شول طون ملوال بورجوك [email protected] بتعاقب السنين وعبر عادة توارث الأحفاد ما قد تعلمه أجدادهم فحزقوه عرف صيادو مناطق السدود والمستنقعات التي تنتهي عندها سبل الأسماك إبان سيادة فصل الصيف علي سائر المواسم والفواصل المناخية . استطاع هؤلاء التفريق ما بين الأسماك ،فمرة يسمون قسما ما بالاسماك النبيهة او الذكية وفئة أخري بالغبية وذلك حينما يمارسون صيدهم الصيفي و الموسمي . .يضمون الصف الأخير منها إلي ملة الأغبياء لأنه عندهم وعبر المواسم والسنين توالت ظاهرة واحدة ، شئ مكنهم من الوصول الي اكتشاف واستنتاج علمي مفيد وهو: مثلما يوجد بين البشر مَنْ يمكن وصفهم بأذكياء وأخرين بأغبياء فإنهم –أي الصيادين التقليدين رغم ما يبدو فيهم ظاهريا من تخلف – قد اكتشفوا أيضا أن من بين فرائيسهم “اسماك الرهود” أقسام شتي ما يمكن وصف هذا منها بهذا المستحب المقبول وذلكم بذاك الممقوت المرفوض ..ففي كل موسم صيد لاحظوا أن نفس الفصيلة السمكية التي كانت هي الأكثر الفصائل اصطيادا في الحول المنصرم هي الاَن في هذا الموسم ايضا الأكبر تضررا وفتكا و قتلا..وأما الفصائل الأخري الذكية فكالعادة قد هربت هربا بمجرد ان أدركت ان معياد انحسار ونضوب مياه المستنقعات قد حان ، سبحت عائدة عبر المجاري المائية الصغيرة التي سلكتها جئية اثناء موسم الهجرة الي الرهود ، اسرعت إيابا إلي حيث الماء الوفير وبعيدا عن عيون ومتناول أيادي اعداءها لتنتظر ربما رحلة مرتقبة قادمة جديدة عندما تعود الأبخرة من الاغلفة الجوية من السماء الي سطح الارض وهو فصل الخريف الذي يهدي لنا ما نسميه نحن امطاراَ ما غالبا بقدومه نحنتفي ونفرح لكونه لنا مصدر الرزق والخير الكثير وإن زادت مقاديرها او كمياتها قليلا سميناه سيلا وفيضانا ما يصبح في الاتجاه المضاد مبعث فزع وهلع بيننا في بعض الأحايين… وأما نظرائها سائر الأسماك، فئات اخر التي لا تحسن قراءة تعاقب الفواصل المناخية وهي بلا شك مواسم الحياة والموت لديها ، فإنها لا تقرر الهجرة ذهابا وايابا ، بالطبع، في الموعد المسموح والمطلوب ، ليصبح مصيرها دوما الفناء علي ايدي الصيادين اَدميين أو قد تموت علي نقرات منقاقير بغاث الطير وانياب صغار الوحوش في الأدغال و الغاب!!! ما وجده الصيادون البدائيون من طبائع متأصلة في بعض فصائل السمك في مستنقعاتتنا المتناثرة في كل ارجاء كوكبنا “ارضنا” يمكن اطلاقه بعد المقارنة والتمحيص علي بعض مخلوقات الكون التي البشر بعضها او قل في حديث مختصر دقيق معني ومدلولا “بين اَدميين ساسة، من هم مثل احياء مائية ذوات زعانف وخياشيم”… ولما لا فلو نظرنا الي الوراء الي حيث أتينا قليلا والقينا بعض النظر فقط إلي محيط قطر افريقي واحد وهو السودان ،لو رجعنا الي الخلف بمسافة زمنية مدتها حقبة الحرب الأهلية بين جنوب السودان وحكومة المركز في الخرطوم او بُعيد التوقيع علي معاهدة السلام الشامل قبيل سبع سنوات تقريبا ، حقبة نضال خاضه أبناء جنوب السودان بغية التخلص ممن عرقلوا سير حركة الامة الي الامام !!! زمان فيه اختار بعض ابنائنا ” جنوبيونا “الصيرورة والتحور إلي سمك وفضلوا العيش في جوف المستنقعات ،متخاذلين ، كون تلك الرهود كانت لاتزال ملاَي بالماء العزب والغذاء الوفير طعام يغذي البطون فتنتفخ سمنا وشحما ولكنه للأسف سمن يهين كرامة الانسان ومعدنه ويجرح كبرياء الاوطان كما يرأه مَنْ له حسٌ وطنيٌ وعقلٌ !!!. ظن قومي يومه أنهم سيعيشون هكذا كالحيتان و إلي ابد الدهور في لج محيط عميق القاعة!!! وبما أن الحلم أوالتمني طبيعيا ، بغض النظر عمن حلم وتمني ،شئ قابل أما للتحقق او الفشل لذلك فإن المُتمني دوما يخرج بإحد الشعورين في اخر المطاف وهما لو تجسد المراد فرح ومرح وإن تبدد وهما وسرابا حزن وأُهبِط !!