه التفاوض مع جنوب السودان رغم الضغوطات الدولية خلال احتفاله مع الجيش السوداني الاثنين باستعادة منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها من قوات جنوب السودان، وقال “لا تفاوض معهم، نتفاوض بالبنادق والرصاص”، متجاهلا النداءات الدولية الى التهدئة والحوار. واتهم جنوب السودان في هذه الاثناء الخرطوم بقصف منطقة بنتيو مجددا والقاء قتيلين، لكن الخرطوم نفت ذلك. من جهته اعلن الرئيس عمر البشير رفضه التفاوض مع جنوب السودان رغم الضغوطات الدولية خلال احتفاله مع الجيش السوداني الاثنين باستعادة منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها من قوات جنوب السودان. وقال الرئيس البشير مشيرا الى قادة حكومة جنوب السودان “لا تفاوض مع هؤلاء”، بعدما وصفهم الاسبوع الماضي ب”الحشرات”. وقال “لا تفاوض معهم، نتفاوض بالبنادق والرصاص”، متجاهلا النداءات الدولية الى التهدئة والحوار. واعلنت الخرطوم الجمعة استعادة هجليج بعد ان استولى عليها في العاشر من نيسان/ابريل جيش جنوب السودان الذي اكد من جهته انه انسحب منها الاحد طوعا وتدريجا نزولا عند الضغط الدولي. وبعد عشرة ايام من المعارك وجدت القوات السودانية المنشآت النفطية في حالة يرثى لها. وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين ان “على رئيسي السودان وجنوب السودان ان يتحليا بالشجاعة للتفاوض لان شعبي السودان وجنوب السودان يستحقان السلام”. واضاف اوباما الذي كان حض مساء الجمعة الجانبين على انهاء المعارك “في دارفور وابيي وجنوب كردفان وفي ولاية النيل الازرق، ينبغي ان يتوقف قتل الابرياء”. واعلن قائد القوات السودانية في هجليج كمال معروف امام نحو الفي جندي ان “عدد القتلى بلغ 1200 جندي في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان” قوات التمرد السابقة التي اصبحت تحكم جنوب السودان بعد استقلاله في تموز/يوليو 2011، لكنه لم يعلن حصيلة الخسائر في صفوفه. وافاد تقرير استندت اليه الاممالمتحدة نقلا عن السلطات السودانية ان نحو خمسة الاف من سكان هجليج والقرى المجاورة فروا من المنطقة. وقال حاكم ولاية الوحدة الجنوبية تعبان دينق ان طائرات سودانية شنت الاثنين غارة جديدة على بنتيو عاصمة ولاية الوحدة في جنوب السودان على مسافة ستين كلم جنوب هجليج واطلقت قنابل عدة على جسر استراتيجي وسوق. وقال ان القصف ادى الى مقتل طفلين على الاقل. وافاد مراسل فرانس برس الذي كان في سيارة في المنطقة التي تعرضت للقصف عن سماع انفجارات قوية والى القاء قنابل بالقرب من جسر وسوق. وشاهد المراسل جثة طفل متفحمة وسكان المنطقة المصابين بالذعر وهم يفرون هاربين من السوق الذي اندلعت فيه النار وارتفعت سحب الدخان. ولكن مسؤولا في وزارة الخارجية السودانية نفى القيام باي عملية قصف داخل حدود جنوب السودان. وقال حاكم الوحدة تعبان دينق ان القصف كانت نتيجة الانسحاب من هجليج. واعتبر ماك بول مساعد مدير اجهزة الاستخبارات في جنوب السودان “انه تصعيد خطير وانتهاك لاراضي جنوب السودان (…) انه استفزاز واضح”. وقال وزير الاعلام في جنوب السودان برنبا مريال بنجامين “استجبنا لنداءات الانسحاب (الدولية) من هجليج (…) لكنهم يواصلون القصف” معتبرا ان الخرطوم بصدد تنفيذ وعودها باجتياح جنوب السودان. وسبق ان اغار الطيران السوداني على بنتيو مرتين في نيسان/ابريل، بينما كانت قوات جنوب السودان قد غادرت منطقة هجليج الحدودية المتنازع عليها علما بان المجتمع الدولي يعترف بانها تابعة للسودان. ودانت فرنسا قصف بنتيو، ونبه الوزير الفرنسي المكلف التعاون هنري دون رانكور الاثنين في لوكسمبورغ الى ان الاتحاد الاوروبي قد يفرض عقوبات اذا استمرت حكومتا السودان وجنوب السودان المتنازعتان عدم الوفاء بالتزاماتهما. وفي بيان تبنوه الاثنين، دعا وزراء الخارجية الاوروبيون البلدين الى “وقف هجماتهما المتبادلة على اراضي كل منهما فورا”. واعتبر الوزراء ان “اللجوء الى القوة لن يحل المشكلات التي تتطلب تسوية بين البلدين”، داعين اياهما الى العودة لطاولة التفاوض.