[email protected] الخرطوم نزرع القرنفل وندرب الدايات) ** ومن لطائف الأهل بالديار النوبية، أن أحدهم قصد بيت الله العتيق حاجاً ، ثم وقف في مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام مبتهلاً بصوت حنين : ( يا الله اكرمني بمليون ريال، يا رب ادينى مليون ريال ، يا رحمن ارحمني بمليون ريال)، وقبل أن يسترسل في السؤال، تفاجأ ببنغالي يقف بجواره مبتهلاً بصوت جهير : ( يا الله اكرمنى بمية ريال ، يا رحمن ارحمني بمية ريال)..انزعج بلدياتنا من الصوت الجهير، فاخرج مأئة ريالاً من محفظته وناولها البنغالي ليغادر المكان، ثم عاد وواصل رافعاً يديه الى السماء: ( خلاص أنا مشيت ليك بتاع المية ريال داك، يلا ركز معاي في المليون ريال)..وفعل ذلك بمظان الجهر بقضيته الكبرى (مليون جنيه)، بدلا عن تلك الفارغة ( مية جنيه).. ولأن الواقع يلزمنا بعدم رفع الصوت بالقضايا الكبرى، سوف نملأ المكان بالقضايا الفارغة، وذلك لحين إشعار آخر..فالكتابة عن حدث الساعة ليست مرهقة، ولكن الرهق هو أن تكتب كمن يمشي على الشوك، ليجد المكتوب طريقاً الى النشر..!! ** على كل حال، فلنقرأ ما يلي نصاً : ( نلتزم بتوزيع السكر للمواطنين قبل رمضان بالسعر القديم، ولن نسمح للجان الشعبية بالمتاجرة فيه)، هكذا يتحدث والي الخرطوم مخاطباً رد فعل شوارع الخرطوم..حسناً، فلنسأل بعد الثناء والشكر، وبعد التهليل والتكبير أيضا : إن كان توزيع السكر بالسعر القديم مقدوراً عليه إقتصادياً، فلماذا الإعلان عن قرار السعر الجديد ثم تنفيذه في المتاجر قبل أن يجف حبر القرار في دهاليز السلطة ؟..هذا شئ، والشئ الآخر: ماذا يعني الوالي بعدم السماح للجان الشعبية بالمتاجرة في السكر؟.. وهل كان هذا الأمر القبيح مسموحاً به قبل التحذير بعدم السماح؟..وهل كانت اللجان الشعبية – خليفة الحكومة في الأحياء والقرى – من الجهات التي كانت تتاجر في سكر الناس، أو كما يوحي تحذير الوالي ؟.. وإن كانت كذلك – أي إن كانت اللجان الشعبية جزء من مافيا السكر – فهل عدم السماح لها بعدم التمادي في هذه الجريمة يكفى عقاباً، أم أن في الأمر (فقه السترة)؟..وإن لم تكن كذلك – أي إن كانت تلك اللجان نقية و بريئة من تهمة المتاجرة بسكر الناس – فلماذا يشين الوالي سمعتها بهذا الوعيد ؟..ثم السؤال المهم جدا : هل الأزمة التي تمر بها – على سبيل المثال لا الحصر – عاصمة البلد ( أزمة سكر بس ؟)..إن كانت تلك فقط هي الأزمة في مخيلة الوالي وكل الولاة ،( ما حسبتوها صاح)..فالشعب ليس نملاً بحيث يخرج غاضباً وباحثاً عن ( السكر بس )..!! ** وعلى نسق ذاك الجار، نقراً ما يلي أيضاً : ( جئنا بخبراء لمكافحة مرض أصاب جوز الهند، وكذلك لدينا مشروع ناجح في تربية أسماك البلطي ليستفيد منه طلاب جزر القمر، وجئنا بأطباء ليعالجوا مئات المرضى مجاناً، وسوف نفتح معهداً للتدريب المهني لشباب جزر القمر، وسوف نجلب مستثمرين للاستثمار في زراعة القرنفل، والآن ندرب معلمين قمريين على اللغة الفرنسية بالخرطوم، وكذلك ندرب قابلات قمريات في مجال الولادة والتمريض بالخرطوم، ونقف مع الحكومة القمرية في تهيئة البنية التحتية لجزر القمر)، أوهكذا يتحدث هاشم عبد المنطلب – المنسق العام لولاية الخرطوم بجزر القمر لآخر لحظة – مباهياً بإنجازات ومشاريع ولاية الخرطوم بجزر القمر..بهذه البشريات، تثبت ولاية الخرطوم بأنها – ماشاء الله وتبارك الله – ولاية ثرية وواعية بحيث تقف مع تلك تلك الحكومة في خندق واحد من أجل بناء البنية التحتية للدولة القمرية، وتكافح للشعب القمري مرض جوز الهند، وتربي لهم أسماك البلطي، وتجلب لهم المستثمرين ليستثمروا في القرنفل ، و(كمان بتدرب ليهم الدايات).. فالتحيات الطيبات لحكومة الخرطوم على هذه المشاريع وغيرها بجزر القمر، ونطالبها بالمزيد حتى تتصدر جزر القمر قائمة الدول العظمى، وننصح بالتركيز على (زراعة القرنفل وتدريب الدايات)، وخاصة أن معطيات إستياء الخرطوم الحالي تشير بأن السبب هو عدم زراعة القرنفل وتجاهل أمر تدريب القابلات.. نعم، لقد أثبتت التجربة الدينماركية بأن قرنفل مضاد لثورة الشوارع، وكذلك تدريب الدايات بكثافة يمنع المطالبة باسقاط الحكومات.. ولكي لايحدث بجزر القمر ما يحدث بالخرطوم حالياً ، نقترح لحكومة الخضر إرسال قوافله تحت شعار ينادي فيه ذاك المنسق بصوت جهير نزرع القرنفل وندرب الدايات)..!!