مواصلة لسلسلة لقاءاتها مع قادة الجبهة الثورية ، اثر ختام اجتماعهم القيادي الثالث 28 مايو إلى 1 يونيو ، أجرت (حريات) حواراً مع الأستاذ التوم هجو أمين التنظيم بالحزب الإتحادي الديمقراطي ، ونائب رئيس الجبهة الثورية ، والذي أكد نجاح إجتماعهم في حسم الكثير من القضايا . وقال هجو ان مأساة ولاية سنار تكمن في واليها (أحمد عباس) الذي يحكم الولاية لأكثر من 10 سنوات وهو مرفوض ليس من جماهير سنار بل من جماهير المؤتمر الوطني أنفسهم ، وقد شكت جماهيرهم لعمر البشير وعلي عثمان ورفضت ترشيحه ولكن المركز يريد سماسرة سياسيين لإدارة الولايات لصالحه من على البعد ولا يوجد سمسار يبيع أي شي مثل أحمد عباس هذا الذي يحتقر الولاية وإنسانها لإرضاء أسياده في المركز. واضاف ( هذا الوالي أتت به الإنتخابات (المخجوجة) ونعلم أغراض المركز من ذلك فهم يريدون سرقة موارد الولاية – فخزان سنار ومشروع سكر سنار وعسلاية هذه المشاريع الكبيرة لا يستفيد منها الآن إنسان الولاية نهائياً. وأذكر عندما طالب الوالي السابق أبوشورة بنصيب أهل الولاية من المركز أبعد في 3 أيام ومنذ ذلك التاريخ لم يتجرأ والي لأخذ حقوق أهل الولاية . وقد تحدثت سابقاً مع قيادات من المؤتمر الوطني وقلت لهم حرام الذي تفعلونه في الولاية وأهلها ، فإذا لم تهتموا بإنسان الولاية إهتموا بجماهيركم هناك … ولكنهم لم يسمعوا واتوا بوالي أفعاله أقبح من شكله. وهذا الوالي أفقر الولاية وأذل أهلها سيدفعهم قريباً جداً للقتال …) . (نص الحوار أدناه ) : تقييمكم لإجتماعات الجبهة الثورية الأخيرة؟ اولاً تكوين الجبهة الثورية في حد ذاته يعتبر إنجازاً ، وان تعقد في هذه الفترة البسيطة إجتماعها الثالث فهذا نجاح كبير. وإذا قارنت تجربة معارضة نميري ومن بعدها التجمع بالجبهة الثورية فأعتقد ونظراً للفترة القصيرة إنها ناجحة. وأهم ما في الإجتماع انه أزال كثيرا من اللبس الذي يروج له النظام ، وتم حسم الكثير من الأمور ، ونحن نسعى بأن تلتحق بها كل مكونات الطيف السياسي السوداني. هل وضعت خطة لتفعيل النشاط ؟ الخطة وضعت… وعمر الجبهة يحسب بالشهور وإجتمعت للمرة الثالثة – وكل الذي نستطيع أن نقوله ان المرحلة القادمة ستركز وبشكل واضح على البرنامجين السياسي والإعلامي. وماذا عن التفاوض ؟ الجبهة أوضحت رأيها بان هناك أهداف ظللنا نقاتل لأجلها منذ قدوم هذا النظام بالإنقلاب وهي تمثل مطالب وحقوق الشعب السوداني كله ونحن نفضل بالضرورة الحل السلمي ، ولكن لدينا تجارب كثيرة مع المؤتمر الوطني والكل يعرف المؤتمر الوطني وعدم التزامه بالعهود والمواثيق ، ومؤكد لن تكون هناك حلول جزئية معه ، وسنتفادى أخطاء الماضي ولن تكون هناك إتفاقات دون ضمانات واضحة . والحلول الجزئية لا تفيد . أنظر الآن فالسودان على مدى 50 عاماً كان يعتمد على الاقليم الأوسط : النيل الأزرق – سنار – الجزيرة – النيل الأبيض ، والآن كل هذه المناطق منهاره من الجزيره للنيل الأبيض من الزراعة الى دمار الرعي في مناطق التمازج. هذه المناطق بدلاً بعد ان كانت تحمل كل إقتصاد السودان أصبحت تستجدي ! النظام يدمر كل البلاد فلماذا يبقى هذا النظام ؟ دمر كل السودان شرقه وشماله وجنوبه وغربه كم انفق في سد مروي ؟ وماهي فائدته الآن ؟ هل تعلم ان عشر المبلغ الذي صرف في سد مروي كان يمكن أن ينهض بمشروع الجزيرة. وخزان الروصيرص الذين يتحدثون عن تعليته ، هذه خطة موجوده منذ الخمسينات فلماذا لم تعطى لها الأولوية بدلاً عن الصرف فيما لا يفيد الناس ؟ ونحن نتساءل على أي أساس وضعت الأولويات وصرفت كل هذه الأموال التي كانت يمكن أن تقيم تعلية خزان الروصيرص وترعتي الرهد وكنانة ومشروع الجزيرة ؟ وقد شهد شاهد من اهلها – صلاح قوش ، فضحهم مؤخراً عندما تحدث عن عدم جدوى سد مروي قبل ان يتم إسكاته . اقول لكم ان أولويات هذا النظام تتحدد بالكومشن (العمولات) ولا شئ غيرها . هناك ضغوط من المجتمع الدولي عبر عنها قرار مجلس الأمن 2046 ؟ قرار مجلس الأمن الحالي بني على الماضي . والواقع الآن تغير وتطور ، فالحركة الشعبية بعد نقض المؤتمر الوطني للإتفاقات والعهود إختارت طريقا آخر ، وهي جزء من الجبهة الثورية وملتزمة بها ، ولن يتم تكرار تجربة التجمع ، وإذا تعامل المجتمع الدولي سابقاً مع التجمع ككتلة واحدة لما حدث ما حدث ، والوسطاء جربوا هذه المسألة من قبل ولم تحل أي إشكالية ، لذا كما قلت لك لن نكرر أخطاء الماضي . وضعنا في إجتماع الجبهة الأخير رؤية واضحة للحل السلمي الشمل ، ليس لدينا الرغبة في مزيد من القتال والدمار ، ولا يوجد من يريد إراقة كل الدماء سوى المؤتمر الوطني الذي يرفع شعاراً بذلك : ( فلترق كل الدماء) ! نحن مع الحل السلمي الشامل الذي يعبر عن موقف كل الشعب السوداني ، اما المؤتمر الوطني فهو يلعب ويتبضع في الوساطات ويبدد موارد الشعب فيما لا طائل منه ، 80 % من الميزانية تذهب لأجهزة الأمن وشراء الذمم السياسية ولوفود الوساطات من نثريات واجتماعات ولجان وخلافه ! كيف تقيم تداعيات هجليج ؟ هجليج أفرزت واقعاً مؤلماً جداً في التاريخ السياسي السوداني . أن يظهر رأس الدولة بهذا الوجه العنصري القبيح ويصف الإنسان الذي كرمه خالقه بالحشرة ويعيد للأذهان أشعار المتنبئ العنصرية (لا تشتري العبد الا والعصا معه)! ، فهذه من أكبر الأشياء التي صدمت هذا الشعب الذي عرف بتسامحه ومقدرته على إحتضان الوافدين من كل الأصقاع ليأتي من بعد آلاف السنوات من يعيده للوراء . اعتقد أن اللغة التي إتبعها قادة النظام ستفتت ماتبقى من السودان وهنا نريد أن نخاطب كل العقلاء في الشعب السوداني وبالذات قيادات الحزب الإتحادي وحزب الأمة وهي أحزاب كانت عنوان لوحدة الشعب السوداني ولها ثقل شرقاً وشمالاً وغرباً وجنوباً وتضم أفراداً من كل الأثنيات والأعراق ، كيف سكتوا على اللغة القبيحة التي قيلت ؟ كان يجب ان يكون لديهم رأي واضح وليس إدانات خجولة ، فهذه مسألة لا تخضع للتاكتيكات السياسية ، ولا يمكن أن يكون رأي وزير خارجية النظام كرتي أقوى من موقف قادة هذه الأحزاب الوطنية العريقة. عمر البشير يتحدث بلغة فجة ونائبه علي عثمان الذي كان يمثل دور الرجل العاقل وبعد أن سكت دهراً نطق كفراً وأعلن (Shoot to kill) يقتل من ؟ هل يعلم من هم سكان هذه الولايات الذين يريد ان يطلق عليهم النار ويقتلهم ؟ هؤلاء أهلنا وعلي عثمان لا يعرفهم ولا يعرف كيف يعيشون ؟ أين علي عثمان من الدين ؟ فالماء والكلأ مشاع لكل الناس… هذا نظام عنصري نازي يحتقر الإنسان وحياته . والمأساة بعد حديث علي عثمان هذا وبعد أسبوعين قبض على أبرياء يحملون (40) شوال بصل تعتبر كل رأس مالهم في التجارة التي يمارسونها جنوباً وشمالاً ؟ أصحاب ال (40) شوال بصل حكمت عليهم محكمة بالإعدام ؟ هذه مسخرة .. ونحن نتساءل اين نتيجة تحقيق الأقطان ؟ وأين لجنة تحقيق فضيحة سكر النيل الأبيض ؟ وقد تحدثوا عن فترة شهر لحسم الموضوع ؟ نحن نعلم بأن هذه اللجان كلجنة تحقيق بورتسودان وسوق المواسير ومعسكر العيلفون والمناصير وو…الخ فأين نتائج هذه اللجان ؟ يحاكمون أبرياء بالإعدام في (40) شوال بصل غير مسروقة ؟ بينما يترك من يسرق الوطن بكامله ؟! وأين نتائج التحقيق مع ال (75) من التجار الذين أفلسوا بالبنوك ؟ محاكمهم تحاكم الأبرياء في البصل وتترك لصوص النظام الكبار .. حقاً إذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد وإذا سرق الشريف تركوه ! قريباً جداً سيأتي يوم القصاص منهم وما محاكمة مبارك الا تذكرة والله يمهل ولا يهمل . وكل هذه الوقائع تؤكد لنا بأن أي وسيلة لتخليص الشعب السوداني من هذه العصابة الحاكمة أصبحت مشروعه تماماً. بإعتبارك من أبناء منطقة سنار حدثنا عن مشاكل المنطقة… ماذا يحدث فيها ؟ سنار موطن أول دولة إسلامية في السودان وقامت على قيم التعدد والتسامح الذي يمثله الإسلام المتسامح المتمثل بالصوفية . وفي طبقات ود ضيف الله مذكور أن أول طريقة صوفية دخلت الى السودان هي الطريقة القادرية بقيادة الشيخ تاج الدين البهاري الموفد من الشيخ عبد القادر الجيلاني… وواحد من الخمسة الذين أدخلوا الطريقة القادرية هو الشيخ بانقا أب يعقوب من أحفاد عمارة دنقس… هذا هو أساس سنار بتمازجها وبتكوينها السمح ومثلت سنار التمازج في أزهى صوره . وهي من اكثر المناطق التي تضررت من هذا النظام الذي أتى لضرب هذه البنية المتماسكة والمتسامحة. وتكمن المأساة الحقيقية في هذا الوالي (أحمد عباس) الذي يحكم الولاية لأكثر من 10 سنوات وهو مرفوض ليس من جماهير سنار بل من جماهير المؤتمر الوطني أنفسهم ، وقد شكت جماهيرهم لعمر البشير وعلي عثمان ورفضت ترشيحه ولكن المركز يريد سماسرة سياسيين لإدارة الولايات لصالح المركز من على البعد ولا يوجد سمسار يبيع أي شي مثل أحمد عباس هذا الذي يحتقر الولاية وإنسانها لإرضاء أسياده في المركز. قبل الإنتخابات جمعت توقيعات لأكثر من 90% من أعضاء مجلس تشريعي الولاية وهم من المؤتمر الوطني ومعنا هذه التوقيعات والوثيقة التي تتحدث عن فساد هذا الوالي وعدم أهليته ولكن المركز بدلاً من التحقيق في الأمر أبعد كل القيادات التي ناهضت هذا الوالي وعلى رأسهم رئيس المجلس التشريعي الذي أبعد من الولاية تماماً وغيره من القيادات ، هذا هو الوالي والذي بدون دعم المركز يساوي صفرا . هذا الوالي أتت به الإنتخابات (المخجوجة) ونعلم أغراض المركز من ذلك فهم يريدون سرقة موارد الولاية – فخزان سنار ومشروع سكر سنار وعسلاية هذه المشاريع الكبيرة لا يستفيد منها الآن إنسان الولاية نهائياً. وأذكر عندما طالب الوالي السابق أبوشورة بنصيب أهل الولاية من المركز أبعد في 3 أيام ومنذ ذلك التاريخ لم يتجرأ والي لأخذ حقوق أهل الولاية . وقد تحدثت سابقاً مع قيادات من المؤتمر الوطني وقلت لهم حرام الذي تفعلونه في الولاية وأهلها ، فإذا لم تهتموا بإنسان الولاية إهتموا بجماهيركم هناك .. ولكنهم لم يسمعوا واتوا بوالي أفعاله أقبح من شكله. وهذا الوالي الذي أفقر الولاية وأذل أهلها سيدفعهم قريباً جداً للقتال ، فسنار التي تقع على ضفاف النيل تعطش ، وإضافة إلى جرائم الفساد والتدمير والتزوير يأتي الوالي أيضاً لتدمير ماتبقى من النسيج الإجتماعي فيها ويتحدث عن قبيلة الفلاتة بتلك اللهجة العنصرية القبيحة. وينسى هذا الوالي أن أكبر مشايخ سنار هم من أبناء هذه القبيلة – ولا يوجد شخص في ولاية سنار لم يتلقى تعليمه على يد واحد من أبناء هذه القبيلة وهم معروفون بتقواهم ونبلهم وتسامحهم وكريم أخلاقهم وعلمهم وتشهد لهم القباب ودور العلم . ونقول لأهلنا في ولاية سنار بشكل عام ولأهلنا الفلاتة بشكل خاص بأن هذا الوالي إبتلى به الله أهل سنار كما إبتلى أهل السودان بعمر البشير وما قيل لن يزيد أهل سنار الا مزيداً من التقدير والإحترام لأبناء الفلاتة . وهذا يؤكد ما كنا نقوله لأهل الولاية بان هؤلاء الناس مجرمون بلا عهد ولا دين وأخلاق .. أبسط الأشياء التي كان يجب أن يراعيها هذا الوالي الذي يتمسح نظامه بالاسلام هو أن يبتعد عن هذه اللغة العنصرية القبيحة فالله سبحانه وتعالى لا ينظر الينا كعرب وعجم بل بالتقوى وأنا أشهد ان أبناء قبائل الفلاتة أتقى منه ، ولكن من سخرية الأقدار أن تحكم سنار بوالي قبيح خلقة وأخلاقاً.