عروة الصادق [email protected] كما عهدناه مخيبا للآمال ومبطلا لصاح الأعمال أطل علينا رئيس بلادنا الملاحق دوليا عمر حسن البشير الذي ما أن تباغته حصائد فعاله حتى يدخل في حالة لا يعلمها إلا الله وبعض الذين يقفون خلفه، فالرئيس الملاحق أقدم على فعل شاذ يوم أن سطى على سلطة شرعية منتخبة من أبناء الشعب السوداني زج فيه أهل الحق في السجون وألهب ظهورهم بالسياط وشنف آذانهم ببذيء الأقوال وقبيح الألفاظ وحكم عليهم قضاؤه المزيف بالإعدام. الرئيس الملاحق شاذ الأفق نسي أنه أشذ الرؤساء في العالم، فقد مارس الكذب نهارا جهارا، ولم يصدقنا القول، بل صار يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله أكذب الرؤساء، فقد خدعنا بالإنقاذ، وأوصلنا لما نحن فيه فالسلام والأمن الذي وعدنا به نراه اليوم مئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين واللاجئين، بل نراه ترويعا وتشريدا واغتصابا داخل العاصمة القومية بل داخل القصر الجمهوري، ومستشفى الأمل الوطني. من حالات شذوذه أنه أدى القسم أمام الناس أجمعين بأنه سيعمل على وحدة البلاد ويحافظ على سيادتها، وهاهو لم يورثنا إلا الوبال والخبال والاحتلال، فكل شبر من وطننا موطوء بقدم أجنبية، مع ذلك ينعت شعبه بشذذ الآفاق ولم يع أن هذا المنهج انتهجه من قبله فرعون مصر وقوم عاد وقوم تبع وأصحاب الأيكة وإخوان لوط، بل حتى الذي أخرجوا محمدا صلى الله عليه وسلم من مكة، قال به هتلر فانكسر، ومعمر فاندثر، وبن على ففر، وحسني مبارك وغيره من طغاه العالم. شذذ الآفاق حولك يا سيادة الرئيس، قتلونا وصلبونا وجوعونا وعرونا واغتصبونا وهتكوا أعراضنا، حرقوا زرعنا وجففوا ضرعنا،وبذروا الشقاق والنفاق بننا حتى صارت القبلية والجهوية المقيتة ميزة يمتاز بها أهل الجاهلية في بلادي من خؤلتكم، ففصلت البلاد وأنتم تجالسون وتحابون شذذ الآفاق. شذذ الآفاق وزراء لا يدرون من أين تؤتى البلاد وتضرب مصانعها وشركاتها وسياراتها، وتهدم فيها عماراتها فقط تجدهم حولك يضاحكونك فاغري الأفواه. الشذوذ سمعنا به في السودان قبل أكثر من مائة عام ونيف فأبطله وقام لأجله مهدي الأنام عليه السلام، ولكن في عهدك الشذذ يتكاثرون ويتزاوجون لأن الأحكام ليست رادعة وسلطتكم ليست سامعة، ولعلمك هؤلاء لا يتظاهرون معنا لأجل لقمة العيش فكلهم من أبناء الحظوة. يا هذا لا تقل كلمة لا تلق لها بلا فتوردك مورد معمر المدمر وصالح الطالح وبشار الجزار وزين الهاربين، كان لقاؤك لها حتما مقضيا بنص القرآن: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). أم أن رئيسنا من الذين لا يتدبرون القرآن وأن على قلوب من معه من شذذ الأفاق أقفالها. أنا لست من الذين يصمدون كثيرا في وجه الظلم بالصبر، فدائما ما أجنح للجهر بالسوء من القول لأني أراكم وزعتم الظلم بين الناس بالعدل ولم تنتقصوا بيتا إلا ووزعتم له الظلم بالصاع والقيراط والقنطار.. فشكرا لكم لظلمنا جزيلا، والله لن يقيمكم فينا طويلا يا شذذ الآفاق والأخلاق.