انطلقت ثورة المطحونين دون سابق انذار واربك حسابات الطاغية وحواريه ما افقدهم التوازن فى المنطق واختيار المفردات اللائقة فى وصف احتجاجات الشعب ، وبما ان الدكتاتوريين لا يذاكرون كتب التاريخ جيدا بل دائما يكتفون بفهرس الصفحة الاولى من كتابهم الاسود لذلك مضى البشير فى ذاك الطريق الذي سلكه اسلافه الذين اسقطتهم ثورات الربيع العربي في دول الجوار رغم استخفافهم بالهتافات الشبابية و التى سرعان ما تحولت لموجة رياح ثورية عاتية خلعت عروشهم ، ولم تفلح البلاطجة فى حماية نظام صالح اليمني ولا امبراطورية الامن المركزي فى اسكات خناجر الفراعنة ولا كتائب الساعدي فى انقاذ والده العقيد ، وهاهو المشير المحاصر يهدد الشباب بحفنة من المجاهدين الهاربيين من سكة كاودا بعد فشلهم فى اتمام مهمة صلاة امير المؤمنين فى عقر دار الجيش الشعبي حتى انتهى اجل عقد جوال السكر وجركن الزيت المبرم بينهم وبين النظام . وياليت اكتفى الجنرال المطلوب بهذا القدر من التهديد بل انه اخترع الينا وصفا شاذا من قاموسه الخاص مما كلف الباحثين عن مفردات اللغة اياما لايجاد معنى لها لانها كلمتان قل ما يتداول بين البشر حيث انه دمغ السودانيين بالغرباء فى وطنهم وهذا مكافاة للذين حتى بالامس القريب يهتفون بسير سير بابشير وقد سار بهم الي مدرسة اصدقائه المخلوعين بارادة شعوبهم الثائرة بعد تسجيل براءة اختراع ( الشذوفيقية ) وحقوق الملكية الفكرية محفوظة الان باسمه من دون منازع ، ولذا ليس امام الثورة السودانية سبيل سوء بلوغ مبتغاها واسقاط هذا المسخ الذي شوه كل شي جميل فى هذا الوطن الجريح والا سنكون اضوحكة العالم فى الانبطاح وابتلاع الاهانات والشتائم وما من شعبا تم الاستخقار به بهذا الشكل الفج الا وتمكن من بلوغ غاياته النبيلة والتحرر من قبضة المجرمين وتقديمهم لمحكمة التاريخ . [email protected] عوض امبيا / القاهرة /