في إحتفالية باهتة إفتتح المشير أبراج الواحة و ذلك ما لم يشر إليه صراحة بأنه الإحتفال بالعيد 24 لنظام الإنقاذ الذي دمر البلاد و جر الشعب إلي التظاهر المستمر منذ 16 يونيو بمسمي الكتاحة التي توجت بجمعة لحس الكوع و ستستمر بجمعة شذاذ الآفاق ، و في إحتفالية اخري مشابهة في البهت و البؤس دشن الوالي الدكتور الخضر مشروع ترحيل الطلاب بعدد من البصات في 11 خط و السعي لتوفير و جبة فطور الطالب . هذين الحدثين إرتبطا بتاريخ العيد ال24الذي هبت عليه الكتاحة و ما يستوقف الإنسان ذلك الخداع الذي يمارسه قادة و إعلام المؤتمر الوطني منذ ال30 من يونيو 1989م المشؤم وبشعار خادع هذه المرة مفاده أن ريع أسهم الحكومة لصالح الفقراء و المساكين . يا له من خداع فج حيث الفقراء و المساكين صارو كثر و أعداد مضاعفة خلال ال23 سنة الماضية نتيجة لسياسات التمكين و التكويش التي مارسها النظام منذ أن أطل بوجهه الكالح في ذاك اليوم و أجج الحروب و زادها إضراما و إشتعالا و حريقا للأخضر و اليابس و وسع النزوح و التشرد و الترمل للكثير من أبناء و بنات الشعب مما ضاعف أعداد الفقراء و المساكين فهل الفقراء و المساكين يسد رمقهم ريع أسهم تلك الواحة التي ليس لهم فيها واحة مستظل و لا راحة من عناء بل هذه الواحة أبراجا عالية للمشاهد من هؤلاء الفقراء و المساكين ليراها من بعد و يرفل في حللها غيرهم الذين يطيب لهم فيها المقام ممن لم تمتلء بطونهم من لقمة عيش المواطن التي نهبوها بإسم التمكين الذي ولد عنصرية بغيضة و قبلية سيئة فهل يجد الفقراء و المساكين من ريعها شيئا يخر من بين أصابع أولئك المفسدين ؟ و حتي صار الفقر صناعة إنقاذية . إن الفقراء و المساكين لم يروا من سياسات هذا النظام إلا زيادة البؤس و الفقر من سياساته تلك طوال سنينه العجاف و كل مشروع يقام لصالح الفقراء و المساكين فأنظر ستري حوله متحلق المنتفعين المتمكنين يلهفونه قبل الوصول لأصحابه و خير مثال لذلك ديوان الزكاة فهل هذا الديوان فك مثقبة ؟ حتي تفكها هذه الأبراج … هذا الشعار خاوي من البريق و خالي من المصداقية لأن الفقر موجود بنسب من قديم الزمان و لكن نظام ما يقال عليه الإنقاذ في عهده بز الأزمنة في نسبة الفقر و المسكنة حيث افقر الطبقة الوسطي وسحقها حيث فصل معظمها الموجود في الخدمة العامة لما سماه الصالح العام و إحتكر التوظيف لمنتسبيه و دمر القطاع الرعوي و الزراعي بالبيع للمستثمرين الأجانب بأبخس الأثمان و بأعلي العائد رشاوي للمنتفعين من التابعين و الموالين فليس نظاما تسبب في الفقر و وسعه بقادر علي معالجته دعك عن إزالته و سيكون هذا الشعار كلاما بلا معني و لا قيمة في قادم الأيام و لن يري منه الفقير و المسكين شيئا بل سينزل سلة المهملات مثل سابقيه من شعارات نأكل من ما نزرع و نلبس مما نصنع التي نتائجها يعرفها الجميع . أما الوالي الخضر ( يا يابا الخضر و إلياس ) هل بصاته هذه ستصل لكل الطلاب المحتاجين إليها أبناء هؤلاء الفقراء و المساكين الذين يسكنون الأطراف من ولاية الخرطوم سكان بيوت الطين و الصفيح و ( الخيش ) التي شوارعها لم تعرف التمهيد يوما و لم تسمع بالسفلتة لتسير عليها هذا البصات ( المضروبة ) كما يقول الصحفي الإقتصادي كمال كرار و التي كثيرة التوقف و الأعطال أم ان هذه البصات ستسير علي تلك الطرق الممهدة التي تشق تلك الأبراج العالية و أصحابها يمتلكون السيارات الفارهة ويقودها السائقون الخاصون و يحملون عليها الطلاب من أبناء الذوات الدارسين في المدارس الخاصة فبدل هذه الفرية بدعم الطلاب بتسيير البصات إن خفض تعريفة المواصلات بدعم المحروقات وقطع الغيار سيكون أفضل لكن لن يأتي الحل ممن تسبب في الازمة . لذلك كل هذه محاولات لعرقلة مسيرة الثورة السودانية المباركة التي إنطلقت في ليلة 16 من شهر يونيو و من قلب قلعة النضال و الصمود جامعة الخرطوم و التي خرجت فيها الطالبات بسبب زيادة تعريفة المواصلات و ثمن وجبة الطالب التي تقدمه الكفتريات لكن الطلاب بوعيهم و خبرتهم حولوها إلي مطلب عام هو إسقاط النظام . إن طريق الكتاحة و إستمرار نهج جمعة لحس الكوع و إستمرار التظاهر هو الطريق المؤدي لإسقاط النظام و فك الضائقة المعيشية عن كل فقراء بلادي و مساكينها ( الصناعة إنقاذية ) و البديل الديمقراطي هو الخلاص من قبضة أصحاب أبراج الوحة ذلك البديل الذي يجلب الحرية و العدالة الإجتماعية و المساواة بين أبناء السودان بدون عنصرية و لا جهوية و يعيد مجانية التعليم و السكن الداخلي و الإعاشة للطلاب بالتساوي حتي يتفرغوا للتعليم و البحث العلمي و يعيد مجانية العلاج و توفير الدواء للمحتاج من الفقراء و المساكين . الفاتح قادم 1/7/2012م