بعد توقيع اتفاقية سلام نيفاشا بين (الحركه الشعبيه) التى تمثل غالبية أهل الجنوب و(المؤتمر الوطنى) الذى لا يمثل أكثر من 10% من أهل الشمال، سلمت الحركه الشعبيه (النظام) عدد من الأسرى، بينما لم يوجد لدى قتلة (المؤتمر الوطنى) أسير واحد جنوبى .. فالتعليمات لكتائبهم ومليشياتهم (الدفاع الشعبى) كانت واضحه (لا نريد اسير أو جريح) يعنى التوجيهات (قش .. أكسح .. صوب .. أقتل) كانت مدوره منذ ذلك الزمن، وكان ذلك السبب فى توجيه ثلاثه تهم لرئيس النظام من قبل المحكمه الجنائيه والمتمثله فى جرائم ضد الأنسانيه وجرائم الحرب ثم جرائم الأباده، خاصة بعد أن دخلت (دارفور) فى أرشيف القتل للأنسان السودانى، ثم بعد كل ذلك يلام أخواننا ودمنا ولحمنا (الجنوبيين) – وأن كره العنصريون – على اختيارهم للأنفصال .. رحم الله (خليل ابراهيم) الذى قال كلمة حق بكل صدق وأمانه ( من حق الجنوبيين أن يختاروا الوحده أو الأنفصال، لكن لو كان ثمن الوحده أن يحكموننا لمدة 100 عام، فلا مانع لدينا من ذلك)، فطعم مرارة الأنفصال وصعوبة تذ وقه لا يشعر بها الا سودانى وطنى صميم لا تشوبه شائبه ولا يشك فى ماضيه ولا يعانى من عقد وأمراض نفسيه. والآن .. وبعد أنسحاب جيش الجنوب من (هجليج) تلبيبة لنداءات المجتمع الدولى، هذا الأنسحاب الذى اغاظهم وأغضبهم مثل دخول (هجليج)، لذلك سارعوا بنفيه وأدعوا أنه كان (تحرير) عنوة و(رجاله) عديل .. وخدعوا الشعب الطيب المسكين الذى يسأل بعض منه، وما هو البديل؟ مع ان الوطن لو كان بلا قائد أو نظام أو مؤسسات، لما تفكك وأنقسم وتشظى كما حدث فى عهد الكذبه الفاسدين الذين يتاجرون بالدين. بعد ذلك الأنسحاب (الشجاع) أستجاب قادة الجنوب فى أدب جم لوساطة مصريه وكرروا تصرفهم الأنسانى وأطلقوا للنظام أسراه، فى وقت كان فيه ( نائب الرئيس) الأول يصدر التعليمات (للكتائب) بقتل كل من يفكر فى توصيل (تمره) للجنوبيين عبر (الحدود) ، فلماذا لم يرفض نظام (البلطجه) تقبل اؤلئك الأسرى ويصر على تحريرهم (عنوة) ورجاله عديل؟ يقال فى الدين الذى لا يعرف (الفاسدين) منه غير القشور (لا امامه لتائب) وقد تأكد المعنى بالنظر لتصرفات وتصريحات نائب رئيس النظام (حاج آدم) الهوجاء ويجب أن يمنع من التصريحات (عائد) لأنه سوف تكون طائشه .. فالرجل كان حتى وقت قريب جدا، متمردا فى نظر النظام ومطلوب للعداله ومطارد نشرت صورته على واجهة صفحات صحف النظام، لذلك كان لابد أن تخرج تصريحاته عرجاء وعوجاء يصبغها النفاق ومحاولة اظهار الأخلاص الزائد عن الحد للنظام الذى صالحه وعاد الى احضانه .. ولذلك لم نستغرب منه هذا العباره ((أي زول نلقاه من الحركة الشعبية في الداخل لن نتعامل معه تعامل مواطن بل اجنبي )). حتى لو كانت (شتره) و(مصرجه) وتعكس الكثير من خواء الذهن وانعدام الوطنيه، فالحركه الشعبيه فكرها يدعو لسودان واحد يسع الجميع ويرد حق كل سودانى مهضوم وفى مقدمتهم المهمشين .. وحاج آدم من قبيلة المهمشين بل فى مقدمتهم حتى لو سكن ناطحات سحاب (كافورى). تاج السر حسين [email protected]