بكري الصائغ.. 1- ***- احوال واوضاع السودانيين بالخارج وخاصة في الدول التي شهدت (الربيع العربي)، اصبحت اسوأ الف مرة بكثير ممن هم بالداخل!!، ***- والغريب في الأمر، ان الصحف المحلية عندنا لاتنشر اطلاقآ اخبارهم (وكيف عايشيين ..وكيف عاملين?!!) في سورية وليبيا ومصر وتونس واليمن?!! 2- ***- في مكالمة طويلة مع احد اقاربي والذي يعيش في ليبيا مع اسرته منذ عام 1975 -اي وبالتحديد-37 عامآ-، راح ويحكي بألم شديد كيف انقلبت اوضاع السودانيين من نعيم الي جحيم لايطاق، وبعد ان كانوا يعيشون في بحبوبة العيش الرغيد والأمن والأمان، قلب لهم الدهر ظهر المحن واذاقهم العذاب الذي يعجز اللسان عن وصفه. واصبح وضع السوداني في ليبيا صعيبآ للغاية في ظل فقدان الدولة للأمن والأنضباط، وكراهية اغلبية الشعب الليبي للأفارقة بصورة خاصة،ولمن كانت سحناتهم سوداء او (غبش)!! 3- - ويقول في مكالمته: **- ( كان عدد السودانيين في ليبيا وحتي عام 2011 وقبل وقوع الأحداث في البلاد يقدر بنحو مليون سوداني، اغلبهم من مناطق دارفور وكردفان والجنوب ويعملون في شتي المجالات الزراعية والصناعية وبالمصانع الكبيرة وحقول استخراج النفط، وأيضآ كانت المستشفيات الحكومية والخاصة تذخر بعشرات الألأف من الأطباء السودانيين والذي اثبتوا جدارة كبيرة في مهنتهم وكانوا محل واعجاب الجميع، بل وان الاطباء البيطرين السودانين كانوا هم المفضلين دومآ بالدولة عن باقي الجنسيات الاخري. ***- ولما تفجرت الأنتفاضة في ليبيا يوم 17 فبرائر 2011 وتصاعدت احداث العنف بشدة، طرحت علينا الفصائل الثورية الليبية سؤالآ يقول:( اين تقفون ياسودانيين ?..معنا ام مع القذافي?)!!….فشرحنا لهم باننا ضيوف في هذا البلد ولانشتغل بالسياسية ولاننضم لتحالفات او مجموعات مسلحة، واننا كاطباء سنقوم بعلاج كل من يحتاج لعلاج وعناية بغض النظر عن من هو يكون مع الثورة او مع القذافي. ***- ولكن هذه الحجة لم تعجب رؤساء لجان الانتفاضة وافادونا صراحة:( من ليس معنا فهو ضدنا حتي وان كان أجنبيآ)، وانصرفوا عنا غاضبيين ونعتونا بالخونة!! ***- وانتصرت الثورة الليبية، وانتهي عصر القذافي وانتهي هو نهاية مرة، وبدأت لجان الثورة في تقييم دور الأجانب في البلاد اثناء الأحداث، وجاء تقييمهم بان السودانيين كان دورهم سلبيآ للغاية واغلبهم وقف موقف المتفرح وبعضهم كان ضد الثورة وحمل السلاح مع جنود القذافي!!