ولو يكون الحال دوما كما وصفناه فإن احلام حيتان الجنوب حينه شرعت تندثر أوتتبخر في عقولهم وافئدتهم منذ أن صادق طرفا الصراع الدموي الطويل علي وثيقة مشاكوس الاطارية والتاريخية في منتصف عام 2002…منذ ذلك الزمان استشعرت الاسماك الذكية التي قد عاشت بين اقرانها عيشة كانت كلها هناء وثراء،ادركت باحاسيسها المرهفة استحالة ديمومة الماء بمستواه المعتاد في تلكم الرهود والحرب قد شارفت علي الإنتهاء ،شعرت أن زعانفها تبدو ثقيلة الحركة أكثر من أي زمان ولي،أدركت أن الوحل والطين والطمي المتراكم من تحت القاعة مجتمعة هي السبب الأوحد الذي أدي ا لي بطء وثقل بذيولها وهذا ان دل فانما يشير الي قرب انحسار الماء ودنو نضوبه ، اصبح إنتهاء الحرب من الامور المؤكدة في قادم الايام وستتبخر كل قطرات الماء في محتواه الكبير وهو مساحة الرهد!!! .ولذا قررت -أقصد الاسماك الاكثر نبوغا (المتفتحة!!)- رحلة الاياب والبحث عن مصادر حياة أكثر امنا واستقرارا..يممت بوجوها الي حيث كانت ينبغي ان تكون منذ ذي بدء ،منذا نشأتهم الاولي كبشر ،مرحلة ما قبل تحورهم الي ذوات الزعانف!!! جاء مبكرا الي هنا(جنوب السودان) لتهتف في اي مناسبة وحتي في مناسبة اللامناسبة “اس .بي .ال.أي وييييييييييي” و”اس .بي.ال .ام ويييييييييي” وبصوت أجمل ورخيم واسرع مما تتصور وأكثر اسبيل اّيياَ من اصوات الاسبيل اَيين انفسهم!!!ولذلك صارت عناويينهم الاَن في قمة النظام الوطني الجديد ” هنروبولس وذير اكسيلنسيس”… واما شقيقاتها الباقيات-أحفاد الاجداد البلهاء- اللائي لم يستشعرن أو لم يتنبؤن بنهاية طيب المقام هناك بالمكان فقد ظللن مسكينات حياري ولا أحد منا يدري الي اين سينتهي بهم المصير .تخيل معي وتصور أن شاشة امدرمان البلورية لاتزال حتي اليوم تعرض بعض وجوه أشخاص اللذين عرفناهم وحفظنا كلامهم واحاديثهم جيدا وصرنا نرددها قبل ان يقولوها حينذاك ،بين هؤلاء شخصٌ واحدٌ يدعي العلم والمعرفة فمنحوه كرسي الاستاذية.ماذا يصنع اساتذتنا هناك مع المؤتمر؟ وأي رسالة يريد دكاترتنا إرسالها لنا من امدرمان؟ أهي دعوة لإرجاع جوبا الي رحم الخرطوم من جديد كما يردده البشير؟ أ عبث أم جد هذا؟أبهؤلاء يتسلي اعلام الخرطوم؟ عماذا؟ . ولولا الخصلة الممقوتة التي يشترك فيها الاسماك وبعض البشر أناس مثل ساستنا ما كان ليحدث ما نراه الان هناك ، ما يقوم بعض الجنوبيين بالتعاون مع سلاطين الشرور أهل المؤتمر، من وصلت اسماء رؤوسهم الي لاهاي، لهو مهزلة حقا اَجل هذه هي البلادة عينها فبئس الغباوة شيمة تثبت كل يوم أنها تتبع صاحبها كظله مهما تعلم فصار عنوانه عالما ومع علمه سيرأه رجل الشارع العادي مَنْ منحه باريه بعض العقل، سيظل يناديه: بروفسور مسكين حيران تعبان دقسان!!! فأهلا تعتقدون معي أن مثل هؤلاء مثل اسماكنا الغبية مخلوقات تتقطع بها السبل في الرهود في موسم الجفاف ومن يدري ربما يوما تعبث بالبروف ومن معه أنامل الصيادين لو أدركوا أخيرا ألا ليس عبرهم سيتحقق ما ينشدون وهو ارغام جوبا علي الرضاعة من ثدية الخرطوم بعد عام من الفطام !!