بدا واضحا فيما قبل جمعة الغد الحالة التي وصل اليها الفصيل الحاكم من التخبط واللاوعي , مما يبشر بان النتائج الايجابية لثورتنا المجيدة باتت تطفو على الاسطح في بيان واضح وجلي لذوي الألباب وما تصريحات السادة اعضاء الحكومة الموقرة الا خير دليل . اعداد مهولة من عناصر الامن والرباطة في ولايات السودان المختلفة تم استدعاءها الى المركز (العاصمة ) بهدف السيطرة على الاوضاع وقمع الثوار , ورغم ان البعض ينادي بعدم تفويت الفرصة واستغلال ضعف وقلة ذيك العناصر ورباطتهم في الاقاليم (لسحب الغالبية الى الخرطوم ) الا انني اكاد ارى ان الخرطوم هي التي ستنفجر رغما عن رباطتهم وغصبا عما اعدوه من لم للمرتزقين ومن على شاكلتهم . تصريحات البشير ونافع كما لقاء عبد العاطي والقراي ,جميعها كشفت حجم الشلل الفكري الذي اصاب الحكومة في وقتها الحالي . ورغم ان الثلاثي هذا اشتهر بالكذب والنفاق والتضليل , الا ان التصريحات الاخيرة بالذات وضحت مؤكدة بمالايدع مجالا للشك , ان اصحابنا متورطين والخوف والجزع اعمى بصيرتهم تماما وهذا ماعرته وجوههم قبل السنتهم . طلاب جامعة الخرطوم – نشد على اياديهم فردا فردا – ماعدا المنتمين لحزب الكذب والنفاق , لم يخيبوا ظنوننا وحافظوا على صيت تلك الجامعة واحرجوا النظام وجعلوه يرتجف من رأسه حتى أخمص قدميه , بانقلابهم على توقعات النظام الذي بات يجهز زبانيته لمعارك يوم الجمع فاختل توازنه تماما وهو يلاحق طلاب الجامعة على مدار ال24 ساعة . انصار حزب الأمة اجبروا الحبيب الامام على الغوص في اعماق الثورة رغم ذبذته التي لم تخف على اعينهم فكانت اعتصاماتهم في مسجد الهجرة الجمعتين الماضيتين هي سبب الصداع الذي لازم البشير وزبانيته وذلك لاعتقاده أنه كسب الصادق في صفه ..فباعه , والشاهد ان السيد الصادق لم يبع ولم يشتري ولكن الفضل في ثورة الانصار مع اخوتهم في الوطن لم تحدث الا بفضل الشباب كوادر حزب الامة مع النساء بقيادة مريم الصادق , والحبيب لم يجد نفسه الا مع الثورة وكأنما وضعوه (امام الأمر الواقع ) هذا الاسبوع شهد استخدام القوة المفرطة مع الذخيرة الحية من قبل الرباطة وعناصر الامن , وهو امر متوقع , حيث ان هذا النظام لا ملجأ اليه ولا اظن ان احدا سيستقبل رأس الدولة حال هروبه فهو مطلوب دوليا , أما محاكمته داخل الوطن فهو أمر فيه نهايته بلا شك . لهذا لا نستغرب ان يعض على الكرسي بالنواجز , والسلاح الناري هو احد تلك النواجز . العربية وسكاي نيوز ما زالتا تقومان بواجبهما تماما وعكس الحدث بعد لحظات من ساعة وقوعه , ومراسليهما دائما في موقع الاحداث , بينما الجزيرة ما زالت تتناول اخبار ثورتنا باستحياء , ولكنها على كل حال افضل من جميع اجهزتنا الاذاعية والتلفزيونية . جمعة الغد توقع لها الناشطون ان تكون الأقوى بفضل التعبئة المدروسة لها والتركيز على انتشارها عكس جمعة شذاذ الافاق التي تمركزت في مناطق بعينها . ولعل أكثر ما يدفع الشباب للخروج غدا , هو استحقار الاجهزة الامنية ومعاملتها اللا انسانية حتى للشيوخ والنساء . نتلهف لجمعة الغد وغيرنا يرتجف ويتمنى ان يطول ليله .