، ***- وبدأت عمليات تصفية الحسابات مع السودانيين، وبلغ عدد السودانيين الذين قتلوا اثناء الاحداث وبعدها باكثر من سبعة ألف سوداني، بعضهم مات تحت التعذيب بايدي رجال مخابرات القذافي، او رميآ بالرصاص من قبل فصائل الثورة الليبية، وفرت عشرات الألأف الاسر من البلاد في اتجاه تونس، وبعضآ من هذه الأسر مازالت عالقة بمنطقة (السلوم) علي الحدود المصرية في ظروف بالغة السوء بسبب اغلاق السلطات المصرية الحدود امامهم وعدم السماح لها بالدخول لمصر. 4- ***- بعض الأطباء السودانيين قرروا البقاء بليبيا مهما كانت الأحداث فيها!! 5- ***- انه يقول في كلامه:( يعني نمشي وين ياصايغ بعد العمر ده…وبعضنا قرن للستين سنة وورانا مسئوليات أسر وعوائل?!!). ***- بعض الاطباء تركوا ليبيا و( الجمل بما حمل ) وسافروا لدول الخليج ليبدأوا حياة جديدة من الصفر بعد تركوا كل شئ خلفهم في ليبيا وخرجوا منها تمامآ وكما دخلوها بعد 15 او 20 عامآ من الغربة!!… ***- بعض الأطباء الشباب والذين مازالت الدماء الحارة تسري فيهم، جازفوا بارواحهم وركبوا (قوارب الموت) التي تقل المهاجرين الافارقة بصورة خاصة الي اوروبا، واستطاعوا دخول ايطاليا ولكنهم ومنذ اكثر من تسعة شهور مازالوا بمعسكرات اللأجيين هناك!! ***- بعضآ من هؤلاء الاطباء، استطاعوا ان يجدوا عقودات عمل بانجلترا لانهم اصلآ قد تخرجوا من جامعات برطانية، ورفضوا وقتها العمل والبقاء باوروبا، حتي ويربوا اولادهم في بلد اسلامي والا يترعرعوا في اجواء غير اسلامية، وهاهم الأن وبعد 15 عامآ من الغربة في بلد عربي….يعودون لبلد اوروبي…. وانطبق عليهم المثل المعروف: (وكاننا يازيد لارحنا ولاجينا)!!! 6- ***- يقول صديقي في مكالمته وباستغراب شديد: ( منذ وقوع الاحداث في ليبيا قبل 14 شهرآ وحتي اليوم، ورغم المعانأة الشديدة وسوء معاملة اغلبية الثوار لنا وكراهيتهم لوجودنا ونفورهم من اشكالنا ولوننا، وقلة الرواتب التي نتقاضاها مقارنة برواتبنا قبل الأنفاضة، وايضآ، بالرغم من مئات القصص التي سمعنا عن سودانيات تعرضن للاغتصابات الجماعية، وتشريد سودانيين من اعمالهم رغم العقود الحكومية، وطرد اسر سودانية من منازلهم، فانني ( والكلام لصديقي الطبيب ) لم اسمع في يوم من الأيام وانه هناك طبيبآ يرغب في العودة للسودان، انهم يفضلون ليبيا بالأمها ومرارتها ولا السودان الذي فيه الطبيب راتبه الشهري لايكفيه حتي اليوم العاشر من الشهر…بلدآ يدفع فيه المسئولون الكبار الأطباء دفعآ للهجرة والمغادرة!! 7- ***- ويقول في كلامه:( مما يحزننا نحن السودانييون هنا في ليبيا، ان لااحدآ يهتم بنا او يرعي شئوننا او يستمع لمشاكلنا وما حالة السودانيين ب”السلوم” الا مثالآ علي ذلك… اما عن الصحف المحلية والمحطة الفضائية فهي لاتعرف شيئآ عن احوالنا، والمسئوليين الكبار بالدولة يستقصون اخبارنا من المحطات الفضائية العربية!! 8- ***- يقول صديقي في نهاية كلامه:( مازالت هجرة الاطباء السودانيين من ليبيا تتواصل، وبلغ عدد الذين خرجوا اخيرآ بنحو 6 ألف طبيب بشري، هذا بخلاف خروج اطباء الاسنان، والطب البيطري، ودكاترة المعامل الطبية والمختبرات…واساتذة الجامعات!!!…وقصدوا جهات العالم الأربعة…وكل بقاع المعمورة…الا السودان!! [email protected]