أعلن الأطباء السودانيون أمس ظهراً بمستشفى الخرطوم استعادة نقابتهم، وأصدرت مجموعة الأطباء بيانا، قالت فيه إنها أقدمت على الخطوة “استشعارا لمسؤوليتنا التاريخية وإدراكا للظروف الخطيرة التى يمر بها الوطن والتردي المريع للخدمات الصحية وأوضاع الأطباء”. وكانت لجان الأطباء الثلاثة الفاعلة: لجنة استعادة نقابة أطباء السودان الشرعية ولجنة أطباء السودان ولجنة الاخصائيين أعلنوا عن الاجتماع التأسيسي للنقابة في الواحدة من ظهر أمس بمستشفى الخرطوم تعقبه وقفة للتضامن مع الشعب السوداني في المطالبة بحقوقه المشروعة في العيش الكريم. وقد تم عقد الاجتماع التأسيسي بحضور نحو مائتي طبيب وطبيبة وتم تكوين مجلس النقابة من 22 عضوا بدمج اللجان الثلاثة. على أن تكون لها فروع في الأقاليم، وتحت هتافات “جاء الحق وزهق الباطل” طالبت النقابة عضويتها من الاطباء الالتزام والسهر على توجياتها وقطع الصلات مع اتحاد اطباء السودان بجميع الوسائل باعتباره لا يمثلهم. الدكتورة إحسان فقيرى، إحدى الناشطات القدامى فى نقابة أطباء السودان وعضوة رابطة الأطباء الاشتراكيين، صرحت ل (حريات) حول إعلان النقابة قائلة بأن الوقفة كانت تجسيداً لوحدة الأطباء باختلاف ألوان طيفهم السياسى، وقد عبرت بصدق عن المهنية و الحس الإنسانى لدى الأطباء الذين لم تحركهم مصالحهم الشخصية بقدر عجزهم عن تقديم خدمتهم للمواطنين .فالمستشفيات صارت فى حال يرثى له. كما أكدت أن النقابة تمثل أبناء الشعب السودانى ولا تترفع عنه كما يحاول أن يروج النظام ونقابة المنشأة تشتت جهود المهنيين عن مطالبهم المحددة والتى يختلف طابعها من مهنة لإخرى. صحيح أن تواجد العاملين بذات المؤسسة يوحد نوعاً ما مطالبهم ولكن نقابة المنشأة التى فتت النظام بها النقابات تجمع بين المخدم وكل العاملين وتساءلت: أى صلاحيات تمتلكها مثل هذه النقابة؟ وأردفت قائلة: إن نقابة المنشأة هى مجرد ديكور لا يستطيع خدمة العاملين ولا المستفيدين من المجال المهنى المحدد ولقد دمرت بها الإنقاذ النقابات القديمة لإدراكها بفعالية النقابة وقدرتها على تغيير الأوضاع. وأضافت إحسان: على المستوى الشخصى ذكرتنى وقفة الأمس وأهميتها فى هذا الظرف السيىء الذى تعيشه بلادنا بوقفة الأطباء التاريخية يوم 8 يوليو 1978. عندما تدهورت الخدمات الصحية ووقف الأطباء ذات الوقفة الصامدة .وكان بعدها إضراب عام وقامت الوقفة فى ظرف يشابه لحدود كبيرة ذات الظروف الحالية فسمة الديكتاتوريات أن النظام يحاصر الأطباء بجهازه الأمنى وبدعاياته المغرضة .. فماأشبه الليلة بالبارحة .. وختمت إحسان حديثها بالقول: نحن كأطباء نرسل عبر وقفتنا رسالة لكل النقابات الأخرى أن تنتفض لتقتلع وتستعيد نقاباتها لتقوم بدورها الفاعل والحقيقى تجاه عضويتها وتجاه الوطن. (لمشاهدة وقفة الأطباء):