إحتل السودان أسوأ مرتبة بين الدول في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2012 ، الذي تعده المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية مع معهد (انسياد) للمعرفة والإدارة. وأظهر المؤشر أن المراتب الأخيرة على مستوى العالم قد احتلتها كل من اليمن ثم النيجر والسودان . وحلت سويسرا في المرتبة الأولى عالمياً في المؤشر العام الذي اشتمل على 141 دولة، تليها السويد ثانياً، ثم سنغافورة ثالثا؛ حيث تعد هذه الدول الثلاث أكثر دول العالم في مضمار الابتكار والإبداع في التقرير الذي يقيس الدرجة التي تعمل الدول من خلالها على توحيد ودمج القدرات الابداعية والابتكار ضمن نطاقات العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي لها. وقال المعهد إن هذه السنة هي الثانية التي تتبوأ فيها هذه الدول الثلاث المراكز الثلاثة الأولى. ومؤشر الابتكار العالمي يصنف 141 دولة أو اقتصاداً دولياً، حسب قدرات الابتكار والمخرجات المحققة منها التي يتم احتسابها بتحديد متوسط اثنين من المؤشرات الفرعية وهما مؤشرا المدخلات والمخرجات، حسب شركة “بوز أند كومباني”. وفيما يتعلق بمؤشر المدخلات فيتكون من خمس مجموعات فرعية تقيس عناصر الاقتصاد الوطني التي تجسد الأنشطة المبتكرة وهي المؤسسات، رأس المال البشري والبحوث، البنية التحتية، تطور السوق وتطور الأعمال. أما المؤشر الفرعي للمخرجات، فهو يندرج ضمن مجموعتين أساسيتين هما مخرجات المعرفة والتكنولوجيا والمخرجات الإبداعية التي تبرز مخرجات الأدلة الفعلية لمخرجات الابتكار. أما بقية العشر الأوائل من الدول فتشمل فنلندا والمملكة المتحدة وهولندا والدنمارك وهونج كونج وأيرلندا والولاياتالمتحدة. وقد سقطت كندا من قائمة الدول العشر الأولى على المؤشر في حين تراجعت الولاياتالمتحدة من المركز السابع العام الماضي إلى العاشر على مؤشر 2012. وقد عزا المؤشر هذا التقهقر إلى تخفيضات في الإنفاق العام على التعليم ودعم الأبحاث والتنمية. واحتلت سورية واليمن والسودان أدنى ثلاث مراتب بين الدول العربية في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2012 على التوالي. وبينما تحاول معظم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللحاق بالدول الرائدة من حيث مخرجات الابتكار، تأتي قطر والأردن والإمارات في مقدمة الترتيب الاقليمي، رغم أنها جاءت خارج قائمة الدول الأربعين الأولى في الترتيب العام ؛ حيث احتلت قطر المركز 41، والأردن المركز 46 وجاءت الإمارات في المركز 51. وحظيت معظم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأداء متدن ضمن مؤشر كفاءة الابتكار، وهو مقياس يتم حسابه على أساس نسبة المؤشر الفرعي لمخرجات الابتكار إلى المؤشر الفرعي لمدخلات الابتكار، وهو يظهر كيفية ترجمة أفضل مدخلات الابتكار إلى مخرجات للابتكار، واحتل الأردن المرتبة الأعلى في مؤشر الكفاءة (المركز 21 عالمياً) تلته الكويت في المركز ال54 من بين 141 دولة واقتصاداً. وأضاف التقرير أن دول مثل الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي تبين ارتفاعا في مستويات الانجازات المحققة في الابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة للتحسينات التي تمت في مجالات الأطر المؤسسية، والقوى العاملة الماهرة (مع مستويات مرتفعة من التعليم العالي)، ومستويات التكامل الأكبر للاستثمارات المحلية والعالمية والأسواق التجارية. كما تشير هذه الأمثلة أيضاً إلى الحاجة لتحسين نواتج المعرفة مثل الأبحاث العلمية وبراءات الاختراع التي تؤدي في نهاية المطاف إلى طرح سلع وخدمات إبداعية للاستهلاك المحلي والعالمي. وأشار التقرير إلى أن القوى المحركة للابتكار ما تزال تتأثر من خلال بروز مبتكرين جدد ناجحين، كما حدث مع مجموعة من الدول ضمن قارات مختلفة جاءت ضمن قائمة الدول العشرين الأولى في المؤشر، فضلاً عن الأداء الجيد من الدول الناشئة مثل الأردن الذي حل بالمركز 56 في مؤشر الابتكار العام. جدير بالذكر ان البروفيسور اسامة عثمان عوض الكريم الباحث السوداني المعروف في مجال العلوم والتقانة الحديثة والأستاذ بجامعة بنسلفينيا الأمريكية سبق وقال ان الصرف علي البحث العلمي في السودان مازال متذيلاً قائمة الدول الفقيرة ذات الدخل المتدني حيث أن هناك دولاً أقل منّا فقراً ودخلاً ومع ذلك تصرف أكثر من السودان في مجال البحث العلمي (وللأسف ما يصرف علي البحث في السودان لا يتعدي 0.02% من الناتج المحلي) .