ناشد اتحاد أساتذة الجامعات السودانية (الرسمي) الجهات المسؤولة بالنظر إلى قضية هجرة الأساتذة الجامعيين بعين الاعتبار والتعامل معها بالجدية المطلوبة التي تمكنهم من التعرف على جذور المشكلة والعمل على وضع أسس مناسبة للحد من هجرة العلماء. وأكد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد أن هجرة الأساتذة تقلل من الكادر التعليمي المؤهل داخل الجامعات السودانية الشيئ الذي يشكل خطورة كبيرة على مسيرة التعليم العالي في السودان، وحذروا من أن “هذه المشكلة ستظل ماثلة ما لم تعمل الجهات المسؤولة على توفيق الأوضاع الاقتصادية”. وقال ناشط سياسي وحقوقي ل (حريات) أن هجرة الأساتذة تشكل نزيفاً خطيراً للعقول السودانية ، يهدد حاضر ومستقبل البلاد ، ولا يمكن إيقاف ذلك بمجرد المناشدات فلابد من النضال ، وأضاف أن ندرة الأساتذة تجعلهم أكثر قدرة على التحرك ، فيمكنهم الضغط والإضراب لأجل زيادة كبيرة وملائمة في المرتبات ، خصوصاً وانه سيكون من الصعب على حكومة المؤتمر الوطني فصل ما تبقى منهم ، كما تجد عدالة قضيتهم الإعتراف من المجتمع ومن الإتحادات النقابية الرسمية نفسها . ودعا الناشط أساتذة الجامعات إلى تشكيل لجان نقابية مستقلة في كل جامعة لقيادة إضرابات لزيادة المرتبات . وكان وزير الدولة للتعليم العالي د. أحمد الطيب إعترف أمام المجلس الوطني 5 يونيو بأن ميزانية التعليم لا تتعدى (2.5)% من جملة المصروفات الحكومية. وقال ان إستمرار ضعف تمويل التعليم يهدد بإنهيار العملية التعليمية ، كما يقف حجر عثرة أمام تقدمها . وأكد ان الجامعات تعاني من الهجرة الجامعية للأساتذة سعياً لتحسين أوضاعهم المعيشية ، وكشف عن مغادرة (180) أستاذاً جامعياً خلال الشهر الحالي إستوعبتهم جامعات سعودية خلال أسبوع واحد . وقال ان أساتذة الجامعات الذين هاجروا بلغت أعدادهم في العام الماضي وحده (625) أستاذاً ، وأضاف ان هذا السيل لن يتوقف إذا لم تتحسن أوضاع الأساتذة بالداخل . وأكد انه رغم إرتفاع تكلفة المعيشة إلا ان مرتب الأستاذ الجامعي ظل دون تعديل منذ العام 2007 !