المشهد الأول جلس المدعوون علي طاولة الاجتماعات الأنيقة ، وبعد أن استمتعوا بكرم الضيافة وقف ( مضيفهم ) يتحدث عن الموارد المالية الهائلة التي تري بالعين المجردة ، والتي لا تقارن برسوم عبور البترول . ولما رأي الدهشة في وجوه الضيوف ضرب لهم الأمثال ( المليارية ) علي طريقة – شفيق يا راجل – وما معناه لو عندنا 5 مليون مشترك في الكهرباء بستهلك كل واحد فيهم 300 كيلوواط في الشهر دا معناه 18 مليار كيلوواط في السنة ، لو زدنا الكيلوواط الواحد 10 قروش بجيب لينا 1.8 مليار جنيه ، ولو زدناه 50 قرش تبقي الجملة 9 مليار جنيه جديد لنج . أخرج الضيوف دفاترهم وسجلوا الملاحظات ثم خرجوا بصحبة النجدة والموتور سايكلات . المشهد الثاني نظر ( المضيف ) في التقرير الذي كتب علي غلافه ( سري جدا ) وقال للمدعوين الذين لا زالوا يزدردون الطعام الشهي ( بصراحة زيادة الكهرباء دي حتخلينا نركب التونسية ) ، ولما رأي الإندهاش في عيونهم اقترح عليهم العمل بنظرية أحمد وحاج أحمد . وحالما طلع الصباح رفض البرلمان زيادة الكهرباء بحجة أنها لم تعرض عليه ، وثرثرت الصحف الحكومية بشأن خلافات المسؤولين حول الزيادة وعن قرار وشيك بإلغاء الزيادة . المشهد الثالث فطر المدعوون في البوفيه المفتوح بالفندق الشهير ، وبعد التحلية ، أصدروا قراراً بتجميد الزيادة مع العمل علي رفع الدعم ، ولما سأل الجرسون عن هذا الدعم الذي لا يري بالعين المجردة نهروه وقالوا له إنت بتفهم أكثر من الحكومة ؟ وأحالوه للصالح العام ( في دقيقة ) . المشهد الرابع والأخير اجتمعت لجنة رفع الدعم واتفقت علي جدول عملها والحوافز وبدل الوجبة وبدل الميل وبدل الماس الكهربائي . رفعت تقريرها بعد العمل لمدة شهر كامل تحت الهواء البااارد والأكلات الساخنة . أعلنت الحكومة أنها وافقت علي كل التوصيات ، وبصم البرلمان عليها بالعشرة . ارتفع سعر الكيلوواط الكهربائي من 15 قرش إلي 30 قرش وسموه المرحلة الأولي من رفع الدعم . حصل السدنة والتنابلة خلال عام واحد علي 2.7 مليار جنيه ( من خلف ظهر الموازنة ) . حصل أعضاء اللجنة المضروبة علي حوافز قدرها مليار جنيه وحصل المواطن السوداني علي كرت ( جوكر ) في مباراة ( ربيعي شطة وصيفك حار ) والخرطوم مدينة لا تعرف الأسرار .