فتح وزير خارجية النظام علي كرتي الينران على خطابات البشير دون أن يذكر الاسم صراحةً لكنه ألقى بانتقادات نادرة لتصريحات القادة السياسيين تجاه جنوب السودان، وقال كرتي أمام برلمان المؤتمر الوطني ” ان مقولات مثل «الناس دي ما بتجي الا بالعصا، وندخل بانتيو وجوبا، » تسري في افريقيا سريان النار في الهشيم وتمثل حرجا دبلوماسيا بالغا للسياسة الخارجية السودانية، بينما اوصى البرلمان، الذي اعلن موافقته المشروطة على قرار مجلس الامن الدولي بشأن السودان والجنوب، بانتهاج سياسة خارجية متوزانة تلبي طموحات السودانيين وضبط تصريحات المسؤولين. وظل البشير يطلق التصريحات غير المسؤولة وهو يرقص على دلوكة الحرب التي يحمس نيرانها خاله العنصري الطيب مصطفى، واتصفت تصريحات البشير بالعنصرية والسطحية مثل وصف رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت بأنه “رئيس الحشرات” في تمهيد عده المراقبون استعداداً لحملة تطهير عرقي مثل تلك التي حصلت في رواندا عقب مسميات مشابهة، كما أعاد البشير بتصريحاته تلك ذكرى العقيد معمر القذافي وهو يصف شعبه “بالجرذان”، ووجدت تصريحات البشير سخريةً من عدد من الكتاب العرب ، فيما أشعرت من هو واعي من السودانيين، بما فيهم مواليين لحزب البشير بالحياء، وشعروا بالعجز في الدفاع عن البشير . وطالب كرتي بضبط تصريحات المسؤولين فيما يتعلق بالعمل الخارجي، مبينا ان ثمة تصريحات تحي من جديد ادعاءات جنوب السودان العنصرية التي سوق لها قبل الانفصال واكد ان التصريحات اليومية التي تقال هنا تفهم خارج اطارها مثل «الناس دي ما بتجي الا بالعصا»، لافتا الى انها تكرس لدى الافارقة بيت الشعر العربي القائل: «لا تشتري العبد الا والعصا معه» وتسري في افريقيا سريان النار في الهشيم،، واشار الى ان الخارجية لم تفشل في التعامل مع الدول الافريقية ولكن استمرار الادعاءات بنفس الوتيرة بعد الانفصال وضعف التمثيل الدبلوماسي، والوجود الفعلي للحركة الشعبية في تلك الدول شكلت عوامل ضد السودان. واكد كرتي ان تمثيل السودان الدبلوماسي في دول وسط وجنوب افريقيا ضعيف جدا اما الدول التي يغيب فيها التمثيل «فحدث ولا حرج» واشتكى من ضعف الميزانية المخصصة للخارجية وقال الضعف يصاحبه تقطيع وتأخير، واكد ان الخارجية فشلت طوال الاربع سنوات الماضية في التوسع خارجيا الا عبر سفارتين فقط، وكشف عجز سفارة السودان في روسيا عن دفع قيمة ايجار مبنى السفارة لمدة عام كامل في حين نجحت دولة مثل بنين في سداد قيمة ايجارها، واضاف «الامثلة دامية ولا بد من البحث عن امكانية لدعم الوزارة». من جانبه، هاجم رئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني غازي صلاح الدين، قرار مجلس الامن ووصفه بالسيئ والمنحاز الا انه شدد على ضرورة التعامل معه لانه غير متعلق بالسودان وحده وانما بطرفين واطراف اخرى، واقترح غازي المعروف بالمخاتلة “الامتثال للقرار ولا ينفع «ان نقول لم اره ولم اسمع به» واشار الى ان تلك الدول ستتعامل معه نظريا. ويقصد غازي بذلك التحايل على قرارات مجلس الأمن والاتفاف حولها، وهو أحد أساليب النظام في التعامل مع القرارات الدولية التي تطلق دون متابعة لتنفيذها من قبل مجلس الأمن الدولي، وتهدف بعض الدوائر الغربية إلى استمرار البشير في الحكم، ودق جرس على رقبته لتنفيذ السياسيات التي تهدف إلى تقسيم السودان، وضمان استمرار البشير في التعاون في ملف الارهاب العالمي. وطالب غازي بمعاملة الخارجية كوزارة من وزارات الامن القومي، وشدد على ضرورة زيادة ميزانيتها وايقاف الاستقطاعات منها، وقال ان القرار 2046 معركة سياسية في المقام الاول ولابد من الاستعداد لها وتحديد هوامش للتفاوض من حيث وقفت نيفاشا، وتطبيق الاتفاقية كاملة غير منقوصة «تشمل الحالة الامنية في النيل الازرق وجنوب كردفان» مشيرا الى ان هذه القضية غير قابلة للمقايضة وينبغي للمفاوضين ان لا يتنازلوا عنها قيد انملة وطالب بسن استراتيجية واضحة للتعامل مع قرار مجلس الامن وتوحيد الرؤى الوطنية حولها. ،