الان فقط يمكننا القول باننا بداءنا نتعافي من سموم السنين وشرعنا جدياً في وضع قطار التغيير علي طريقه الواصل الي وجهته الصحيحة ، وذلك بعد طول إنتظار وسؤ احوال وكبوات النساء والرجال ، وبايدينا فقط لابيد عمرو ، أنا مُتيقن بان في اللحظة التي يخط قلمي فيها كلمات هذا المقال وفي هذه الاثناء هنالك جدال كبير يدور وقضايا كبيرة تطرح وتناقش وبجدية وبعمق معرفي داخل شبكات التواصل الاجتماعي(فيسبوك ) وغيرها وفي مجموعة من الاسافير ، نقاشات هادفة ومبادرات قيمة وبروح جماعية عالية وهائلة وبعقول ماهرة وأيادي تعرف كيف تورد الابل في القرن الواحد والعشرين . أنا منتشي نشوة الممتلي صهباء ، وفِرح فرح الوالدين بقدوم مولودهم البكر الذي طال أمد إنتظارهما له ، مالشئ إلا لحالة الفوران الجماعي الحميد التي بداءت تتشكل وتنتظم مجموعات كبيرة من بنات وأبناء السودان ، شباب قضوا جُل صِباهم يحلمون بواقع افضل وبوطن أجمل وتآبي حكومة السجم الرماد عليهم ذلك ، لا اعرف من القائل : يقضي الشباب العربي عمره في تعلم النطق وتقضي الانظمة العربية عمرها في تعليمه الصمت ، ولا اجد مثلا ينطبق حرفياً علي حال شباب بلادنا اليوم مع هذه العصبة الحاكمة أوضح من ذلك ، ولكن السؤال هل فعلاً نجح المؤتمر الوطني في ذلك ؟ الاجابة اتبرع بها من عندي ومن وأقع الحال للاسف نعم ولكن الي حين !! وها قد أتي الحين . جعل المؤتمر الوطني وكادراته السياسية والعسكرية وألامنية منذ يومهم الاول في الاستيلاء علي السلطة جعلوا همهم الاوحد وقضيتهم الاساسية تكميم الافواه ووضع المتاريس أمام الشباب . فضيقوا عليه الخناق وسنوا لذلك القوانين واللوائح وبداءت حملتهم الشرسة في المطاردة والتخويف والتخوين لكل من يعارض فكرهم المتعفن ، ثم بداء مسلسل تجفيف منابع العلم وتحطيم الجامعات وافرغوها تماماً من كل مايمت للعلوم والمعرفة بصلة و مولئت هتيفة وغوغاء لمساندة مشروعهم الجهادي . فعلوا كل ذلك إنتقاماً من بنات وأبناء السودان لا لذنب جنوه سواء انهم رفضوا الظلم والقهر والذل والهوان كما رفض أبائهم من قبل شرعة الغاب هذه ونهج المستبدين هؤلاء الذين لم يتوانوا لحظة في إستخدام أي سلاح لتركيع هذا الشعب الشامخ حتي (الدين) أفرغوه من معناه وجعلوا لباسه متسخاً فهل من الممكن أن نجد من بين مؤدلجي الدين الوسخين هؤلاء شخصاً يؤبه له ؟ بالطبع لا ومع كل ذلك لم يكفيهم ولم يشبع نهمهم في أكل لحومنا صباح مساء حتي بتنا هياكل عظمية وأجساد واهنة أنهكها البحث عن لقمة العيش فقط أما الكرامة فدفنت وهتك عرضها وفض غشاء بكارتها في ليلأ حالك السواد يوم إنقلابهم المشؤم علي أرادة الشعب وتعطيل مسيرته القاصدة وهي طفلة تحبو أوان ذاك ، إنتهكت كرامتنا كآمة وأصبحوا يكيلون لنا الشتائم ماوسعوا وما أوتؤا من بذي المصطلحات ومن معاجمهم القذرة ويصفوننا تارة بالشحادين وتارة أخري بالجبناء وتارة بالصعاليق إلا انهم هم السارقون وهم النهابون وهم السفهاء ، كيف لايسبوننا وقد تطاولوا في البنيان بمال الشعب وتطاولت السنتهم في شتمه ، والغريب المريب كل ما سكت الشعب وغض الطرف عن ذلك ازدروا وانتفخوا كالقطط في منازلة الاسود ، وامعنوا في إساءته . الان