وصلت قيادات العصبة الحاكمة إلي إن نظامها أيل إلي السقوط لا محالة و إن الانتفاضة قاب قوسين أو أدني و يمكن الوضع ينفجر في أية وقت حيث الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد قد وصلت إلي نقطة النهاية و الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد هي التي سوف تكون سببا في انفجار الانتفاضة باعتبار إن أغلبية الشعب السوداني عجزت عن توفير حاجات المعيشة اليومية و فشل النظام في إيجاد حلول لها و رفضت دول الخليج و البنوك أن تقدم أية قروض حتى بفوائد عالية باعتبار إن النظام الحاكم في الخرطوم سوف يزول في أية وقت. في الأسبوع الماضي رفعت وزارة الطاقة و الكهرباء سعر المتر من 15 قرشا إلي 65 قرشا مما يجعل قطاع عريض يبلغ 75% من الشعب السوداني لا يستطيعون القدرة علي تحمل هذا السعر العالي و جاءت رجاءات من رئيس البرلمان و الحزب الحاكم و أخيرا نتقد الدكتور عصام أحمد البشير رئيس مجلس الإفتاء و خطيب مجلس النور في خطبته يوم الجمعة ارتفاع تعريفة الكهرباء و قال أنه سوف يتحدث مع رئيس الجمهورية لكي يخفض التعريفة أو يلغيها لآن أغلبية الشعب السوداني لا يستطيعون تحملها. إن ارتفاع تعريفة الكهرباء هي لعبة إعلامية بهدف تجميل وجه الرئيس البشير و محاولة إعادة إنتاج نظامه مرة أخرى و هي لعبة لا تنطلي علي أحد فالرئيس البشير هو رئيس الجمهورية و رئيس مجلس الوزراء و لا تستطيع إدارة الكهرباء أن تتخذ مثل هذا القرار الذي يؤثر علي معيشة الناس و أحوالهم الاقتصادية دون أن يكون للرئيس علم به و أخذ موافقته و تجيء اللعبة إن الحكومة قررت زيادة تعريفة الكهرباء و بالفعل تم ذلك بصورة كبيرة جدا 300% و هنا تأتي اللعبة الإعلامية في الطلب من السيد رئيس الجمهورية مراعاة الجماهير و يخفض رئيس الجمهورية التعريفة 150% و يكون السعر قد رفع بالفعل أي يصبح السعر 42,5 قرشا للمتر و في نفس الوقت تمدح الجماهير الرئيس الذي تدخل و خفض السعر و بالتالي تهتف باسمه و هذه لعبة فيها من المكر و العجيب في الأمر أن تستخدم منابر المساجد في عمليات غش الشعب السوداني و تجميل وجه الرئيس الذي يعتبر أول رئيس في السودان منذ استقلاله يتهم هو و أهل بيته و أسرته بالفساد و استغلال أموال الدولة. و من دلائل استغلال منابر المساجد في عملية اللعبة الإعلامية محاولة بعض أئمة المساجد أن يخدروا الناس و محاولة طمأنتهم لكي يسكتوا علي إخفاقات النظام و لا يتصدون له و يقولون أن ارتفاع الأسعار و معاناة الناس هي قضاء وقدر حيث خرج أحد الأئمة يدعي كمال عثمان أزرق يقول أنه لا يشغل نفسه بقضية الغلاء و ارتفاع الأسعار أنما يشغل نفسه بقضية إن السودان مواجه بتحديات خارجية تسعي إلي تفتيته و هذا هروب من المشكلة و عدم الاعتراف إن الإنقاذ قد فشلت في الحكم و هي سبب مصائب البلاء و يجب الانتفاضة ضدها و يجب إن يعلم الناس إن الخارج لا يجد مدخلا من أجل تمرير أجندته إلا عندما تعجز الدولة عن توفير احتياجات الناس و تفشل في عملية الاستقرار و الأمن الذي لا اعتقد أن السودان سوف ينعم به في ظل الإنقاذ. و كان السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية قد خاطب المصلين في مسجد كادوقلي و قال إن انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار تعتبر قضاء وقدر و يجب علي الناس أن يقبلوا حكم القضاء مثل هذا القول يؤكد تماما إن النظام قد عجز حتى علي عملية التبرير و محاولة استغلال منابر المساجد و توظيف الآيات القرآنية تؤكد أن النظام قد فقد مقومات بقائه و لا يذكرون قول الله تعالي ( و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) لقد استطاعت الإنقاذ استخدام الأئمة و إجبار بعضهم علي التأويل لكي يخدم نظام الإنقاذ الأمر الذي يفقدهم المصداقية في الشارع السوداني و هؤلاء أئمة السلطان و ليس عجيبا في أئمة كانت وزارتهم هي الأكثر الوزارات فسادا و لا نجد أماما واحدا قد خرج لكي ينكر هذه و يطالب بالعدالة و محاكمة المفسدين بل صمتوا تماما بما فيهم رئيس مجلس الإفتاء نسال الله أن يجنبنا أحكام أئمة السلطان. فمحاولات قيادات الإنقاذ و الدكتور عصام أحمد البشير أمام مسجد أهل عمر البشير في حملة إعلامية بهدف تجميل وجه رئيس مطالب للعدالة و متهم بإبادة 350 ألف مواطن و متهم من الشارع السوداني بالفساد هو و أهله تؤكد إن نظام الإنقاذ في أزمة سياسية و تشعر تلك القيادات إن النظام أيل إلي السقوط لا محالة و نرجوا أن لا تغيب علي الشعب هذه اللعبة الماكرة التي الهدف منها زيادة تعريفة الكهرباء و في نفس الوقت تجميل وجه الرئيس الذي جاءت الزيادة بموافقته شخصيا. كمال سيف صحافي سوداني سويسرا