قال مسؤول كهربائي أن الزيادة في أسعار الكهرباء لن تؤثر علي محدودي الدخل الذين يستهلكون أقل من 600 متر ( كيلوواط ) في الشهر . وكأنما أراد إفهامنا أو ( تدقيسنا ) بأن العبء سيقع علي الأغنياء أصحاب القصور والتكييف المركزي ، وأن الحكومة منحازة للغلابة الذين طحنهم الغلاء وزيادة البنزين والجازولين . كما أراد بهذا الكلام ( تبريد ) نار المظاهرات وإطفاء حرائق اللساتك في الأبيض والخرطوم أو الكلاكلة والديوم ولكن الكهرباء ليست للإنارة فقط ، فالعديد من المصانع تدور ماكيناتها بالكهرباء ، ومزارع الخضر والفاكهة تشتغل بالكهرباء ، ومزارع الألبان كذلك ، وأصحاب البقالات الكبيرة يستهلكون قدراً أكبر من الكهرباء ، والمطاعم تشطف الكهرباء شطفاً ، والمدارس في الصيف الحار يزداد إستهلاكها من الكهرباء ، وعنابر المستشفيات وغرف العمليات تجر الكهرباء ( جراً) . وكل هذه الهيئات والمنشآت المكهربة تنتج سلع أو خدمات مدفوعة القيمة ، وطالما زادت أسعار الكهرباء فإن أسعار السلع المنتجة ستزيد كذلك . علي ذلك سيدفع المواطن الغلبان ثمن الزيادة في فاتورة الكهرباء طوعاً أو كرهاً . سيرتفع ثمن رطل اللبن من 2 جنيه مثلاً إلي 2 ونص لأن فاتورة كهرباء مزرعة الألبان الشهرية أصبحت 1500 جنيه بدلاً عن 900 جنيه . وسيدفع زوار المرضي 3 جنيه ثمناً لتذكرة ( زيارتنا إلي المستشفي ) بدلا عن 2 جنيه حتي لا ينقطع التيار الكهربائي عنها ، وقس علي ذلك البقية . بالمختصر المفيد زيادة الكهرباء واقعة في راس الغلابة الذين لم ( يدخلوا ) الغابة . ومن طرائف الأنباء أن برلمان المؤتمر الوطني إحتج علي قرار المؤتمر الوطني بشأن زيادة الكهرباء بسبب عدم طرحه علي المجلس الذي هو في إجازة . ومن قبل أن يدخل برلمان المؤتمر الوطني في بياته الصيفي كان البنزين قد ازداد دون مشاورة البرلمان الحكومي ، فلماذا العنتريات والتصريحات التي في طرفها موافقات !! قالوا الخزينة ( فارقة ) ، قلنا الحجيج قطع ، والحج الحكومي علي حساب الميزانية المنهارة . قالوا رفعنا الدعم ، قلنا سيرفع الشعب أيضاً الدعم عن السدنة ، قالوا كيف ؟ قلنا لن يدفعوا رسوم النفايات والأوساخ تملأ الحارات ، والعوائد والضرائب ، والزكاة وكل ما يذهب لجيوب التنابلة . وبعد داك الحشّاش يملا شبكتو فهمتوا ولا ما فهمتوا . من هتافات الإنتفاضة ( الكهربا جات أملوا الباغات أسة بتقطع يا .... ) لو يدري السدنة أن زيادة أسعار الكهرباء من محفزات الإحتجاج ، لما كرروا قصة ( أب عاج ) ، وحكاية بتاع الحمار الذي ينادي ( المعا قزاز أو زجاج )