استيلا دي جارتي (حيتة بي حيتة) أصلاً كنا ساكنين في حوش زي أغلب المهمشين في الخرطوم.. وعندما سكنا (أجراس الحرية) قاموا الجماعة لمونا نحن أنا دا واستيلا دي وأبكر آدم اسماعيل داك الاتنين دكاترة شوفتوا حظي كيف كنا ساكنين في الجرس الأخير ده، بعد شويتين أبكر آدم اسماعيل إنتفض وقال شغل المركز والهامش ده أنا ما دايرو.. ليه ناس هيئة التحرير يختو تلاتة في عمود عفواً في بيت, ليه علشان مهمشين المهم رحل وفات وخلى لينا البيت قصدي العمود مع استيلا دي.. قومي إنتي كمان.. ما جنوبية التمرد ده جاري في عروقهم.. أبت وقالت سبب واحد يقعدي هنا مافي قالت دايرة تكون نفسها وبعدين هي دايرة تعمل ليها صبيان يحموها من البلد دي الما معروفة دي.. وقالت دايرة تسكن براها وعملتها كلهم.. السكن المتفرد.. عفواً العمود المنفرد.. والصبيان.. وعجبني الزره وقت ما تكتب..زمان كنت بقوم بالخدمة ليها ولأبكر آدم اسماعيل لكن وقت أي زول فرز عيشته.. بقى أي زول ياكل أو تاكله نارو.. الزولة دي باركت ليها بالتلفون كم مرة بس ما رفعنا رجلنا ومشينا ليها.. طبعاً هي ما حتقول حاجة.. لكن داير أوضح ليها حاجة برضو.. ليه “نحن” حلوة نحن دي.. ليه ما جينا ليها؟؟ طبعاً المشكلة وأس المشاكل في السودان انو الناس ما بتعرف عادات وتقاليد بعض علشان ما ندخل في حتة ضيقة مع جارتي استيلا والجارات التانيات العاملوها واللسة ما عاملوها.. اسمحوا لي أوضح رأي عاداتي وتقاليدي.. فالثقافة التي أتيت (دينكا ابيلانق) عند ولادة المرأة توجد ضوابط صارمة لزيارتها.. أي والله دي ما مكنة.. هناك أناس ممنوعين تب لزيارة النفساء على الإطلاق وهم الذين يصنفون في خانة السحارين.. وما يشوف الجنى كلو كلو.. وما يسلم على النفساء يد بيد.. ده رجال ونسوان.. كما هناك أناس البيكونوا عيانين.. لحدي ما تبقى كويس / حتن يكون مسموح ليك بالزيارة والشباب والشابات ما مسموح ليهم بالزيارة إلا بعد مدة محددة. كذا المرضعات غير محبب زيارته ولكن اذا فعلن.. فهناك طقوس لازم تعملها قبل الدخول على النفساء وكمان عند الخروج. مثلاً تتجرد من الحذاء وكده وكمان تأخذ رماد أبيض وتعمل علامة صليب على صدر النفساء وفي جبين المولود.. مع أدعية طبعاً بحفظه لها.. وصونه لها.. والنفساء لا تخرج طبعاً من البيت إلا اليوم السابع عندما تخرج الطفل لأول مرة ويشمم أرض أجداده لأخذ البركة وكذا يتم غسله في النيل.. مع بعض الطقوس والأدعية… الخ. المهم في الموضوع ده كله لو استيلا سألت يلا أنت ماجيت مالك.. سوف أقول بكل تأكيد أنا ما سحار ولكن أنا عيان بالسياسة وأنتي عارفة أنو دا مرض عضال.. عاداتنا كما أسلفتا لا يسمح للمرضى بزيارة النفساء.. وحيات الجيرة ده السبب.. يعني مافي كعوبية ولا حاجة.. أنا المرة الفاتت في بكريتك أنا ماجيت مع المدام لكن بعدما الجنى كان بحبا ويقيف بالسرير.. فتوقعي برضو جية زي دي علشان والله عاداتنا وتقاليدنا بتمنع انو نزور النفساء بالكاتوقري .. ياخي نسيت أقول ليك ألف حمد الله على السلامة.. بس والله انتي طلعتي ما محظوظة خالص.. وحبوبتك بتكون يا استيلا ما راضية عنك.. تكون قلتي ليها حاجة كده ولا كده حتى في قصصك ديك!! لأنو حكاية الصبيان وطبعاً عادل مبسوطة بالحركة دي.. ما بتفيدك الاولاد يا استيلا غير العطالة ما عندها حاجة بعدما تخسري دم قلبك.. نهايتهم حيكونوا تحت عمود النور مع أولاد الجيران اليوم كله.. طبعاً وانتي حتكوني قاعدة كل يوم في الغسيل والطبيخ.. و… و… والمهم معليش الجايات أكتر من الجو.. وبطلي تمنياتك دي واشتغلي عكسها.. علشان كل مرة قاعدة تتمني بت.. تجي ولد.. اعكس الحكاية بقى. أجمل تعليق سمعته أمس من بنات (أجراس الحرية) ونسوانها.. عندما شافوا صورتك قالوا وووب علينا… استيلا جات ونحن ما جيناها.. وواحدات منهن نطن عايزات يدسن قايلات فعلاً إنتي جيتي الجريدة وما كلمنك.!!! كل سنة وأنتي طيبة ويتربى في عزكم وطبعاً كده عرفتي سبب عدم الزيارة.. المهم كده أنا طلعت منها.. الباقين يشدو حيلهم..فلا مؤاخذة استيلا السبب عادات وتقاليد الدينكا ديل.. نسوي شنو؟؟