اسمحوا عبر منبركم المفتوح لاهل السودان كافة ان اخاطب قرائي الاعزاء الذين لم اغب عنهم بارادتي بعد ان وعدتهم في اخر عمود نشر ب(السوداني) قبل ان اخطر بقرار الاستغناء عن خدماتي في الجريدة يوم الاربعاء الماضي 18 يوليو الجاري حيث قلت لهم : كلي شوق لعيونكم المرهقة التي ظلت تحفزني على مواصلة الكتابة لكم متحديا الاغراءات(للمكوث في استراليا)من جهة وضغوط العاناة(بالعودة الى السودان)من جهة اخرى لاختار بكامل ارادتي مواصلة مشواري معكم وبكم واليكم. *وقتها كنت عائدا للتو من اجازة طيبة استمعت فيها بقضاء ايام جميلة امضيتها مع اسرة الفنان التشيكلي الغالمي غسان عباس محمد سعيد وبنتي واحفادي ومجموعة طيبة من اهل السودان في استراليا احاطوني بتقديرهم وحبهم لي في الادالا وملبورن وكامبرة وسدني وسط رجاءات ظلت تلاحقني منهم ومن كثير من الاعزاء بالداخل حتى لا اعود الى السودان في هذه الظروف الاصعب. *لكنني لم اكن اصلا ارغب في الخروج من السودان الذي يشتاق اهله في كل دول المهجر للعودة اليه الامر الذي احسسته بنفسي في كل زياراتي خارج السودان خاصة في المانيا واستراليا ، ولم انقطع عنكم اعزائي القراء طوال فترة اجازتي التي احمد الله انها اضافت لي اكثر مما خصمت وما زلت على عهدي معكم لايماني برسالتي التي وهبت عمري كله من اجل الوفاء يها تجاهكم. *اكتب اليكم وكلي امل الا يطول غيابي عنكم-خاصة قراء الداخل - الى ان ياخد الله امانته ، وساظل احمل قلمي على كتفي واواصل غرس فتتلة الكلمة الطيبة بلا ملل او كلل او يأس. *انني احمد الله على كل خطوة وكل نفس ، على الصحة والعافية ومحبة الناس التي هي من محبته سبحانه وتعالى ، ونشكره على جزيل نعمائه علينا بان وهبنا القدرة على مواصلة اداء الامانة قدر ما نستطيع ولن نقصر بعونه وتوفيقه متى ما اتيح المنبر الذي نتنفس فيه لكم وعبركم. *اقول كما قال القطب الاتحادي الراحل المقيم وزير الثقافة والاعلام الاسبق محمد توفيق عليه رحمة الله في عموده الصحفي(ابر النحل): ان كل يوم تشرق فيه شمس الله على حياتنا نعتبره مكسبا اضافيا ، ليس كما قال بسخريته المعروفة : لاننا نلعب في الزمن الاضافي ، وانما لان ديننا حثنا على ان نعمل لدنيانا كاننا نعيش ابدا وان نعمل لاخرتنا كاننا نموت غدا. *اكتب في هذه المساحة المتاحة لقرائي الاعزاء ولكل الذين استفسروا عن غيابي رغم الوعد الذي قطعته معهم في اخر عمود نشر لى ب (السوداني) لاقول لهم : مهما طالت فترة غيابي الاجباري عن الكتابة فانني على يقين تام بانه لابد من صنعاء وان طال السفر. *ورمضان كريم [email protected]]