ندخل فى العام الرابع والعشرين لإنقلاب الإنقاذ المشئوم ونحن نرفع رؤوسنا شامخات نتوق للحرية والكرامة والعزة بعدما كنا جلوس ويدخل علينا كل باب عام ونحن نقول حنطة. فقد طفح كيل الفساد وبلغ سيل الفشل زبى العظام النخرة فحضر ماء الثورة فبطل التيمم بالإصلاح. فقد حكمونا الطغاة فى دولتهم الدينية أو الرسالية التى أقاموها بإسم دلع خداع إسمه الإنقاذ. هم من يسمون أنفسهم إسلاميون لا غيرهم ليلصقوا ما يفعلون بإسم الإسلام لإستقطاب وإستدرار عطف البسطاء أو تفزيع وإرهاب الأنداد. ويقولون نحن انشققنا. ولكن تجد منهم من يتماهى فى محاولة أن يشد ويركب على قطار الثورة المنطلق. فهؤلاء يصبون جام فكرهم وتنحصر كتاباتهم فى هدفين:- * فصل الإنقاذ وممارساتها عن الحركة الإسلامية. محاولين إخراج حركتهم الإسلامية كالشعرة من العجين من ما فعلتها خلال حكمها 23 عاما وعملها السياسى عموما. ولكن المشكلة أن الحركة الإسلامية هى العجين وليست الإنقاذ. فالإنقاذ هى شعرتهم التى وقعت فى عجينهم. * التفكير فى كيفية ترميم أو ترقيع أوتجميل الحركة الإسلامية أو الإسلاميين بعد الوجه القبيح الذى أسفروا عنه. ولايفكرون فى مصلحة الوطن أو الشعب بتاتا. فهاهم يرفعون قبعاتهم لتحية رصفائهم فى مصر الذين فازوا فى إنتخابات نزيهة ولكنها لم تكن متساوية. فهم قد ركبوا ثورة 25 يناير المصرية بطريقة خبيثة تنم عن الطغيان والمكر الفرعونى. فهم يقولون لولا الإسلاميون لما نجحت ثورة مصر فى إشارة خبيثة لضرورة وجودهم. ألم يسمع هؤلاء المرشد محمد بديع حينما سأل عن مشاركتهم يوم 25 يناير قال: إنهم لم يامروا احد بان ينزل الى الميدان ولم يجبروا احد على النزول. تاملوا إلى هذا التمويه وتمييع الكلام. ومهما كان دورهم فى إنجاح ثورة مصر فما أتوا به بعدها يؤكد إستراتيجية الجشع. فبحزب دينى معناها الإنطلاق من خط متقدم في سباق السياسة والجري فى مضمار اللعب بالمشاعر الدينية الذي يعشقه الجمهور فكانت النتيجة الفوز المؤكد. وعلي كل فهم ركبوا الثورة وجاءوا لنظام ديمقراطي كفيل بالمحاسبة والشفافية ولا أحد منهم فوق القانون أو مرسل من عند الله سبحانه ليحكم بإسمه، بل سيكونون بشر يحاسبون على أخطائهم وإخفاقاتهم وفسادهم وفشلهم. وفى حد ذاته هذا نجاح وذلك بأن لن يسمح لطغيانهم السافر وتكميم الأفواه فى ظل الديمقراطية التى قالوا من قبل إننا نؤمن بها ولكن بتحفظ. ثورتنا هذه يا هؤلاء للوطن الذي مزق والإنسان السوداني الذى ذل و إتهان و ميز وفرق بالدين والعرق. وحتى فى الدين نفسه فرق بين هذا معنا لأنه إسلامي وذاك مسلم فقط. ثورة للمجتمع الذى تهتك نسيجه الإجتماعى بالقبلية والجهوية والعنصرية. فقد آن آوان إزالة حوائط الندالة والخساسة والقذارة والنتانة. ثورتنا لن تقصى أحد ولكن لن تسمح بترويج انها لن تنجح بغير الإسلاميين. ومن هم الإسلاميين أساسا. ألم يكونوا يحكمون طول هذه السنوات الخراف العجاف التى أوصلتنا إلى الدرك الأسفل من الأمم ونلنا المركز الثاث بجدارة فى أفشل دول العالم. ولن نريد الخوض فى ما فندناه من قبل فى مقالات للإسلاميين فقط (1-3). ولكن نذكركم بأن النصر من عند الله وليس من عندكم. ألم تقرأوا ((ولينصرن الله من ينصره)) [الحج: 40]. فأستفيقوا من وهمكم أيها الإسلاميون كفاكم. وكما قلناها لكم من قبل: أيها الإسلاميون الراقدون فوق المسلمين أفيقوا … فكفى طغيانا وتكبرا وتجبرا وتحكما وإقصاءا وإستعلاءا على المسلمين. أفيقوا لكى ينهض المسلمون. بل سينهض كل خلق الله من دون تسلط ولا سيطرة. وإن أستخدمتم أساليب الخداع واللولوة فى ثورتنا هذه فسيكونان حتما كيد خاسر ومكر بائر مردود عليكم. وبإذن الله بعد نجاح اإنتفاضة فستكون الثورة مستمرة لأنها ثورة ضد التعجرف والتكبر والجهل والتخلف والعنصرية. ثورة بنى السودان لبناء الاوطان بكل الأطياف والأديان والأعراق والألوان والسحنات. ثورة لتحرير العقول من طغاة الفكر. فلا نقصي أحد ولا نطغى على أحد فسفينة الإنقاذ المشئومة من خلفكم جاثية من الفساد و الفشل ومن أمامكم بحر الديمقراطية الكفيلة بكشف المستور ووضعكم فى علبكم مع بقية خلق الله سواسية تحاسبون وتاخذون على رؤوسكم كلما أخطأتم. فشاركوا بحرق سفنكم وأعلنوا فشلكم وفشل فكركم الهش الذى جرب بالبيان بالعمل على أناس حليمي الأفق. فهذه ليست مشكلتنا إذا أفتكرتم أن التطبيق كان مختلفا وانحرف عن منهجكم. فالحقيقة الماثلة توضح السقوط المريع والخواء العقلى لهشاشة فكركم. على الاقل هذا الفساد الذي إستشرى يدلل على عدم الإيمان بالمبدأ وفساد الفكر. فأستحوا لأنكم قد أخذتم فرصتكم غصبا. لم اعرف إثنين ثابا إلى رشدهما وتابا توبة نصوحة تجب ما قبلها بل وتقلب سيئاتهم حسنات غير الأستاذ خالد أبو أحمد والأخت مزاهر نجم الدين. فهم يكشفون الزيف والخداع والإفتراء على الدين والتجنى على الوطن من قبل هؤلاء الشرذمة القليلة والتى ستتفرق عندما تسمع الصيحة بالحق. ثورتنا ثورة لوضع الإيد على الإيد وثورة الجميع ولكن لا مجال للطواغيت فيها الذين يمارسون الركوب فى ظهر إخوانهم من البشر ويعلون أصواتهم لتكون الوحيدة وتسمع فيتشتت الناس شعوبا وقبائل ليتنافروا ويتناحروا. والثورة مستمرة ولا مجال لهم لأنهم لا يعدو من كونهم متخاذلين ومثبطين ومبطئين يريدون تكرار ما جرب. فإن تولوا بعد هذا فذروهم حتى يلاقوا يومهم الذى فيه يصعقون.