نظم نادي الخريجين بمدني الأحد 19 ديسمبر ندوة كبرى بعنوان (تحديات الانفصال ومستقبل السودان) أمها جمع غفير من أهالي مدني كما شارك بالحديث فيها عدد من قادة القوى السياسية بالخرطوم ومدني أبرزهم الأستاذ ياسر عرمان رئيس قطاع الشمال بالحركة الشعبية لتحرير السودان ومرشحها الرئاسي في الانتخابات الماضية، والدكتور عبد الرحمن الغالي نائب الأمين العام لحزب الأمة القومي، والأستاذ كمال عمر المسئول السياسي بالمؤتمر الشعبي، ود. صدقي كبلو القيادي بالحزب الشيوعي. وأقيمت الندوة بمناسبة مرور الذكرى الخامسة والخمسين على إعلان الاستقلال من داخل البرلمان، وقد تحدث فيها إضافة للقادة المذكورين عدد من قادة العمل السياسي في ولاية الجزيرة والذين يمثلون أحزابا أخرى مثل الاتحادي الديمقراطي الأصل، والاتحادي الديمقراطي، والحزب الناصري. وقد تطرق المتحدثون في الندوة لذكريات الاستقلال وأحداثه كما تطرقوا للمشاكل التي اعتورت طريق الدولة السودانية واستشراف الحلول. وقال عرمان إن مشكلة السودان تتمثل في سيطرة المركز وتهميشه لبقية الأقاليم وإن الانفصال لن يحل المشكلة بل سيكون هنالك جنوب جديد، وستظل المظالم تولد النزاع ولا بد لحلحلة المشاكل من تغيير المركز. كما تطرق الغالي لعيوب في اتفاقية السلام حملت بذور الانفصال وكانت السبيل الممهد له، وقال إن البلاد الآن في حالة مواجهات متعددة وفيها قنابل موقوتة وإن الانفصال الذي سيحدث سوف يكون فاتحة لمزيد من التمزق والمواجهات داخل الشمال وداخل الجنوب وبين الشمال والجنوب ما لم يتم تدارك الوضع بتكوين حكومة قومية تدير البلاد وتحل دارفور وتشيع الحريات وتصل لاتفاقية توأمة مع دولة الجنوب الوليدة. وقد ابتدأت الندوة واختتمت بأناشيد وطنية. وكان استقلال السودان قد أعلن من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955م حينما أجمع أعضاء البرلمان من اتحاديين واستقلاليين وجنوبيين على تجاوز الاستفتاء على تقرير المصير بين الاستقلال التام والاتحاد مع مصر لتأكيد الاستقلال التام من دولتي الحكم الثنائي: مصر وبريطانيا، على وعد أن ينظر في مطلب الجنوب بالفيدرالية لدى كتابة دستور البلاد الدائم.