وقد ترهل جهازهم التنفيذي بفعل المكوث الطويل في السلطة ولانه ملئ بالوزراء أنصاف المتعلمين وقليلي الخبرة ،( والمؤلفة قلوبهم ) والضالين الذين صعدتهم السلطة بالولاء بدل الكفاءة وإزدادت نسبة الفساد والمفسدين والمرتشين فيه حتي إنك لاتجد وزارة واحدة أو هيئة او مرفق حكومي لايلوح منه ملف فساد هنا او هناك بما فيها وزارات تهتم بامور الدين ( كالاوقاف واداراتها الحج والعمرة ) . والادهي والمبكي حد الهزيان برلماناً هو في وادي والناس في وادي اخر ، برلمان لايحاسب وزير ولا يسائل غفير ينعق كالبوم في الخرابات يتكلم عن ( الواقي الذكري ) وجوده او عدم وجوده بينما الهيئة القومية للامدادات الطبية تعلن عن نفاد كمية الادوية المنقذة للحياة ونفاد الصفائح الدموية للأطفال لديها بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة والمدمرة للمواطن فقط . إذ ان منسوبي المؤتمر الوطني ووزرائه ودستوريه في مناى عن ذلك كله ( واساساً هم لايتعالجون بالداخل ) . في صحيفة الاحداث العدد:1660 الصادرة بتاريخ: 9-يونيو-2012 العدد:1660 الأخبار استبعد رئيس المجلس الأعلى للأجور سوار الذهب أحمد عيسى مساهمة الإجراءات الاقتصادية الأخيرة والتي أعلنتها الحكومة بشأن رفع الدعم عن المحروقات وقبلها المجلس الوطني بتعويم الجنيه السوداني، في تخفيف حدة الضائقة الأقتصادية في البلاد. وأوضح أن مشكلة الاقتصاد السوداني تحل بتحريك القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعة وبزيادة الإنتاج والإنتاجية بجانب تحفيز الصادرات لزيادة احتياطات الدولة من العملات الأجنبية. وعند سؤال وجه اليه حول زيادة الحد الأدنى للأجور للتخفيف من حدة الأزمة، قال إن عدد العاملين بالخدمة العامة يقدر بثلاثة ملايين شخص حسب التعداد السكاني الأخير؛ وهذا العدد يعتبر قليلا بالنسبة للعدد الكلي للسكان علماً بأن الحد الأدنى للأجور يغطي الآن فقط 14% من تكاليف المعيشة. مضيفاً أن رفع الدعم عن المحروقات سيؤدي إلى مزيد من الاختناقات الاقتصادية والمعاناة التي ستؤثر على الشرائح الضعيفة ). والان ماذا نحن فاعلون ؟ ماذا نحن فاعلون إذا نظام لايابه بحياة مواطنيه ؟ نظام لا يسمع أنين أطفاله الجوعي والمرضي نظام يلف حبل المشنقة علي عنق الجميع إلا نفسه ! يا امنا الحكومة أسئلة أريد إجابة عليها اليوم وليس الغد : لماذا لم يساءل وزير الدفاع عن القصور في وزارته ؟ و لماذا لايعفي ؟ لماذا لا يساءل وزير الصحة عن عدم وجود الادوية المنقذه للحياة والمخدر للعمليات وادوية السرطان علماً بان الاخيرة مسكنات للالم الشديد الذي لايتحمله كهلاً جلد دع عنك طفلة لماذا ؟ لماذا لايحاسب وزير المالية والاقتصاد عن الكارثة الاقتصادية التي حلت بالبلاد وبالعباد ؟ ؟؟ وهذه الازمات التي تمسك بعضها برقاب بعض هل غلبت هؤلاء الشفوت الازكياء وهل حواء السودانية عقرت من ان تنجب غيرهم ؟ أعلم أن العقلاء قنعوا من خيراً فينا فهاموا في قبل الارض الاربعة أغتراباً وهجرة قسرية وتهجيرا !! إستقيلوا من مناصبك ياهؤلاء ……. هذا ومعه الطوفان وليس هذا أو الوفان ! إستقيلوا واتركونا ولا عذر لمن انذر عمرو سلامة ناشط في جمعيات سرية لإسقاط النظام